23 ديسمبر، 2024 6:01 ص

سعى نظام صدام المنهار ان يكسي وجه العراق بمسحة قومية وطائفية محددة فلم يجني من هذا الامر سوى ان يقود العراق من كارثة الى اخرى ويدفع بمجمل نظامه الى الهاوية. أسفر النظام الساقط عن وجهه الطائفي وبشكل لا مواربة فيه بعد انتفاضة اذار 1991. كان مجمل سلوكه ينصب في حماية نظامه من السقوط. عمد النظام الى سلسلة واسعة من الاجراءات أهمها ما يتعلق بحماية بغداد حيث عمل النظام على تطويقها بعدد من العشائر ذات المذهبية السنية . الاخطر من ذلك هو مشروعه لتقسيم بغداد على اسس طائفية الى جزأين: الرصافة حيث تكون شيعية والكرخ حيث يكون سني. كان هذا مشروعاً واسعاً يشتمل على مخطط واسع من عمليات شراء الاملاك وعمليات التهجير وهي اقرب الى مشروع الاستيطان الصهيوني في بداية تشكل دولة اسرائيل. هناك اكثر من مصدر يعرف حقيقة هذا المشروع الذي لم يكتب له النجاح بسب انهيار النظام. بهذا النهج انتقل النظام بتحديد الموقف منه ليس على اسس سياسية كما في بداية صعوده وفي تصديه لمعارضيه في سبعينات او ثمانينيات القرن الماضي، بل قفز الى تحديد الموقف منه على اسس طائفية في خطوة لتشويه وجوه الصراع والخلاف معه وفي خطوة لتمزيق وحدة الشعب العراق وروابطه وقيمه للحفاظ على نظامه البائس.

منذ سنوات ترفع قوى الاسلام الشيعي بوجهها المتطرف علنا وبقواها المستترة شعار: ( عراق بدون سنة). مهد لهذا الشعار بشعار سابق له وهو كل سني بعثي وليس كل شيعي بعثي. تمتلئ صفحات الانترنيت بمقالات عديدة لكتاب مدفوعي الثمن او تحت تأثير الحقد الطائفي المقيت، تعكس هذا المضمون، الذي يجري تطويعه الان مع ظهور داعش بان يربط كل عراقي ذو مذهبية سنية بشكل او اخر أو باصرة ضعيفة او قوية بداعش رغم ان داعش هم حنابلة وسنة العراق بالاساس، هم أحناف وبدرجة اقل شافعية ولا توجد اسس للحنابلة في العراق سوى في قضاء الزبير في البصرة والذي هجره سكانه الاصليين الى بلدان الخليج العربي خلال الحرب العراقية الايرانية ولم يحفظ العراقيون في ذاكرتهم للزبيريين سوى الخير والمحبة لعراقيتهم الاصيلة ولكرم وعلو اخلاقهم. الى جانب ذلك تعكس، الممارسة اليومية لقوى الاسلام السياسي الشيعي بالذات، ولمجمل قوى المحاصصة هذا السلوك بشكل معلن او مستتر والذي يتم بوعي كامل وبحقد غير مسبوق لتمزيق الهوية الوطنية العراقية على اسس طائفية او قومية غير عابئين بمصير شعب ووطن يتقاذف بهما الموت والافقار والاذلال. لقد حملت القوى المتنفذة في السلطة بعد 2003 راية صدام الممزقة واعادة تطبيق سياسته بشكل مقلوب بدون اي وازع وطني او اخلاقي او ديني. يجري في هذا السياق توظيف كل الارث الديني والمذهبي بكل وجوهه القبيحة من اجل هيمنة هذا النهج في الحياة اليومية للعراقيين، وهم بهذا السلوك لم يكونوا سوى وجه اخر لداعش.

شهد عقد التسعينات حملة واسعة من قبل الوهابية وبرعاية رسمية لتحويل المذاهب السنية المعروفة الى المذهب الحنبلي، بحيث تكون الوهابية هي الراعية الاساسية للسنة في العالم الاسلامي. لم تنتج تلك السياسة سوى الفاشية الاسلامية بوجهها الحالي المتمثل بداعش.

