22 ديسمبر، 2024 1:56 م

عربيّاً – دوليّاً : خلط واعادة خلط الأوراق !

عربيّاً – دوليّاً : خلط واعادة خلط الأوراق !

بدءً : لمْ يكن متوقّعاً أنّ الزلازل والهزّات الأرضية التي حدثت مؤخّراً في تركيا وسوريا , وكانت لها اصداءٌ ملموسة ومحسوسة في بعض مناطق لبنان , وانتقلت مساء امس الى فلسطين , مع الأمل والدعاء أن تتوقّف وتقف عن حدّها , ولا تتحوّل وكأنها فايروس تدميري لإبادة البشر والحجر معاً .

لم يكن محسوباً ولا مُتصوّراً أنّ الأحداث التي حدثت ستلقي بظلالها على الوضع السياسي الأقليمي والدولي وخصوصاً بتعلّق الأمر بالحرب الروسيّة – الأوكرانية , فتركيا المنهمكة في لملمة وتضميد جراحاتها الواسعة , فلَم يعد بمقدورها مواصلة ومواكبة التواصل وإدامة الإتصال مع موسكو حول سيناريوهات لتقريب وجهات النظر بشأن الحرب القائمة , كما أنّ الأتراك امسوا مرغمين على وقف ايّ عملياتٍ عسكريةٍ في عمق الشمال السوري , مع اختمالات متقاربة لوقف الغارات التركية على شمال العراق ” كردستان ” سواءً ضدّ PKK او سواه .!

ضمن هذا الخلط , وبما يسبق انطلاق كارثة الزلازل , فإسرائيل او نتنياهو تحديداً قد عاودَ اللعبِ بالنار وبشكلٍ مكثّف < وربما ” والى حدٍ ما وهو احتمال غير موثوق ولا يمكن الإعتماد على صحته ” > بغية إبعاد الأنظار عن ازمته الداخلية والوزارية , فعلى العلن ” المخفّف او المُضلّل ” غدت تل ابيب تعلن عن تقديم مساعداتها العسكرية – التسليحية الى اوكرانيا , في تحدٍّ فظّ الى موسكو , وتدرك تل ابيب مدى قُدُرات روسيا في التأثير على غاراتها الجوية على سوريا او الميليشيات التي فيها .! والرّوس لم يستخدموا شبكة صواريخهم SS 400 في الأجواء السورية لحدّ الآن , كما أنّهم لم يسمحوا للسوريين بإستخدام منظومة صواريخ SS 300 لإعتباراتٍ سياسيةٍ معروفة ازاء علاقتهم الطيّبة .! مع تل ابيب , والى ذلك تزامناً تعلن تل ابيب عن نواياً مبطّنة وغيرمبطّنة عن ترحيل كل فلسطينيي الضفة الغربية الى الأردن , وفي تحدٍ صارخ لسيادة وأمن المملكة ايضاً ” ودونما ايّ تعليقٍ او ردّ فعلٍ امريكي , ولا حتى من الجامعة العربية ” .!

يبدو أنّ اسرائيل لم تحسبها جيداً أنّ الرئيس بوتين في وضعٍ حسّاسٍ لا يتيح له المناورات الدبلوماسية او غضّ الأنظار والأبصار عن الإستفزازات الإسرائيلية في الشأن الأوكراني – الروسي , وربما لا تستوعب تل ابيب ذلك إلاّ بأحتمالاتٍ مفترضةٍ جداً لإسقاط طائرات او مقاتلات اسرائيلية في ايّة غارة جوية على سوريا .

تدخل على الخطّ ايضاً المساعدات الإنسانية الأمريكية الى دمشق جرّاء الزلزال الذي طال .! , وبرغم من أنّ عموم او الكثير من المساعدات المقدمة من دولٍ عدّة الى انقرة ودمشق تدخل فيها اعتباراتٌ سياسية واخرى دعائية بجانب الجانب الإنساني , لكنّه ايضا فما يلفت النظر من الزاوية الحادّة فإنّ بعض الحكومات العربية اغدقت على الأتراك بوسائل الإغاثة بما يفوق ما قدّموه الى السوريين , وبغضِّ نظرٍ كلّيٍ عن حجم الخسائر, بالرغم من أنّ امتدادات الهزّات الأرضية تتّجه نحو بعض العمق العربي اكثر منه تركياً ولا نقول عثمانياً , مع اعتباراتٍ منظورةٍ بأنّ الكوارث الإنسانية لا تتحمّل او لا تدخل فيها بما يتعلّق بالجنسيات او المتعددة الجنسية , لكنّما الإنتماءات العربية والأخوية لها ما لها من دلالات .

  ما أنْ تنتهي الحالة المزلزلة كلياً عن المنطقة بإذن الله تعالى , فستتضح النتائج الأولية لعمليات خلط الأوراق وربما اعادتها مرّةً اخرى .!