23 ديسمبر، 2024 1:09 م

مشيئة الله وذنوبنا وانقطاع الكهرباء !

مشيئة الله وذنوبنا وانقطاع الكهرباء !

مع احترامنا وتقديرنا لجهود وزارة الكهرباء الكبيرة التي تبذلها في كل عام خاصة في الصيف لتجاوز مشكلة الفارق الكبير بين ما منتج من هذه الطاقة وبين الحاجة الفعلية التي تتزايد لاسباب عديدة من بينها البناء العشوائي للوحدات السكنية ، فاننا نعتقد ان المعالجة الحقيقية خارج نطاق صلاحيات الوزارة كونها ترتبط بتراكم فساد من بينه ما يقال عن خمسين مليار دولار خصصت لهذا القطاع منذ 2003 الى الان كان يمكن ان تبني اكثر من محطة توليد !لذا تزداد شكاوي العراقيين من انقطاع التيار الكهربائي وان عادت فانها تسبب عطلات الاجهزة الكهربائية بسبب ارتفاع او انخفاض الفولتيه .. فالكهرباء مثلها مثل الخدمات الاخرى كانت وما زالت ازمة كبيرة فشلت الحكومة في ايجاد معالجة حقيقية لها برغم مليارات الدولارات التي راحت في جيوب الفاسدين من المسؤولين .. الجميع يتحدث عن الفساد الذي نخر جميع مؤسسات الدولة بما فيها الكهرباء التي تهربت من مسؤوليتها وبمباركة حكومية عندما احالت توزيع الكهرباء على شركات مهمتها الجباية في اطار عقود لم تنصف المواطن الذي بقي حائرا بين الشركة او القطاع عند حدوث اي مشكلة في الكهرباء .. الكل يعلم ان هنالك خلل كبير وفساد غير ان الشيخ مهدي الصميدعي وكما نقلت مواقع التواصل الاجتماعي قال وبالحرف الواحد (لاتلوموا الحكومة فهذه مشيئة الله وانقطاع الكهرباء مع ارتفاع درجات الحرارة في رمضان هو رحمة للعراقيين للتكفير عن ذنوبهم فذنوبنا كثرت ولاحاجة للتذمر فهذا ابتلاء ومن يحبه الله يبتليه فهذا دليل على حب الله للعراق واهله فعليكم بالصبر .. )!! لن اعلق على حديث الشيخ الصميدعي الذي اتمنى ان يكذبه بسرعة ان لم يكن صحيحا او يجد لنا مبررا مقنعا لمثل هذا الكلام الذي يجسد مستوى الاستهانة بمشاعر وعقول العراقيين .. اعود الى اصل المشكلة وهي معاناة المواطنين عند المرحلة الاولى من التحويل من الشبكة الى الارضي .. فالمواطن ابو نوفل ومعه مجموعة من المواطنين سئموا من مراجعة قطاع اليرموك للصيانة الذي يبلغهم بمراجعة الشركة التي تغلق ابوابها بوجههم بادعاء عدم استلامها المنطقة بشكل كامل الى الان .. فيعودون الى القطاع الذي اخبرهم ان الشركة سحبت “الكيبل” الرئيس مما سبب لهم مشكلة ارتفاع الفولتيه فعليهم ان يشتروه من السوق او استعادته من الشركة !!بل ان احد العاملين في القطاع قال بصريح العبارة لاتوجد في القطاع غير سيارة صيانة واحدة وسائقها عليه ان يقتصد بالكاز حيث لايملا خزانها الا مرة واحده بالاسبوع !قد تكون المشكلة الان قد عولجت لكنها لن تكون الاولى ولا الاخيرة !
نحن من مشجعي تحويل الكهرباء الى الاستثمار لاسباب عديدة منها ان الشبكة الارضية تخلصنا من التجاوزات ومن الانقطاعات في الاسلاك كما انها ستعلمنا الترشيد ، غير ان ما صاحب عملية التحويل من مشاكل يجعلنا نندم ونرمي باللوم على الوزارة.. فقد كان عليها ان تتحسب لمثل هذه الامور وهي بسيطة ومنها القوائم غير المعقولة وبالملايين من دون توفير سبب مقنع للمواطن والاكتفاء بتهديده بقطع التيار الكهربائي او الدفع وهو ابتزاز غير مقبول او تعذيب المواطن وتركه في حيرة حيث القطاع يقول لم تعد هذه مسؤوليتي والشركة تدعي انها الى الان لم تستلم !!
اخيرا اجدني مضطرا لاقول لكل عراقي وانا منهم كما قال الشيخ الصميدعي عليكم بالصبر فانه ابتلاء رباني فالنفرح ولنرقص ونهنأ لحرماننا من الخدمات الضرورية ومنها الصحة والكهرباء والتعليم والسكن والخدمات البلدية وغيرها ، بل لنحمد الله اننا وبعد خمسة عشر عاما بلا امن ولا امان ولاقانون ولا نظام فطوبى لنا انه ابتلاء انه ابتلاء وتكفير عن ذنوبنا فلنستغفر الله و نقول انا لله وانا اليه راجعون ونهتف عاشت الديمقراطية عاشت الحكومة !!