5 نوفمبر، 2024 5:06 م
Search
Close this search box.

عراق ما بعد الانتخابات !!!

عراق ما بعد الانتخابات !!!

العراق هو العراق ؛ تباين قوميات .. تباين أديان .. تباين طوائف .. تباين أحزاب !
والحالة هذه ؛ فماذا يجب أن يكون العراق ، كي لا يضمَّ أهلَ شقاق ونفاق ؟!
لازالت عشائرنا العراقية العربية الأصل تحمل إلى اليوم رايات العثمانيين المحتلين .. خوفاً وتملقاً ارتأوهُ زمن الخوف والتملق والوصولية خلال احتلال عام 1534م .. أطلقوا أسماء الولاة على المدن العراقية .. سموا أبناءهم بأسماء السلاطين .. غيّروا كافاتهم العربيات بالأعجميات ، ثم راحوا يلعنونهم بعد حين ، منهم من أنزل الطربوش وسرّح شعره .. ومنهم من بدّل سدارة البيكات والباشوات بالقبعة الإنكليزية منذ عام 1918م !!!

حدّثني والدي رحمه الله ؛ أنه عندما زار الملكُ غازي (رحمه الله) لواءَ المنتفك باليخت الملكي في ثلاثينات القرن الماضي ، يقول والدي: لقد اكتسحتني الجموع البشرية المستقبلة على ضفتي الفرات ، بحيث لم يبقَ من جسمي إلا رأسي غير غاطس في النهر بسبب التدافع نحو اليخت ، لأجل رؤية الملك ، وتمني الوصول إليه ، والتطلع في محيّاه البهي .. ملك العراق !!!

وما هي إلا عويمات ؛ وإذا بنجله الوحيد والخال الوصي وعائلته الكريمة يقتلون بالرصاص العراقي في باحة القصر الملكي ، ورجالات الحكومة الملكية يعلقون بالمثلى ، ويسحلون في شوارع بغداد !!!؟

بالأمس القريب جداً ؛ كان صدام حسين ببدلته الخاكية وسيكارته الجروت يعيد عقال إبن القادسية إلى رأسه الذي سقط عنه بسبب تزاحم و (تدافع) المحتفلين بمقدم القائد الضرورة !!!؟ ثم؛ علقوه أيضا !

هل سيأتي رجب طيّب أروكان بالثأر للراية العثمانية الحمراء والطربوش .. هل ستأتي إنكلترا بالثأر لعبدالإله ونوري السعيد .. هل سيأتي الشيوعيون بالثأر لزعيمهم المحبوب .. هل سيأتي الدعاة بالثأر للصدر الأول .. هل سيأتي الداعشون بالثأر لصدام ؟!!!

العراق ما قبل الإنتخابات كان أمريكياً بريمرياً .. العراق ما بعد الإنتخابات الأولى كان طائفياً .. العراق ما بعد الإنتخابات الثانية كان تناقضياً تنافسياً دون هويّة .. العراق اليوم ؛ بركانٌ سياسيٌّ شره !!!

نحن فرحون جداً ؛ لأننا مقبلون على دورة انتخابية ثالثة، لكننا لن نع ِ بعدُ أسباب أخطاء عملياتنا السياسية الفاشلة .. تلك العمليات التي تشبه العمليات الجراحية التي يجريها طبيبٌ جراح فاشل ، يتخذ من أجساد المرضى حقولاً لتجاربه الفاشلة . لقد أدمى المبضع السياسي قلوبنا المتقرّحة من الكدمات والخيبات السياسية والعقائدية والقومية والطائفية والحزبية والبرلمانية المتكررة الفشل .

مازال الكرد يحلمون ويهددون بالوطن الكردستاني ، ومازال البصريون يفتشون عن مغنمة البترودولار ، ومازال الداعشيون يخططون للجمهورية الداعشية المتحدة ، ومازلنا نحن العراقيين ؛ نلوّن أصابعنا بالصبغة البنفسجية ، بسذاجة الأطفال الذين يحنّون أصابعهم مع العروس .

الشوارع ممتلئة بالدعايات الإنتخابية التي ستقتلع وعودَها المآربُ قبل زوابع أمطار مساء الثلاثاء، حالما يتم التربّع والتربّح على كرسي البرلمان .. المسجات المدفوعة الثمن ستنقطع .. البطانيات الصوفية ولفات البيفبركر والدجاج ستشح كما شحت الخيرات بحصار التسعينات .. الهواتف التي

تترنم وتتغنج بأرق الكلمات سوف تتجهم .. عطور سوق الإستربادي ومريدي والمزارات ستتبدل إلى ماركات فرنسية أصلية .. بدلات البرلمانيين سيوصّى بها من مدن المنشأ العالمية ، وسوف لن تتحجب برلمانية متدينة بربطات الأسواق المحلية مالم تجلب من بيروت حصراً .. ستتلون ربطات العنق حسب البدلات الرجالية المستوردة.. وأخيراً سيتم إرسال المقاسات النسائية والرجالية إلى(…) حسب الطلب!

الشيء الوحيد الذي سوف لن يتبدل في عراق ما بعد الانتخابات ؛ هو نحنُ !!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات