عرب اليوم تقول : وان بلغ السيل الزبى

عرب اليوم تقول : وان بلغ السيل الزبى

تقول كولدامائير في لقاء لها مع الصحفية الايطالية اوريانا فالانتشي ” من يضمن العرب ان يلتزموا بالمعاهدة لو اغتيل انور السادات ” ، لا اعلم كيف تعلم ان نهاية السادات ستكون بالاغتيال ؟ هذا سؤال عرضي، لكن المقصود من سفاسف مائير هي الالتزام بالعهود وكأنها ليست صفة اليهود.

الاستشهاد بكم مرة نقضوا العهود من ايام السامري وحتى يومنا هذا امر ممل ولا يستحق التذكير او التكرير فإنها صفة ملازمة لهم وجاء ختم ختمه الله عز وجل بهم على مر الزمان .

لكن الذي يحيرني ويجعلني امتعض كثيرا من الاطراف التي تعول على المعاهدات مع الكيان والامريكان ، ولست بعبقري ان طرحت سؤالا عن ما يدور في المنطقة من مفاوضات ايرانية امريكية ، وبخصوص ماذا ؟ بخصوص النووي والصواريخ والحصار ، عجبا الم تكن هنالك مفاوضات ايام اوباما وجون كيري مع ايران وتم الاتفاق ، فمن نكث الاتفاق ؟ ومن يضمن الامريكان بانهم سوف لا ينقضون ما تعهدوا به مع ايران ؟

لا تذهبوا بعيدا بخصوص مفاوضات ترامب مع اليمن او حماس فهذه المفاوضات بيع وشراء وليست التزامات على الامد البعيد يعني ما تم يكون الثمن نقدي بيد حماس واليمن وليس بالآجل لانه لا ثقة ولا عهد لدى الامريكان .

المفاوضات الهزيلة والرذيلة تليق بالاطراف الوسطاء فسمعتهم من سمعة نكث العهود ولا خجل او وجل يهز مشاعرهم عند النقض . ومن هنا على ماذا يتفاوض المسلمون مع اعدائهم ؟ من يضمن لهم التزامهم ؟ هكذا ظروف يجب ان تنتهي بمن ارادته اقوى وليس بتسطير بنود والتوقيع عليها .

اليوم الملتزم بما يتعهد خاسر خاسر خاسر ، وحديث الزموهم بما الزموا انفسهم به لا يشمل الصهاينة والامريكان ، هؤلاء نسخة فرعونية وليس موسوية ، ففرعون الذي راي بأم عينه معجزة النبي موسى عليه السلام وتوبة السحرة وجد مبررا لنفسه لكي يسفك الدماء اذا اتهم السحرة بانهم اتفقوا مع موسى عليه السلام على ما جرى امامه ” قَالَ ءَامَنتُمْ لَهُۥ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُۥ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ …” .

لماذا لا يوجد تقنية ( ( VAR في غرف التفاوض حتى تظهر لنا ما خفي على الحكام والجمهور اثناء المفاوضات ؟ وليكن فهل ستستحي امريكا والكيان من ذلك ؟ محكمة دولية تصدر مذكرة اعتقال بحق المجرم نتن ياهو ، يصدر الكونغرس الامريكي قرارات ضد المحكمة لتطاولها على الباطل .

قالوا ايام العرب لقد طفح الكيل ، و بلغ السيل الزبى ، و ولم يبق فى قوس الصبر منزع ، وغيرها من الامثال والاشعار وكان مصداقها ظروف العرب في حينها ولانهم كانوا اصحاب كرامة وشهامة فكانت ردود الافعال تصدر عنهم لمعالجة هكذا اوضاع ، فهل سيكون لها تاثير ان استخدمناها اليوم ؟ لا اعتقد ذلك فان طفح الكيل تم تنسيبه الى عمال البنية التحتية قسم المجاري ليقال طفحت المجاري ، وبلغ السيل الزبى ، فالزبية هي حفرة الاسد واليوم لا وجود للاسود بل وضعوا نقطة الباء فوق الكرسي ليتفق واقعهم اليوم ، واما قوس الصبر اصبح قوس قزح فاخذت الوانه لتكون شعارا لجيل العلمانية الحديث .

بالمناسبة تذكرون تطبيل ترامب ضد بايدن عندما كان الاخير يدافع عن الشذوذ والاول يتعهد بالردود ، فها هي الساحة اليوم فلم السكوت ؟!!، انها مشهد من مشاهد مسرحية الانتخابات العلمانية بين السياسة والتطبيل .

أحدث المقالات

أحدث المقالات