23 ديسمبر، 2024 2:23 م

عرس .. أم عهر .. أنا كنت هناك !

عرس .. أم عهر .. أنا كنت هناك !

من بديهيات ما نستشفه من كتاب الله الكريم  …  إن الخالق العظيم  لا يتدخل في صنع إرادة الانسان , بالـتأثير على قلبه – وهو القادر على ذلك حتما –  بل هو تعالى يرسل الانبياء والرسل لهدايتهم الى المنهج الحق .. ولمن يشاء الايمان  وله ايضا ان يكفر ,  ويتحمل مسؤليته في اتخاذه القرار الخاطىء  .. والعقل- جوهرة الانسانية –  التي لاتُقدّر بثمن  , هو الرسول الذاتي , لهدايته الى ماتريده السماء منه  .. ففي كل كل حركة للانسان , هناك هدف يبدأ من فكرة ما (( مُقتضي )) , ولتحقيق هذا الهدف  يجب ازالة الموانع لتنفيذه .. ومن ثم يتم الشروع والمباشرة بتنفيذ الفكرة .. حضرت امامي هذه الافكار , وانا اشاطر جاري ابا محمد , ونحن في طريقنا الى مركز الاقتراع في منطقتنا , لاختيار من نراه مناسبا لتمثيلنا تحت قبة البرلمان لاربع سنوات قادمة ( وتغيير البرلمان السابق – الاسوء  – في تاريخ الديممقراطيات ) .. الوجوه التي طالما أغاضتنا بعنجهيتها وكبريائها .. وجوه البعض.. المُنتفخة نرجسية وخواء وعجرفة فارغة .. وقد قال صديقي  : انا سوف اختار  ( فلان ) لاني إقتنعت ببرنامج قائمته  , ولانه ذو تاريخ شخصي نظيف , ويمتلك  مؤهل اكاديمي  يجعله قادرا على تقديم شيء  في مستوي التشريع والمراقبة  .. وأردف صديقي : إنني أؤمن بوجود عقد وان كان –  غير مكتوب –  بين الناخب والمُرشَّح بالتزام الاخير بتنفيذ إرادة المواطنين ضمن دائرته الانتخابية  كما هو الحاصل في البلدان الديمقراطية العريقة .. فالتشريعات  تقوم بها الاغلبية النيابية الحاكمة  , بعدان تأخذ  بعين الاعتبار إرادات  جمهورها – من خلال مؤتمرات  واستطلاعات راي – تجريها  .. وأردف صديقي : لكن كم من الناس يستحضر هذه المعايير والافكار , وهو يضع علامة الاختيار على ورقة الاقتراع .. ومن منا استحضر آلام المرضى , وأنين جرحى عمليات الارهاب , ودموع اليتامى –  فاقدي الاب والمُعيل –  بآلة العنف المّدّمّرة  .. وهل حضرت امامهم مساوىء  النواب الماضين – ملفات وسخة للسرقة  ومواقف غير مسؤلة في التعامل مع معاناة وطموحات ابناء الشعب العراقي الجريح في جسد ابنائه وكراماتهم .. كم منا إستحضَّر دموع علي ( الخليفة والامام ) وقلقه وتَخَشُنّه في مأكله وملبسه مواساة للفقراء من رعاياه – رُعب علي الانسان – من ان يجوع او يعرى انسان وهو لايعلم بحاله أو لايستطيع نجدته وان كان في اقصى اطراف دولته المترامية .. قلت لصديقي فلندع المولى علي – غارقا في دموعه , وهو يتململ تململ السليم ( الملدوغ) — ونتحدث بشيء مُفرح .. فلقد تابعت من خلال احدى القنوات إجراءات المفوضية واستحضارها للاجهزة الالكترونية المتطورة , والسيرفرات الضخمة لحفظ البيانات .. واعتمادها البطاقة الانتخابية الالكترونية  لمنع التلاعب وتكرار التصويت او اضافة اوراق اقتراع مزورة .. فعند وضع بصمتك في الجهاز , تكون قد استنفذت حقك في التصويت مطلقا وسوف تُكشف ان حاولت ذلك , وعند ادخال – الباركود –  لورقة التصويت سوف تُلحق معلومات الورقة الانتخابية  وبياناتك من اسم المركز والمحطة  ووقت التصويت  وباركود بطاقتك الالكترونية في داخل الجهاز ,  وبذات الوقت يطبع الجهاز باركود ورقة الانتخاب التي وضعتها في الصندوق على بطاقتك الالكترونية  .. وسوف يُغلق هذا الجهاز ذاتيا عند انتهاء وقت الاقتراع عند الساعة السداسة  مساء هذا اليوم .. وسوف يخرج – قائمة باسماء جميع المُصوتين وباربع نسخ .. فلا تلاعب ولا تزوير !

 قال ناصح ومضى  : ان لم نُحسن الاختيار فسوف يذهب ماصُرف من اموال وجهد وتضحيات  هباءا في مهب الريح وينطبق علينا قول الشاعر : كأننا والماء من حولنا –  قوم قعودُ حولهم ماءٌ !

سلاما لك ياعراق