منذُ دخول القوات التركية الى شمال العراق قبل نهاية عام 2015 , لم نسمع ولم نقرأ اية جملة اعتراضٍ من الولايات المتحدة , والتزمت جانب الصمت المطبق تجاه ذلك , إنْ لم يكن علامةُ رضاً وارتياح . بالرغم من صعوبة التصوّر والإعتقاد أن تقدم حكومة تركيا على دخول الأراضي العراقية ” تحت ايّ ذريعةٍ ” من دون تنسيق او موافقة مسبقة من الأمريكان ومن السيد مسعود البرزاني . وقد بقي الحال على حاله منذ ذلك الوقت والى غاية هذا اليوم .! , لكننا اليوم فوجئنا < وبعد فشل محاولة الأنقلاب العسكري في تركيا , والتي سبقتها عودة العلاقات بين موسكو وانقرة , مع تلميحٍ بتحسينها مع سوريا > فوجئنا بالسفير الأمريكي في العراق ” ستيوارت جونز ” يصرّحُ للإعلام في مؤتمرٍ صحفيٍ عقده في مبنى السفارة الأمريكية ويقول فيه : – إنّ السيادة العراقية مقدّسة ! وانّ على القوات التركيّة الأنسحاب من منطقة ” بعشيقة ” في شمال العراق .!
تصريحُ ” جونز ” هذا بدا فاتراً وخجولاً ولربما ارادته امريكا كذلك .! وإلاّ لماذا لم يصدر هكذا تصريح من الخارجية الأمريكية او حتى من البيت الأبيض .!ثُمّ , متى كانت السيادة العراقية مقدّسة بنظر الأمريكان وسواهم ايضاً .! , فقواتٌ من دولٍ وجنسياتٍ متعددة تذهب الى شمال العراق من دون إذن الحكومة العراقية , واسلحةٌ ثقبلة تُرسلها دولٌ اوربية وغير اوربية الى البيشمركه دونما موافقةٍ من حكومة المركز ! , واجانب يدخلون الأراضي العراقية عنوةً من اقرب الدول للحكومة العراقية , ولا اعتراضٌ من هنا وهناك .
وهل من شيءٍ مقدّس في السياسة الأمريكية تجاه دول العالم , ولا شيءَ مقدّس في العراق سوى العتبات المقدّسه , وعدا ذلك فالقُطرُ مباح ومستباح يا سيّد جونز .!