عراق منهوب وفساد بلا حدود “نور زهير وحمدية وخور عبدالله نموذجا !

عراق منهوب وفساد بلا حدود “نور زهير وحمدية وخور عبدالله نموذجا !

يقولون ان ذاكرة الاسماك لا تتعدى الثوانيّ لذلك تسقط كُل مرة بذات الشباك رغم ان لا اساس علمي لذلك لكن الظاهرة السمكيّة الذهنية اجدها واضحة في ذاكرة العراقيّ الذي أصبح ينسى بسرعة أو بالأحرى يُجبر على النسيان. مما لا شك فيه ان الحكومات حينما تلتهم الاخضر واليابس تتقن بخلق الأزمات واحدة تلو الأخرى حتى ننسى مصائبنا وفضائحهم الكبرى وننشغل بكوارث ثانية.
مثلاً؛ كلما انشغلنا بارتفاع الدولار وملاعيبه نسينا المليارات المسروقة. وكلما غرِقنا في أخبار عاشوراء ضاعت منا ملفات وطن يباع بالتقسيط المريح علناً.
اسكوبار القرن
طيب تساءلوا اليوم: أين وصلت محاكمة الاسكوبار نور زهير؟ هل سمع احدكم عن مدة حكمه هل خرج بالعفو العام كما تتداول التسريبات؟ الكل يعلم من هو نور زهير بطل “صفقة القرن” الذي سرق مليارات الدولارات في أكبر فضيحة بتاريخ العراق الحديث وشركاؤه كانوا برلمانيين ووزراء ومسؤولين كبار وإعلاميين باعوا ضمائرهم وباعوا البلد بأكمله باريحية مطلقة والآن سكت الجميع ولم يعد الإعلام يتحدث ولم تعد التحقيقات تُعرض ولم تعد الأصوات ترتفع حتى يقال إنه خرج بالعفو العام وكأن شيئًا لم يكن. أما المليارات؟ فقد استعادوا منها 10% فقط والباقي موزع بأمان في بنوك عربية وأجنبية بحسابات وهمية أو شراكات سرية.
حمدية بحمد الله!
ثم نأتي إلى حمدية الجاف غولة المليارات المختلسة حيث انتشرت الأخبار عن القبض عليها وكأنها نهاية الفساد في الكوكب. لكن المهم أين المليارات التي سرقتها، أين التحقيقات، ماذا بشأن اموال مصرف الرافدين اموال الشعب ؟. الجواب: لا أحد يعلم.
والمُضحك المُبكيّ أيضاً إن العفو العام قد يشملها وتحمدُ الله و”الصماخات”، بل اساساً هي ظهرت لتستثمر العفو وتخرج بغنائمها هذا العفو الذي شمل كل فاسد سرق قوت هذا الشعب.
تفاهات سريّة للغاية!
كارثة فضيحة خور عبدالله فضيحة أخرى تُضاف لسلسلة فضائح هذا البلد المنهوب حين انكشف تورط وزراء وبرلمانيين بالحصول على رشاوى كبيرة من الجانب الكويتي لتمرير الاتفاقية المخزية. انكشفت الأسماء والوثائق والتسجيلات لكن ماذا بعد؟ لا محاكم ولا نزاهة تستطيع محاسبتهم فقط ملفات تُغلق ويُكتب عليها “سري للغاية” كي لا يثور الشعب. لحين ابتكار فذلكة سوشل ميدياوية لالهائه.
الغريب أننا وسط كل هذه الكوارث نرى العراقيين منشغلين بأخبار لا تقدم ولا تؤخر فتراهم يتداولون خبر توقف المذيعة منى سامي من قناة الرابعة أو سيارة سحر عباس الجديدة أو صور شهد الشمري أكثر من تداولهم أخبار مصير أموالهم المنهوبة.
إلى هذا الحد وصلت بنا التفاهات فلا أحد يسأل عن نور زهير ولا أحد يهتم بمصير ملياراتنا التي تشتري بها حمدية الجاف قصورها ولا أحد يكترث لاتفاقية خور عبدالله التي بترت حدود العراق البحرية.
لقد تعمدوا إلهاءنا بهذه الأخبار التافهة حتى لا نفكر بمصير وطننا المنهوب وصرنا ننسى أن أبناءنا ينامون بلا دواء وأن شوارعنا بلا إعمار وأن شبابنا بلا وظائف بينما حفنة لصوص يتنعمون بأموالنا في دبي وعمان ولندن.
هذه المليارات ليست مال نور زهير ولا حمدية الجاف ولا الوزراء ولا البرلمانيين هذه أموالنا أموال العراق قوت فقراءه وجياعه وأطفاله المشردين.
لكن في بلاد تحكمها عصابات الفساد لا قيمة للشعب. وفي بلاد يُدافع بعض الناس عن هؤلاء الفاسدين باسم الحزب أو المذهب أو العشيرة لن تقوم قائمة للعدل أبداً. وبما أن لا المحاكم ولا النزاهة تستطيع محاكمتهم سألتُ الذكاء الاصطناعي ما هو الحل مع هؤلاء كان جوابه بسيطاً وغير مكلف سوى ذرات من كرامة الحسين (ع):
الحل بيد الشعب اما ان يرفض الذل او يستمر بقبول عبودية اللصوص..!

أحدث المقالات

أحدث المقالات