18 أبريل، 2024 4:03 م
Search
Close this search box.

عراق كامل الدسم

Facebook
Twitter
LinkedIn

من المنطقي ان تكون البلدان التي تحتوي على ثروات طبيعية متنعمة بثرواتها و يعيش مواطنيها حالة الترف و الثراء و الاستقرار ، فكيف ببلد يخزن في بطنه اكبر أحتياطي نفطي في العالم كما كانوا يعلموننا في الكتب المدرسية بالاضافة الى الكثير من الموارد الاخرى كالزراعة و باقي المعادن فكان علينا ان نحفظ عن ظهر الغيب اسماء ابار النفط في كركوك و بابا كركر و مجنون و الرميلة و فوسفات الرمادي و زئبق العمارة و نخيل البصرة و بلاد النهرين و أرض السواد و حضارة بابل و الحضر وأشور وأئمة النجف و كربلاء و لكن المفارقة أن هذه الثروات كانت وبالاً و شراً علينا و كأننا (محسودين ) عليها فلم تجلب لنا الا الفقر والدمار و الحروب و توارد الطواغيت والاشرار على حكمنا و نهبنا ،و بات العراق كأنه ( بوفيه مفتوح ) لكروش جاعت و لن تشبع و تأمر و لا تسمع ، و من أجل ديمومة و بقاء حليب البقرة الحلوب تدر عليهم بسخاء و نعمة و رخاء  يجب ان ينشغل ابناؤه بالحروب و القتال بالنيابة عن الاخرين و أستهلاك الشهداء والبنين، فكما لدينا اكبر احتياطي للنفط فنحن نملك اكبر أحتياطي بالضحايا في العالم ، ففي هذا البلد سكانه لا يملون و لا يكلون عن نزف أبنائهم ودمائهم واموالهم على قارعة الحروب لتمتلأ للفاسدين جيوب ،وبالسحت الحرام يغمًس الحكام ألذ الطعام ،في حساءِ مرٍ طبخ من الالام ،أفقدرنا أن حليب بقرتنا كامل الدسم لنعيش الفقر و العدم ، فياليتنا فقدنا هذه النعم ، ولا شعرنا بالجوع والندم ، ومازلنا ننزف رجالاً ودموعاً و دما ، و أمهات و أرامل و أيتاما، حتى يتنعم بنفطنا من تنعم ، وتحت التراب شبابنا تنام ،

في بلدي على موائد التأزيم , يرتشف الساسة كوكتيل النفط المحلى بالدم , و يضحك علينا كل عتل زنيم ، و يرقص منتشياً كل معتد أثيم ، يا أيها الطامعون الطاعمون ، سأعقد معكم صفقة كريم ، خذوا كل ما أملك في بلدي و أحفظوا لي دمعة يتيم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب