18 ديسمبر، 2024 6:09 م

لم يتخطى العراق مايمر به من ظروف وتحديات دون ان يكون هناك تضحيات وتصحيحات عملية وواقعية، ولابد ان تكون هناك تسوية محلية واقليمية ودولية.
حان الوقت ان يعترف زعماء السياسة في العراق ان يعترفوا بحجم كلا منهم ، لا يمكن للقوي فيهم ابتلاع الضعيف ، ولا يمكن للضعيف الاستقواء بالخارج، ولا يمكن للشيعي ان يلغي السني ولا يمكن للسني تكفير الشيعي ، العراق ساحة صراع نفوذ ، كوردستان اصبحت منطقة استقرار بسبب أن اللاعبين الدوليين قرروا ذلك، اذن اذ لم يكن هناك ارادة” ايرانية امريكية سعودية تركية” لاستقرار العراق سوف تكون كل المساعي الداخلية لا اثر لها،مايحدث في المنطقة العراق طرف فيه يؤثر ويتأثر.
خيار الوحدة يتعرض لتصدعات وصدمات وهناك من يعمل على التقسيم وانهيار الدولة، وكلنا ندرك اي تقسيم في ظل بيئة سياسية ملوثة سيولد فوضى وتشابكية كبيره في الساحه الجيوسياسيه ، الامر الاصعب في المعادلة الحالية يكمن في ماهية مشروع سنة العراق ،ومن يمثلهم وماهي حدود مطامحهم ومن يحركهم ووفق اي اجندات؟ لعل من جاء بداعش نجح كثيرا في فرز المناطق والتعرف عن ماهية المشاريع المخفية.
كما ان التحدي الاكبر يقع على الشيعة كقوة تمتلك الاكثيرية الحاكمة فهل هذة الاكثرية تعي مخاطر المرحلة هل لديها حلول اصلاحية وتصالحية تحقق الوحدة والاستقرار، مايمكن ان لا يستمر هو يجب ان تعتمد الاكثرية على نفسها وان لا تخلق مشاكل انقسامية فيما بينها وتصادمية مع الاخرين تنعكس سلبا على الدولة، فترك الانفعالية والتمسك بالفاعلية خيار يجب ان تمضي به.
لا يمكن ان تستمر مرجعية النجف بعلاج اخطاء الاكثرية السياسية المتكررة وكذلك ايران لا تجازف بدعمها المفتوح، فهي دخلت بتسوية مع امريكا وهناك تفاهمات على مناطق النفوذ، اي الحلول الجذرية يجب ان تكون محور التحركات.
اذ بقي العبادي يفكر بعقل المالكي ويحاول الاستحواذ على المواقع ويستأثر بالسلطة،
سيفقد ثقة “الحكيم والصدر” وفي حينها سيسقط سياسيا ويكون مشلولا ولا ينفعه اولئك الذين ينظرون الى الامور بأحادية وفوقية ،ما يتطلب الان وضع الحلول السياسية بقبال الانتصارات الامنية المتحققة واي تأخير سوف تجبر الاكثرية على فعل اشياء رغما عنها