اليوم يسعى الاسلام السياسي الشيعي لتحويل او تصوير كل الفرق الشيعية باعتبارها اثنى عشرية وربطها بولاية الفقيه وتتحول المواجهة الاقليمية والعالمية على ارض العراق والشرق الاوسط الى مواجهة سنية –

شيعية غير أبه بمصالح شعوب وبلدان المنطقة. تسعى قوى الاسلام السياسي لجر كل اطراف المجتمع الى هذا الصراع الدموي والعبثي وبالعكس فمن يريد ان يبقى خارج هذا الصراع فهو مشبوه.

انهم يريدون ان يثبتوا ان الصراع السني – الشيعي هو صراع ابدي لصيق بظهور الاسلام وغير قابل للحل وبمعنى اخر يعني ذلك بانه لا ينتهي الا بانتهاء الاسلام، خاصة في ظل انعدام تحقيق غلبة طرف على اخر ومنذ عدة قرون ولا يبدو ان الامر سيكون غير ذلك في العقود القادمة. أذا كان الامر كذلك بالنسبة لقوى الاسلام السياسي فلماذا هذا الموقف العدواني من العلمانية والمشروع المدني الداعي لفصل الدين عن الدولة وادارة المجتمع والعودة به كموقف شخصي بين الانسان وربه، أقلها يكون هذا المشروع اكثر احتراماً وحفظاً للدين.

التصعيد والتجييش بالصراع السني – الشيعي والذي لعبت فيه قوى الاسلام السياسي دوراً فعالاً، اضافة لدور القوى الاخرى، يصل بنا من خلال الممارسة العملية الى وجود دينين مختلفين هما الدين السني والدين الشيعي ولا يجمعهم اي جامع سوى التوحيد الشكلي ويبد ان الخلاف فيما بينهمم يمتد حتى الى معنى التوحيد. هم يسيسون او يتجاهلون حقائق التاريخ المكتوب والواصل الينا بكل علاته والشبهات المثارة حوله، معتمدون بشكل كامل على سياسة التجهيل وانحطاط الوعي في قطاعات واسعة من مناصريهم وعموم الشعب، ولا يعدو هذا ( المقدس) الذي يضفونه على مواقفهم سوى نوع من الكذب المكرس لأهداف ذات طبيعة سياسية ومغلف بستار الطائفية المقيتة شيعيةً كانت او سنيةً. قليل من البحث واستخدام العقل سينزع الحجاب عن هذا ( المقدس) ويكشف كذبه وسوء توظيفه. فالسنة المراد ابعادهم هم شيعة في الاصل ويمكن الرجوع للعديد من المصادر التاريخية، كذلك فان العراق في غالبيته متسنن وجرت عملية التشيع في غالبية القبائل العربية الوافدة او المستوطنة في العراق خلال 200 سنة الاخيرة.

يذكر د. على الوردي في كتابه دراسة في طبيعة المجتمع العراقي – بغداد- 1965 ص228 ( فالعباسيون كانوا في العهد الاموي من الشيعة وكانوا يشاركون أبناء عمهم العلويين في الثورة على الامويين. وقد وصف ابن خلدون الدولة العباسية بكونها دولة شيعية. ولكن تشيع هذه الدولة لم يستمر طويلا. فلما نشب النزاع بين العباسيين والعلويين انقسم الشيعة في العراق الى فرقتين، احدهما التزمت جانب العباسيين وهي التي اطلق عليها اسم ( اهل السنة والجماعة ) والثانية التزمت جانب العلويين وهي التي ظلت متمسكة باسم ( الشيعة ). ويضيف باقتباسه من ملخص ( مختصر التحفة الاثنى عشرية ) ان اهل السنة كانوا هم الشيعة المخلصين ولكنهم تركوا لقب ( الشيعة ) تحرزا من الالتباس، وكراهة للاشتراك مع الشيعة ( السبئية). ويذكر د. جواد علي في كتابه القيم ( المهدي المنتظر عند الشيعة الاثنى عشرية ص 90 ) . ان لقب الرافضة وبالاستناد الى المصادر العديدة ورغم الالتباسات الى انها لم تكن وليدة الصراع على خلافة نبي الاسلام واجتماع السقيفة المعروف والخلاف المعروف بشأنه والذي كلف وسيكلف بحوراً من الدماء، ظهر مصطلح الرافضة في زمن ثورة زيد بن علي بن الحسين وهي نتاج خلاف شيعي – شيعي وان زيد هو اول من اطلق عليه لقب الرافضي من قبل الشيعة في الاسلام .

