لاندري اي شيطان رفع شعار (ايران بره بره بغداد تبقى حره ) في ساحة الاحتفالات كأنه يريد القضاء على الحراك المدني ويجرده من اهدافه المرسومة بدقة .
ماذا لو كان الشعار ( امريكا بره بره بغداد تبقى حره ) من سيدافع عن امريكا ؟ وهي من غيرت النظام السابق وهي من جلبت الساسة ووضعتهم بهرم السلطة وهي راعية العملية السياسية الجديدة وهي من تقدم الدعم العسكري ؟ من سيدافع عنها ومن سيرفع علم امريكا ويتجول في بغداد واي ميليشيا ستهدد رافعي هذا الشعار ؟
يحاولون تجريد العراقيين من هويتهم ويحولهم لتبعية , عندما دخل الجيش التركي الاراضي العراقية واستقر قرب كركوك خرجت الجماهير المدنية وقوى اخرى طائفية تندد بتركيا اعترض اتحاد القوى واصدر بيان ألقاه ظافر العاني يندد ويمجد بتركيا , وتناطحت العمائم بين مؤيد ومندد .
وكرد فعل لما حدث في ساحة التحرير خرجت جماهير اخرى تجول في شوارع بغداد رافعة العلم الايراني .
صراع مقيت يراد منه طمس الهوية العراقية بشكل متعمد , هذه الحالة المرضية تلازم التطرف , اما حب مبالغ به او كره شديد وكلاهما يقعان بخانة الجهل والغلو .بالدول المتحضرة عندما تتم الاساءة من قبل مجموعة لاية دولة تتولى الدولة مسؤولية التصحيح والتصويب , اما نحن فنلجأ للشارع ونستعرض العضلات , وأنا ارى ذلك المشهد اشعر بأن دول الجوار تستهزأ بوطنية العراقيين .
تعلمنا من السياسية لاوجود لصديق دائم بل هنالك مصالح تحدد العلاقة بين الدول , المصالح هي مصالح شعوب وليس مصالح فئوية او مذهبية .
الساحة العراقية ساحة صراع منذ الازل بين الفرس والعثمانين وسبب بقاء العراق دولة مستقلة ذات سيادة هي وطنية العراقيين وتمسكهم بهويتهم , اما اذا استمر هذا الصراع مابين الشيعة والسنة سنسمع ذات يوم شعار ( عراق بره بره بغداد تبقى مٌرهَ ) .