بعيدا عن السياسة واكاذيب شعارات الاحزاب ماذا جنى العراقيون على مدى اكثر من نصف قرن من الانقلابات العسكرية وحالات القتل والسحل والتغيب والاحتراب الداخلي والحروب الخارجية والزج في السجون والمعتقلات وتوالي موجات الهروب والهجرة بتغير الانظمة السياسية في مراحل مختلفةخلاصا من القمع والمطاردة والاعدامات المحتملة وكم سالت دماء بفعل روح الثأر والانتقام والخلاف بالرأي والانتماء والولاء حتى بلغ الطائفة والعشيرة دون اعتبار لمشترك المواطنة وعراقية اصل الاخوة التي تحولت الى عداوة تاريخية لاثبات الوجود واستعراض القوة ليسقط دونها العديد من الابرياء في ازمان كان قوي السلطة والنفوذ هو الغالب وهو من ينفذ ما وهو الامر والناهي في مجتمع لا حول له ولا قوة الا الخضوع والخشوع لمقدرات تغير الاحوال والازمان دون صوت يعلو على صوت الجلاد
ولو عدنا بحسبة بسيطة لما حصل بعد تموز 1958 وحتى يومنا العراقي الدامي هذا لبان الفرق عن الذي جرى قبل ذلك منذ تاسيس الدولة العراقية مطلع عشرينيات القرن الماضي وهو ذات الشعب الذي كان منه من يعارض ويخرج في التظاهرات وينخرط في الاحزاب والصحافة المعارضة وله مواقف مضادة من الحكومات المتعاقبة ومنهم من ظل سالما فخورا بتاريخه النضالي ومدة فصله السياسي حتى اعادته الى وظيفته في نظام لاحق بعد احتساب تعويض عن ما لحق به من ضرر مادي ومعنوي وتلك هي كانت دورة السياسة حتى غدا هناك من يسعى الى احصاء ايام سجنه وفصله لتعويضها بدفعات مالية بدعوى المظلومية والحرمان وكأن العمل السياسي لم يكن الا انتظار يوم للاستفادة الشخصية وتحسين الاحوال ولنا من الامثال من انقلب على تاريخه النضالي السابق المضحي ليدخل عالم التجارة والمال والاعمال لاعنا سنوات القحط والعوز وكذبة النضال من اجل اسعاد الاخرين
مضى العمر والسنون فلا غير من فلح وتاجر بالدم العراقي وبعناوين شتي وبقي الفقير فقيرا وظل الدم العراقي سائلا مع تعاقب الوجوه والاحزاب ونوعيات الاسحلة والخطابات والايدولوجيات التي تهدف الى استدارج واستغفال الجماهير الجاهلة والساذجة لتحقيق غاياتها ومنافعها الذاتية حيث لم تكن السلطة وكرسيها الا بوابة للجاه والمغانم وليذهب الشعب المغرر به الى الجحيم وهكذا كانت ودواليك لعبة السياسة في العراق فمتى يفطن الشعب الى انه لم يكن الا اداة ومعبر لبلوغ الطامحين النفعيين مقاصدهم ويظهر للعلن من كان قزما مغمورا الى واجهة المسؤولية بعيون خائفة مشوشة خوفا من معرفة وتشخيص احد خبر سيرته وخوفه وجبنه ايام النضال السري !!!
وليبق الشعب العراقي العظيم يحتفل بقاتليه
واذكر اليوم مانشيت صحفي قبل سنوات كتبه زميل وصديق صحفي مهني ماهر اوقعنا في مواجهة الخشية من الاعتقال وسوء النية حين خط بقلمه المانشيت ولم تشفع له تحولاته من شيوعي الى بعثي قومي الى اسلامي !!!
فلان الفلاني سيف مسلط على جلاديه.
.وعلى الشعب المغلوب السلام