18 ديسمبر، 2024 11:19 م

عراق نحو الانتكاس من جديد

عراق نحو الانتكاس من جديد

اليوم ذهبت ارادة الناس ادراج الرياح اذ تم انتخاب مفوضية حزبية بأمتياز
وبطبيعة الحال ستعمل هذه المفوضية على استنساخ الاحزاب الفاشلة التي حكمتنا وتعيدها الى الواجهة بقوة وتركيز اكثر من السابق اذ ان قانون انتخابات مجالس المحافظات الذي يقسم المقاعد وفقا لطريقة سانت ليغو الرياضية المجحفة سيفرز احزاب السلطة فقط وفقط وسيعمل على تركيز السلطة في تلك المحافظات بأيديهم دون ان يكون للاحزاب الصغيرة والناشئة والمعارضة حظ فيها.
وهو ما يعني موت الحياة السياسية ونشوء مرحلة جديدة تستأثر فيها احزاب عرفت بفسادها وتسلطها وعدم كفاءة الشخصيات التي تقدمها لتسنم المناصب الحكومية.
ان اقرار قانون مجحف يفصل النتائج على مقاسات احزاب السلطة وتشكيل مفوضية حزبية غير مستقلة سيعيد تجارب الفشل التي عانينا منها ويصنع مزيد من الازمات السياسية التي تعتاش عليها تلك الاحزاب لكي يعاد انتخابها من جديد لأنها ببساطة لا تملك انجازا يجعل الجماهير تلتف حولها.
لقد صدعت بعض احزاب السلطة رؤوسنا واقامت الدنيا ولم تقعدها لاجل اختيار مفوضية مستقلة وهاهي اليوم ساكتة بعد ان مررت مرشحها ضمن تشكيلة المفوضية في عملية نفاق سياسي وضحك على السيلفيات التي اخذتها الجماهير في ساحة التحرير تلك الجماهير التي استجابت للمطالبات والبيانات وخرجت لرفض اختيار مفوضية حزبية .
والذي يبدو لي ان تلك الجماهير لم تخرج لاجل استقلال المفوضية او مواجهة الفاسدين بل هي خرجت استجابة لنفس الاحزاب المتسلطة التي تحاول ان تتحصل على مكاسب اضافية بفعل ضغط الجمهور ما يعني ان علينا ان نتعب انفسنا في بلورة وعي تستطيع معه الجماهير الالتفات الى حقوقها المغموطة والمسلوبة لصالح فئة صغيرة تتمثل بتلك الاحزاب.
لقد اثبتت احزاب السلطة في العراق انها قادرة على تنويم الجماهير وتخديرها وسلب وعيها وتحريكها بالاتجاه الذي تريد.
ولا يمكن لهذه الحالة ان تستمر طويلا فأن البناء المعوج الذي تبنيه تلك الاحزاب سيسقط يوما ما ولكن مع سقوطه سندفع الثمن غاليا ولات حين مندم