هناك من يلوي عنق التاريخ لحقده الاعمى او لجهالة منه حين يصرخ بان الشيعة لم يستلموا السلطة منذ 1400 سنة وينسى الدول التي اقامها الشيعة في المشرق والمغرب العربي وامتدت لقرون عديدة واحد ابرز عمارتهم الباقية الجامع الازهر في مصر، لكن هذا لا يعفي ان لا ننكر الاضطهاد والقمع الذي عانته فرق الشيعة المختلفة باعتبارها تيارا سياسيا ثوري معارضا للسلطة.

لم يكن اجداد سنة العراق الحاليين في جيش معاوية حتى يدعو البعض لاستبعادهم ولا يستطيع من يدعي تمثل شيعة العراق بان يثبت بان اجداده كانوا في جيش علي او الحسين حتى يأخذوا الثأر لهم، ولا تعدو مقولة سنة معاوية وشيعة علي او عواء المالكي وجلاوزته، بانهم احفاد معاوية ويزيد ونحن احفاد الحسين وبيننا وبينهم بحور من الدماء، سوى كذبة لتمزيق وحدة نضال الشعب العراقي. هذا الامر يمتد الى كل الخطاب الطائفي الاسود الملطخ بدماء العراقيين ، بوجه السني او الشيعي. لم يقتل اجداد هؤلاء او سنة

العراق الحسين بن علي في واقعة كربلاء 61 ه ولم يسبوا اهل بيته. قتلة الحسين كانت ألارستقراطية القريشية التي احكمت قبضتها على السلطة متمثلة بالبيت الاموي والشيعة التي ادارت ظهرها له ونكرته وخانته وتركته وحيدا امام مصيره، بل اصبحت هي قاعدة جيش عمر بن سعد وجزء من قيادته وابرز الاسماء التي ذبحت الحسين وانصاره وال بيته مثل الشمر بن جوشن وحرملة الاسدي وغيره من الاسماء كانوا شيعة وقادة في جيش الخليفة على بن ابي طالب في معركة صفين. من لا يصدق ذلك فليرجع الى خطبة السيدة زينب اخت الحسين عند دخولها الكوفة مسبية ودعائها وشتمها لشيعة الكوفة ولم نسمع انها شتمت السنة واتهمتهم بقتل اخيها وصحبة الابطال وسبي ال بيته.

لقد كان التعامل مع نازحي ومهجري المناطق المنكوبة من الانبار عند جسر بزيبز وقبلها في مناطق ديالى وغيرها دليلاً جديدا على سقوط شعار المواطنة العراقية وزيفه والتي شكلت صوره الاولى في الموقف من المسيحين والصابئة والتهجير الطائفي المتبادل للشيعة والسنة بعد 2003. لم يكن هذا الامر سوى مواصلة نهج تفتيت واسقاط المواطنة العراقية والتي اعطيت صبغة دينية او قومية معنية ولا يبدو هذا النهج غريبا عن مفهوم النظام الساقط او الانظمة السابقة للمواطنة العراقية. لقد جرى التعامل مع هؤلاء النازحين العراقيين والمنكوبين باعتبارهم سبايا وجرى تصور الامر وكأنه ثأرا لسبايا اهل البيت.

