26 نوفمبر، 2024 12:47 م
Search
Close this search box.

عراق ما بعد داعش.. (الحلقة الرابعة).. الطريق إلى التقسيم .. والحروب الداخلية..

عراق ما بعد داعش.. (الحلقة الرابعة).. الطريق إلى التقسيم .. والحروب الداخلية..

أوقفت المرجعية الدينية العليا ممثلة بالسيد السيستاني الانهيار الأمني لقواتنا المسلحة أمام داعش.. بإعلان (الجهاد الكفائي).. ومنذ الأيام الأولى على تشكيلها.. واجهت حكومة حيدر ألعبادي عجزاً مالياً خطيراً.. فالخزينة خاوية.. وانخفاض مستمر في أسعار النفط الخام.. مقابل متطلبات رواتب الموظفين والمتقاعدين.. والتخصيصات الاستثمارية.. والمتطلبات المالية الأخرى في تصاعد.. واستمرار الفساد المالي المتصاعد الذي يعم كل المؤسسات الحكومية.. إضافة إلى متطلبات المواجهة العسكرية لداعش ..
ـ وجاءت التظاهرات الجماهيرية المطالبة بالإصلاح.. وتوفير الخدمات ومحاربة الفساد.. لتكون المنقذ لحكومة حيدر ألعبادي.. الذي سارع باتخاذ عدة قرارات تقشف.. تحت يافطة (الإصلاح).. لتمتص الكتل السياسية.. التي فقدت بعض امتيازاتها.. هذه الإجراءات.. وتحاول تسويفها أو إلغائها ..
ـ وعلى الرغم من استمرار التظاهرات.. ودخول التيار الصدري لقيادتها تحت يافطة محاربة الفساد.. واقامة حكومة كفاءات.. مرشحاً أكثرمن 70 شخصية لاختيار منها الحكومة.. وما انعكس ذلك على تعطيل البرلمان.. وتعثر جلسات الحكومة بعض الحين ..
ـ فقد أثبتت حكومة العبادي حتى ألان عجزها في محاربة الفساد.. والسيطرة على عمليات الاغتيالات والسرقة.. فيما أثبت الواقع إن بعض حمايات المسؤولين.. وميليشيات مختلفة.. والعشائر هي المسيطرة على الكثير من المدن والمناطق.. وغياب سلطة الدولة والقانون ..
ـ كل ذلك يقابله: كتل شيعية.. تنافس كل واحدة منها الأخرى بشكل يصل إلى التآمر ضمن تحالف هش.. فالعقل السياسي الشيعي الذي يقود الحكم في العراق باسم الشيعة.. لا يمثل الشيعة فعلاً.. وإنما تستخدم هذه الكتل الشيعة للوصول إلى السلطة.. والحفاظ على مصالحها الخاصة وأموالها وامتيازاتها ..
ـ في مقابل هذه الكتل الشيعية.. وحدة القوى الكردية حول مطالبيهم المشروعة وغير المشروعة.. أمام الحكومة المركزية ببغداد ومجلس النواب العراقي.. كذلك الكتل السياسية السنية.. فعلى الرغم من تفككها.. لكنها تقيم الدنيا ولا تقعدها للحصول على أكبر المغانم ضمن سياسة (خذ .. وطالب بقوة) ..
ـ أما الشعب.. باعتباره مصدر السلطات.. فاستطاع الاحتلال.. وهذه الكتل السياسية إلى استكمال تفكيكه وتمزيقه بالطائفية..والحرمان.. والبطالة.. والجوع.. والجهل.. والأمراض.. والانحراف.. والجريمة المنظمة.. وبقيً مكتوف اليدين.. لن يستطيع القيام بأكثر من تظاهرات عفوية.. تسيطر عليها.. أو تسرقها القوى السياسية الحالية.. بشكل أو بآخر.. فليس هناك تنظيمات سياسية حقيقية نابعة من الشعب.. تستطيع أخذ المبادرة الشعبية.. (شعبٌ يركضُ.. ولا يدري مع من يكون؟ وضد من يكون؟)..
ـ وبين الكر والفر.. والانسحابات المفاجئة أمام داعش.. وبين التحرير وبعض (الخيانات).. والكم الهائل من الأسلحة والتجهيزات العسكرية.. بعضها فاسدة.. وغير الصالحة للاستخدام.. ووجود مئات الآلاف من الفضائيين.. تم خلال سنة ونصف تحرير 50 % من المناطق المغتصبة من قبل داعش ..
ـ إن معارك تحرير المدن والمناطق من داعش تتطلب جهوداً كبيرة.. ووحدة مواقف الكتل السياسية من قضية التحرير.. وبالتالي فإن تحقيق النصر النهائي على داعش ليس سهلاً وقريباً.. لعدم توفر مستلزمات النصر الكامل المكملة للجهد العسكري.. نقول ذلك والوقائع تشهد.. فالفساد المالي بتصاعد.. والاختلافات بين الكتل عميقة.. والطائفية مازالت تنخر في جسد العراق.. والدول الإقليمية هي محرك أساسي للكتل السياسية العراقية.. والتحالف الدولي يتحرك وفق مصالحه.. وليس وفق مصالح العراق.. وحتى لو تحقق النصر النهائي على داعش.. ماذا ستكون صورة العراق ؟؟
(ملاحظة) ..انتظرونا في الحلقة الخامسة والأخيرة: (عراق ما بعد داعش) . (.. حقائق الواقع.. مجسداً..

أحدث المقالات