سقوط الموصل ليس مجرد هزيمة عسكرية بل هي هزيمة للهوية الوطنية، هزم العراق فيها سياسيا واقتصاديا وإعلاميا واجتماعيا وثقافيا ، نظاما وشعبا. ولم يكن سبب الهزيمة عسكريا فحسب ، بل أن أسباب الهزيمة أنشئن من أوضاع انهيارات شاملة في كل الأصعدة اﻻجتماعية والسياسية والأمنية واﻻقتصادية بسبب من نظام سياسي متهرئ قائم على أساس المحاصصة الطائفية واﻷثنية والفئوية والحزبية الضيقة ،فضﻻ عن مؤامرة دولية وإقليمية تستهدف وحدة العراق لصالح امن إسرائيل وتوسع نفوذ تركيا ودول الخليج ،ما تستهدف الإطاحة بالنظام الديمقراطي الوليد.
العوامل الداخلية والخارجية للهزيمة
دور اﻻطراف السياسية الحاكمةفي هزيمة الموصل
هنا توتر وانعدام ثقة و محاوﻻت متقابلة متبادلة بين اﻻطراف السياسية لممارسة سياسة تهميش وتسقيط سياسي وشخصنة في القيادة وتفرد واستثار في القرار واقصاء وتقاطع بين المركز واﻻقليم وبين البرلمان والحكومة والحكومة المركزية وبين الحكومات المحلية في صراع حول النفوذ واﻻمتيازات.
دور المحاصصة واﻻجندات اﻻجنبية في الهزيمةو صناعة حواضن اﻻرهاب
لقد ساهمت المحاصصة الطائفية واﻻثنية والفئوية والشخصية الضيقة في التحريض الطائفي واﻻثني اﻻنفصالي مع ما رافقه من فساد اداري وانهيار في الخدمات وارتفاع لمعدﻻت الفقر والبطالة وهو اضافة ال التحريض الطائفي خلق ارضا خصبة ﻻن تكون حاضنة ﻻرهاب داعش،
ولقد استغلت اجندات اقليمية ودولية هذا اﻻحتقان الطائفي وهذا اﻻنهيار اﻻقتصادي والفساداﻻداري احسن استغﻻل من اجل زيادة اﻻحتقان الطائفي وخلقت حواضن ارهابية محلية وساهمت في عدم استقرار العملية السياسية من خﻻل تجنيد العناصر اﻻرهابية وزيادة الصراع الطائفي – اﻻثني في قمة هرم بناء الدولة العراقية.
دور ضعف المؤسسة العسكرية في الهزيمة
اثرت المحاصصة وفساد المحسوبية في بناء المؤسسة وتماسكها داخليا وخلق ارض خصبة لﻻختراق من قبل البعث واﻻرهاب حتى تمكنت من ايصال بعض قيادات عسكرية فاسدة خائنة الى راس تلك المؤسسة تفتقر الى الروح الوطنية مما ساهمت خيانتهم في الهزيمة امام داعش دون قتال، فضﻻ عن الفساد اﻻداري و عدم كفاءة اﻻستخبارات العسكرية واﻻمنية وضعف التدريب وضعف كفاءة القادة نتج عنه ضعف جهوزية قتاليةوانهيار اﻻنضباط العسكري امام اسلوب الحرب الخاطفة لداعش وانهيار معنويات القوات المسلحة واﻻجهزة اﻻمنية امام الحرب النفسية التي مارستها داعش.وساعدها في ذلك توتر العﻻقة بين الحكومات المحلية والقوات المحلية والقوات الفيدرالية فضﻻ عن عﻻقة توتر بين القوات الوطنية والسكان المحليين ،مما مكن اﻻرهاب من سهولة اسقاط تلك المدن عن طريق حواضنه، كما ساهمت قوات البشمركة في خذﻻن المؤسسة العسكرية الوطنية لرفضها التعاون والتنسيق في بدايات المعركة في هزيمة الموصل.
دور تجنيد حواضن داعش والبعث في الهزيمة
ان قيادات داعش تتكون من قيادات اﻻجهزة القمعية والمخابراتية والعسكرية للبعث البائد وبالتالي فهي تمتلك خبرة في تخطيط العمليات اﻻرهابية وتنفيذها وادارة الحرب اﻻرهابية لداغش فضﻻ عن خبرتها الكبيرة في الحرب النفسية واعﻻم التحريض الطائفي،وكان لتكريبة المجتمع العراقي العشائري والمناطقي دورا كبيرا في خلق هوﻻء لحواضن اﻻرهاب وسط مناطقهم السكنية وضمن انتمائتهم العشائرية ،وكان لدعم اﻻجندات اﻻجنبية الدور اﻻهم في بقاء ونمو هؤﻻء ،بل وسيطرتهم عل قمة تنظيم القاعدة بعد اختراقه من قبلهم اﻻمر الذي دفع الظواهري وجبهة النصرة ﻻعﻻن البراءة منهم وخوض الحرب ضدهم في سوريا.كما ان وصول الكثير من اذناب البعث ومن الطائفيين المتعصبين واﻻرهابيين واﻻثنيين اﻻنفصاليين الى السلطة في البرلمان والحكومة الدور الشيء في انهيار العملية السياسية واخفاق المؤسسة العسكرية وكان غطاءا شرعيا وسياسيا وامنيا ناجحا لﻻرهاب وللتحريض الطائفي للدفاع و نصرة داعش وبذلك كانت حصان طروادة الذي تسبب في هزيمة الموصل وما يزال هؤﻻء يشكلون خنجرا في ظهر ينزف دما مستمرا في جسد العراق.
أن سقوط المدن السورية الحدودية خلق ارضية لوجستية ناجحة للتجنيد واﻻمداد والمناورة العسكرية في تحركات داعش اﻻرهابية والعسكريةوكانت بداية ناجحة في اسقاط المناطق الغربية والشمالية بيد داعش مستغلة اﻻخفاق اﻻمني في حماية الحدود وكذلك استغلت الحدود المفتوحة فضﻻ عن سقوط المدن السورية بيد داعش لترتبط بارض مفتوحة مع المدن العراقية الساقطة بيد داعش كما قامت داعش بالتنسيق مع دول الجوار في الحصول عل دعم مالي ولوجستي واعﻻمي من دول الجوار الداعمة لﻻرهاب.
لقد كان لسقوط الموصل واﻻنبار وكركوك وديالى وصﻻح الدين دورا بارزا في الحصول عل اموال وسﻻح متطور فضﻻ عن سقوط حقول نفط وعمليات نهب وتهريب لﻻثار والثروات وعمليات سلب وفرض اتاوات عن النقل البري في تعزيز موارد مالية وعسكرية اسهم مع سياسية الرعب الدموي واﻻبادة الجماعية والجرائم ضد اﻻقليات وضد المعارضين لداعش والبطالة في متزامنة مع اعﻻم يروج ﻻنتصارات داعش كلها اسهمت في تجنيد شباب الحواضن في صفوف داعش فضﻻ عن عمق تاثير التحريض الطائفي ضد الشيعة وضد العرب واﻻقليات. لقد ساهم سقوط الموصل وما تﻻه من سقوط مدن عراقية في تعزيز مشروع تجزئة العراق وتقسيمه على اساس اثني وطائفي وهو مشروع يخدم اﻻستراتيجية اﻻمريكية وامن اسرائيل، فضﻻ عن تعزيز النفوذ لتركيا ولدول الخليج العميلة ﻻمريكا