كانت مكرمة حكومتنا ( الوطنية ) والتي ظلت تتغنى بها، حين استعاضت عن السماح لدخولهم بغداد بتصديرهم الى كردستان العراق مجاناً. هذا الامر في واقعه وما سيكشفه قادم الايام ، ليس بعيداً عن مخطط لاحق ستكون فيه كردستان العراق محطة لسنة شمال بغداد لتشابههم المذهبي. هذا المخطط ربما سيفصح عن تفاصيله في الفترات القادمة وفي ظل مسلسل دفع البلد الى التقسيم. لم يجد من يطلقوا على انفسهم ممثلي السنة بكل الوانهم الدينية وغيرها في مأساة هؤلاء المنكوبين سوى مادة للسرقة والنهب والتباكي على حقوقهم والحج الى دول الجوار والبيت الابيض.

لقد جائتنا السلفية السنية بالفاشية الاسلامية بصبغتها الداعشية ولم تكن قوى الاسلام السياسي السني الاخرى برئية من هذا الامر وعلى هذا النهج سائرة قوى الاسلام السياسي الشيعي، خاصة بعد التغيرات العديدة التي جرت على مواقعها الاجتماعية والتي ميزتها بكونها تقف على قمة الطغمة المالية التي تشكلت بعد 2003 . لن يكون شعار عراق بدون سنة سوى احد المسارب لصعود الفاشية الجديدة. فاذا كان ضحايا فاشية الاسلام السني هم السنة بالدرجة الاولى فلن يكون مصير شيعة العراق لاحقا افضل من ذلك، في ظل صعود النزعات الفاشية لبعض تيارات الاسلام السياسي الشيعي.

إن مليشيات الحشد الشعبي ( يصل عدادها الى 50 مليشيا ) والمراد لها ان تكون القوى الاساسية في البلد، تفوق بامكانياتها وتعدادها قوى وامكانيات جيش الدولة والذي خطط له وبصورة متعمدة ان يعاد بنائه على اسس هشة غير مهنية وغير وطنية. هذا الحشد لن يكون سوى الخانق الحقيقي للدولة العراقية الضعيفة التكوين اساساً والسيف المسلط على رقبتها. يبدوا ان هذه المليشيات لن تكون الان او لاحقا سوى جيش القوى الطامحة لاقامة لديكتاتورية أو الفاشية الدينية بصبغتها الشيعية. بدات ملامح هذا الامر تظهر بالدعوة وصيغة التهديد لاقامة نظام رئاسي في العراق وحل البرلمان العراقي.

هناك حملة منسقة ليس للدفاع عن مليشيات الحشد الشعبي فقط وانما تتعداه الى الدفاع المحموم عن السياسية والتدخل الايراني في العراق، حتى بات البعض في بعض لقائته الاجتماعية ومنذ عديدة اشهر خلت يبشر بافضلية الاحتلال الايراني مقابل الاحتلال الداعشي او الامريكي. لقد اصبح معيار الوطنية العراقية عند البعض هو بالموقف من ميليشيات الحشد الشعبي والتدخل الايراني والدفاع الاعمى عنهما.

هناك هجوم اعلامي وارهاب حقيقي ضد كل يقف ضد او يتحفظ على شكل وطبيعة وممارسة وارتباطات ميليشيات الحشد الشعبي وغيرها من جوانب وجوده وطبيعة التدخل الايراني. فكل منتقد او معارض لهذا الامر لا يواجه الا بتهمة جاهزة كونه داعشي او بعثي. هي تهمة لا يحصد المتهم بها سوى الموت في اقل

تقدير. لا يعفي هذا الامر ان نحترم وبصدق مشاعر وبطولات البعض من الذي يقاتل او يستشهد ضمن اطار الحشد الشعبي وفي اطار التصدي لقوى داعش الظلامية والارهابية ، مدفوعاً بروح الحمية والغيرة الوطنية ولكن الامر بتقديري لا يقف عند هذه الحدود وانما يتعلق في كيفية تجيره في نهاية المطاف وبمصالحة من ستصب نهاية الامور؟

في نهاية المطاف ستصب الامور في مصالح قوى طائفية معينة وطبقة معادية لمصالح ومستقبل الشعب العراقي وهي قوى لصوصية، ظلامية, لا وطنية فئة الاليغارشية أو الطغمة المالية. لنتذكر قليلاً الحرب العراقية – الايرانية. بالتاكد فان الكثير من شارك فيها او كان من ضحاياها بعيداً طبيعة وظروف هذه المشاركة، كان مدفوعاً بقضية الدفاع عن الوطن بهذا القدر او ذاك ولكن في نهاية الامر لم تكن هذه الحرب تعبيراً عن السياسية العدوانية للنظام ضد جاره فقط وانما ضد العراقيين وكانت في نهاية المطاف تكريس وخدمة لسياسية النظام.

