منذ الاحتلال الامريکي للعراق و هيمنة النفوذ الايراني عليه، تتسم الاوضاع في هذا البلد ومن مختلف النواحي السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية بأنها تسير من سئ الى أسوء، ولم يشهد العراق منذ سقوط النظام السابق فترة تنفس فيه شعبه الصعداء و نال قسطا من الراحة و الامان، والذي يلفت النظر أکثر إنه دائما يتم مشاغلة الشعب العراقي و إلهائه بالوعود و بأنه سيدخل مرحلة الرفاهية و الامن ماأن يجتاز کذا مشکلة أو کذا أزمة، ولکن وکما تعود الشعب العراقي على يد الحکومات المتعاقبة، لايقبض شيئا سوى الکلام!
الانتخابات العراقية القادمة في اواسط مايس/أيار القادم، حيث بدأت الاحزاب و الشخصيات المختلفة بالقرع على طبول الوعود و العهود المعسولة التي ستنتهي حتما مع إنتهاء عمليات التصويت”ويادار مادخلك شر”، خصوصا الاحزاب الدينية التي تسير کما تشتهي و تريد إيران، حيث تبرز کثيرا في قدراتها الخارقة و غير المحدودة في عمليات التمويه و خداع الجماهير بالوعود و العهود الطنانة(تماما کأسيادهم في طهران حيث يشتهرون بالتمرس في عمليات الکذب و التمويه و خداع الشعب)، ومع کل تلك الدعايات الاعلامية و القيل و القال بشأن ماسيفعله النواب المنتخبون بعد الانتخابات القادمة، غير إن الشعب العراقي الملدوغ لأکثر من مرة لم يعد ينخدع بهذه الاباطيل وهو يعلم بأن عراق قبل و مابعد الانتخابات القادمة سيختلف من ناحية واحدة فقط وهي إن الاوضاع ستسوء أکثر من الفترة التي سبقتها.
الانتخابات القادمة التي شمر من أجلها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن ساعديه من خلال أذرعه في العراق، مخطئ من يظن بأنها ستشهد تغييرا ملفتا للنظر ضد النفوذ و الدور الايراني في العراق و الذي هو أساس و مصدر بلاء و مآسي الشعب العراقي، ذلك إن الاحزاب الدينية الخاضعة بصورة أو أخرى لطهران و تأتمر بأوامرها وليس بإمکانها أن تعصي لها أمرا، لاتملك أي جديد في جعبتها خصوصا وإن الوجوه الرئيسية فيها لاتمتلك تلك القدرة و الکاريزما التي تمکنها من أن تلعب دورا مميزا لصالح العراق و شعبه، بل ستبقى أسيرة لنفوذ نظام مکروه من قبل شعبه و هناك إحتمال أن تندلع الانتفاضة من جديد بوجه و تنهي سطوته الى الابد، الذي يجب معرفته من جانب الشعب العراقي هو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يراهن على نفوذه في العراق کوسيلة من أجل تحقيق أهدافه و غاياته و التمويه على الشعب الايراني من إن الشعب العراقي يرى في النظام الايراني مرجعا و قدوة له وإنه يضع کافة إمکانياته و قدراته بيده، لکن هل ستستمر هذه الخديعة و الکذب و الاحتيال على شعب قاوم الجيش البريطاني و هزمه بأياديه العزلاء؟!