قطعا شعوب دول الخليج ليست هي المقصودة هنا , بالرغم من انها شعوبٌ لا تثور ولا تفور , مهما رفرف العَلَم الإسرائيلي في شوارعها واحشائها , كما بالرغم من انها شعوب شبه مغلوبة على أمرها في الجانب السياسي , اذ كأنّ اموال النفط قد اسكرتها وابعدتها الى خارج الساحة القومية .!
بالعودة غير الميمونة الى الحكّام الذين اغدقوا على ترامب من اموال شعوبهم ( دونما مساءلة برلمان ولا هيئة نزاهة .! ) وبدونِ مقابلٍ موازٍ لحجم هذه الأموال سوى في العموم بشراء اسلحة ومقاتلات متطورة بأضعاف اثمانها .! , وبغضّ النظر أنّ هذه الأسلحة ومشتقاتها هي فوق القُدُرات الإستيعابية التقنية لجيوش هذه الدول , ويتطلب الأمر اوقاتاً طِوال للإدمان والتكيّف معها < ريثما يظهر جيلٌ جديد من هذه التكنولوجيا الحربية >.! , لكنّ العنصر الستراتيجي يكمن ويتمحور بأنّ حكّام هذه الدول لم يرغبوا اصلاً في توظيف وتجيير هذا الإغداق المالي المسرف للأمريكان , لصالح المصلحة الفلسطينية الساخنة والملتهبة , فكانَ بإمكان اولئك الأمراء واولياء العهد أن يطالبوا ( ولا نقول يساوموا ) الرئيس الأمريكي بممارسة نفوذه الفائق في إرغام اسرائيل على فتح منافذ إدخال الأغذية والأدوية المغلقة الى غزّة , مقابل هذه الأموال الطائلة < وهل سيضحّي ترامب بهذه المبالغ المفرطة مقابل موقفٍ ” تكتيكي امريكي – اسرائيلي ” وهو اشد من سوبرستراتيجي غزّي – فلسطيني , يتعلّق بوضع كوابح للتجويع الجمعي ” ممّا لم يحدث منذ زمن الإنسان القديم – جاوة , نياندرتال, وكرومانيون – وبكلّ الحروب الأخرى عبر التأريخ , كما دونما معرفة مسبقة الى مدة فتح منافذ الغذاء > المفترضة او الإفتراضية هذه!
في الصددِ هذا ايضاً , فلا نبتغي تحميل سادة وقادة دول الخليج بما يفوق طاقاتهم وقُدُراتهم السيكولوجية والغرائزية والفكرية , بأن يطلبوا من الرئيس الأمريكي الضغط على تل ابيب لوقف الغارات الجوية – الصاروخية المجنونة على العوائل والسكّان المدنيين الذين لا علاقة لهم بحماس ولا بسواها .!
وبهذا الصدد كذلك , وعلى الرغم من الغي والتمادي المهوول لنتنياهو في تبنّي نهج البشاعة في التقتيل , لكنّ عموم دول التطبيع ” او التمييع ” فإنهم يشكّلون الدينامية الفاعلة او الداينمو العربي المساعد في تمزيق بشر غزة إرباً إرباً , مع تهديم وتدمير بيوتاتهم ومجمّعاتهم السكنية التي جرى ارغامهم قسراً على هجرها .! , ولا نذهب اكثر بما كان مفترضاً من ” عرب ترامب ” لمطالبة ترامب بالتخلّي عن تبنّي عملية تهجير سكّان غزّة الى خارج بلدهم ( حيث بدأت المخرجات التحضيرية الأولية للأمريكان بتهيئة الأرضية لتسفير مليون مواطن غزّي – فلسطيني الى ليبيا كمرحلة اولى , بعد الإتفاق واغراء بعض قادة الفصائل الليبية لإستقبال هذا الحدث ) .!
وكأنّ الجامعة العربية لم يعُد لوجودها من مبّرر ولا مسوّغ , ولا زلنا نتحدث هنا بصيغة الحد الأدنى من الأدنى , من خلال المسافات الضيقة بين الأغلال والسلاسل السياسية المحيطة بنا من معظم الزوايا.!