لقد كان دخول داعش واحتلالها اجزاء واسعة من الاراضي رحمة على قوى المحاصصة والتي هي غير برئية مما وصل الامر اليه، ولا يهتز ضمير المتباكين على ضحايا سبايكر وغيرهم ( هناك ضحايا سجين بادوش في الموصل والذي ذبح فيه وبروح طائفية قذرة اعداد لا تقل عن شهداء سبايكر وهذا ما ذكره لي احد الناجين صدفةً من هذه المذبحة ) بالاشارة ولو مرة واحدة عن المتسبب الحقيقي لمن اوصل الامر لهذا الحد والمطالبة بمحاكمته. وجود داعش وقتالها في النهاية ستكون المعادل الذي سيسهم في اعادة توزيع القوى واعادة رسم الخريطة السياسية من جديد حسب مراكز القوى التي تحققت خلال السنوات الاخيرة، خاصة في ظل التوجه لتقسيم البلد او فرضه واقعياً. فقوى الاسلام السياسي الشيعى ومن يصطف معها وباعتبارها النهاب الاكبر لك ثروات العراق وحاملة راية الفساد والافساد وواجة المشروع الايراني في العراق تبحث عن حدود جديدة لدولتها المنشودة خاصة في ظل التقارير الموثقة عن مخزون الثروات الطبيعة في اراضي الانبار. هذا الامر الذي سيشكل نقطة صراع امريكية – ايرانية خاصة فيما يتعلق باحتياطات الغاز في الانبار وتعقد العلاقات الامريكية الروسية. ربما يتذكر بعضنا تنبه الادارة الامريكية للمالكي في دورته الاولى حول إن الانبار خط احمر للامريكان. ففي الوقت الذي عطل الاسلاميون الشيعة وبالذات الجعفري والمالكي تطبيق المادة 401، فانهم سيرسمون خطوط جديدة لمناطق نفوذهم والتي سبقها شعار تحرير او استرجاع الاراضي الشيعية من السنة، ولن تترد بعض الاطراف ان تسبح بدماء ابناء هذه المناطق قتالاً وتشريداً تحت شعارات مذهبية وهناك ميول واضحة تتصاعد بتواصل رغم كل التعتيم الذي يفرض عليها. ولا تخلتف القوى الكرديةعن هذا التوجه في توسيع مناطق نفوذها وربما يتخذ منحى اخر من ناحية شكلية.

اذا كانت حركة ما يسمى بممثلي الشيعية تتم تحت عنوان هذا من فضل ربي، فان ما يسمى بممثلي السنة مقتنعون بان رزقهم في السموات وهم لا يعلمون، وهم على استعداد لقبول نتيجة القسمة بين الاقوياء، مضافةً اليها صداقات دول الجوار وغيرهم، ربما ( سيستبصر ) البعض منهم تقيتةً او يكتفي البعض الاخر كما شاهدننا على بعض شاشات التلفاز بلبس المحابس الفضية على طريقة الجماعة اياهم كما يقول المصريين او التقاط الصور مع صور الولي الفقيه.

لقد اثبتت الاحداث كذب احزاب الاسلام السياسي و (شيوخ) العشائر ومعظم رجال الدين وتقلباتهم من اجل حماية مصالحهم دافعين البلد الى اتون الجحيم وتحويله ساحة للصراعات الاقليمة والدولية. لا يوجد امام العراقيين كي يحفظوا بلدهم ويصونوا كرامة مواطنيهم واعادة الامان والبهجة لتراب وشعب اعراق سوى شعار( العراق لكل العراقيين) ولن يتم ذلك سوى بكنس نظام المحاصصة وفضح كل القوى القائمة عليه سواء احزاب او قوى سياسية او عشائرية او دينية.