لاتستغربوا من العنوان لان الدبلوماسيين والسياسيين يعرّفون سفارة اي بلد في بلد اخر على انها ارض عائدة للبلد التابعة له , كما ان القانون يعرّف السفارة على انها جزء من التراب الوطني للبلد الاخر الذي افتتح بعثة دبلوماسية له في بلد اخر , والمواطنون اي (الجالية ) لهم الحق في ممارسة حقوقهم ومطالبهم بشكل قانوني من خلال نافذتهم (السفارة) المسؤولة عن حمايتهم والدفاع عنهم وتسهيل امورهم ودعمهم وقضاء حوائجهم دون تاخير او تدليس اوتنغيص , كما انها مسؤولة عن حياتهم واموالهم وقضاياهم مع الدولة المقيمين فيها او المسافرين اليها , ومسؤولة ايضا عن طبيعة الخدمات المقدمة لهم من الدولة الاخرى , وان تتعاطى معهم وتسال عن احوالهم وتستمع الى شكاويهم , وتتفهم اوضاعهم لانهم في ظروف ووضع مختلف عن بلدهم مما يستدعي المراعاة لاوضاعهم وتسهيل امورهم في جميع القضايا القانونية والحياتية المتعلقة بهم , وان تتبنى قضاياهم المادية والقانونية داخل بلدالاقامة او السفر , لا ان تهملهم اوتترفع عليهم بل تذلهم اذا جاز التعبير ,واي تهاون في تحمّل هذه المسؤولية او التهرب منها او اهانة ابناء البلد تعتبر جريمة قانونية تحاسب عليها الدول الحضارية والحكومات المحترمة لان شخصية الحكومة تختصر في مدى التزامها المواطن ومدى تقديم الخدمة المستحقة له , ورعايته , لان دور الحكومة اساسا هو دور خدمي لتسهيل حياة المواطنيين وتوفير الامن والكرامة والسعادة لهم ودون ذلك يعني الخروج على هذه الحقيقة وبالتالي يستدعي ويتطلب المحاسبة والمحاكمة .
هذا من الناحية النظرية والقانونية لكن سفاراتنا في الخارج ومع الاسف الشديد تحولت مؤخرا الى مايشبه المقولة المعروفة (اسد عليّ وفي الحروب نعامة), فهي تعتبر المواطن مجرد خردة وقطع دراهم ليس الا , واي ورقة تصدر عنها او ترد اليها تمهر بالدولارات من جيب المواطن المسكين بدون رحمة ولا اي شعور بان هذا الشخص مغترب ولا احساس بمدى امكانياته او قدرته على الدفع بينما نجد في سفارات الدول الراقية احترام للمغترب وتقدير له وتعويض لامواله ان سرقت واذا احتاج للمال التجأ لسفارة بلاده واذا فقد اي مستند قانوني سارعت السفارة الى تذليل مشاكله وبدون اية منّة او تفضل لان هذه الامور وظيفية من صميم وجودها ومن ضمن التزاماتها القانونية والعرفية والمعنوية .
سفارة العراق في طهران تكاد لاتحل ولاتربط واية مراجعة تستغرق منك ساعات طوال وربما ايام لقضية او مشكلة بسيطة او صغيرة , هذا اذا حالفك الحظ , وربما لاشهر كما هو حال تجديد اي جواز عراقي حيث تستغرق عملية تجديد الجواز الى اشهر قد تمتد الى ستة اشهر وهذا ماحدث معي ومع كثيرين حيث قدمت تجديد جواز طفلين توأمين بنفس الوقت واستلمت ورقة التسليم والمشكلة هي انه بعد شهرين تقريبا لابد من تجديد الاقامة يعني اني سلمت الجوازين قبل شهرين من انتهائهما وقد اخبرتهم باني مستعجل ويجب التجديد قبل هذه الفترة , وكالعادة يعدونك خيرا وعندما اقول قبل شهرين فان ذلك سابق لاوانه كثيرا ولايمكن ان تتاخر جوازات في اي بلد من بلدان العالم مهما كانت متخلفة الى هذا الزمن ولكن الاكثر ايلاما ان احد جوازات التوام جاء بعد شهرين ولكن جواز الثاني لم ياتي رغم مرور اشهر اخرى ولحد اليوم المصادف 27-9- 2018 ,ولقد تعبت من المراجعة والانتظار فماذا يعني ذلك , هل ينطبق هذا الامر على احد المسؤولين , والادهى ان تمديد اقامتهم توقفت والجانب الايراني يطالبني بانهاء الموضوع رغم اني اعطيتهم كتاب من السفارة يقر بانهم السبب بتاخير الجواز مما اضاف اعباءا كبيرة على كاهلي لان هؤلاء لايفهمون اية مشكلة لديك ولايفهمون اننا في العصر الحجري مع جهات غير اكاديمية ولامهنية ولاتملك اي شعور واحساس بمتطلبات الوضع في الخارج .
اما القضية الاخرى فهي انك تملأ استمارة طلب تجديد الجواز لدى مكتب تابع للايرانيين وليس تابع للسفارة رغم ان الامر يعد انتهاكا للجانب الامني للافراد ورغم ان هذا الوضع غير سليم لان بعض العراقيين لايعرف الفارسية مما يتسبب لهم بمشاكل كما ان المكتب ايضا لايعرفون العربية مما يتسبب بحدوث مشاكل في الاسماء وفي المعلومات , هل سمعتم بسفارة في بلد ما تضع معلومات مواطنيها لدى البلد الاخر مهما كانت علاقتنا به وطيدة واخوية لان الاعراف الدولية تختلف عن الحسابات الشكلية .
اما القضية الاخرى التي عانيت منها هي ان شبكة الاعلام العراقي كلفتني في وقت سابق باعادة فتح مكتب تلفزيون العراقية في طهران وسلمتني كتاب بهذا الخصوص وراجعت السفارة على امل ان تدعمني لان القضية مرتبطة بالدولة وبالاعلام وبعلاقة البلدين الا ان السفارة لم تحرك ساكنا ولم تتفاعل مع الموضوع ولم تلق بالا لاهمية هذا الموضوع مما افشل المهمة واضطررت للتراجع عنها لاني وجدت نفسي بدون اي دعم واهتمام رغم ان هذه الامور من واجبات السفارة ومن مهامها .
والقضية الاخرى ماحصل في دولت اباد مؤخرا مع السفير راجح الموسوي حيث عرضوا عليه بعض المشاكل والامور لكونهم عوائل شهداء ولهم اياد بيضاء بخصوص القضية العراقية الا ان السفير وبدل ان يتحلى بالمنطق الابوي وبالدبلوماسية المطلوبة لجأ الى اساليب تلاسنية واستفزازية اسقطت السفير من اعين الناس وطالبوا الخارجية العراقية برفع اليد عنه .
هذه مشاكل بسيطة اطرحها على الراي العام بالنسبة لسفارة بلدي التي تترك الناس طوابير ينتظرون دورهم ولاتبالي ابدا بمشاكل الناس القادمين من محافظات بعيدة في ايران لدرجة اني رايت نساء يبكين نتيجة الاهمال وسوء الادارة وعدم لياقة المسؤوليين الذين يهمهم فقط كم ياخذون وكم يستفيدون من الموقع وكانهم فوق المواطن وليسوا في خدمته لتذليل المصاعب امامه في دار الغربة وفي اقصاع الدنيا , لقد كفانا ذلة ومهانة من ابناء جلدتنا ومن القيميين الذين يزعمون انهم في خدمة هذا الشعب المسكين الذي يستاهل كل خير وكل دعم وكل اسناد وكل حب .