اصبح العراق يحتل مواقع الصدارة يتسكع على صدقات وفتات المنظمات الخيرية منذ سقوط النطام السابق والى استحواذ حزب اللغوة في العراق على نظام الحكم !
فقد شهدت يوم امس مدينة ليستر البريطانية حفل عشاء خيري برعاية وحضور حشد كبير من نساء ناشطات لغرض جمع تبرعات للعوائل النازحة في العراق خاصة بعد تفاقم الأزمة الانسانية في الموصل، معظم الحاضرات هم من أصول أفريقية!
وقد تم في الحفل استعراض فلم وثائقي عكس فيه مآسي العوائل النازحة في الموصل فقد تم تصويره من خلال زيارة منظمة خيرية في بريطانيا تدعى Human Appeal
يستعرض الفلم مدى العوز والفقر الذي يعانيه المدنيين في الموصل، لقطات الفلم حقيقة تدمي القلب ويندى لها الجبين!
وحينما استعرض احد المتكلمين شهادته عن تأزم الوضع الإنساني هناك وكيف انهم يفتقرون لابسط احتياجتهم الانسانية وحاجتهم الماسة لابسط مستلزمات الحياة وهي الطعام والشراب ، وحاول تسليط الضوء على بعض الحقائق المؤلمة هناك ؛ كل ذالك لاجل حث الحاضرين على إعطاء صدقاتهم لتلك العوائل!
هذا الموقف المؤلم المحرج فجر غضب وثورة احدى الصديقات العراقيات الحاضرات في الحفل أعلاه واسمها ميامن حيث الهمتها عراقيتها ووطنيتها بأعتلاء المنصة وبكل شجاعة أوقفت المتحدث وصدحت حنجرتها رافضة الحديث عبر المايك واسردت بالحديث عن تاريخ العراق وحضارته وغنى موارده وثرواته وانه ليؤسف ما وصل اليه العراق الى حد اصبح الداني والقاصي يتصدق عليه! وأصبحت صدقات الجوامع والمؤسسات الخيرية تجوب باسم العراق
حينها استوقفني سؤال حول ممثلي الطبقة السياسية في العراق، فالى اي مدى انعدمت كرامة وسمعة العراق حينما اصبح حثالة أحزابها السياسة بالتشدق والإعلان مرارا وتكرارا بالمطالبة بجمع مساعدات وتبرعات من معظم الدول ! وهذا ما جسده مؤخرا وزير خارجية العراق مع نظيره الألماني.
حتى اصبح همهم الشاغل والوحيد جمع تبرعات الدول كافة ومناشدة كل مؤسسات الاغاثة الدولية والمنظمات الانسانية كافة
فمنذ ٢٠٠٣ ولحد الان وهم يستجدون المساعدة والدعم ولم يتركوا دولة أوربية وامريكية وعربية وافريقية الا ووقفوا على بابها بالاستجداء وطلب المساعدة والدعم بذريعة محاربة داعش !
فقد جردوا العراق من ثرواته وموارده ، وافلسوا ميزانيته وجوعوا شعبه وأهانوا كرامة العراق وأبناءه في كل أنحاء العالم ! ومازال ساسة الجهل والعمالة لا يردعهم شرف ولا غيرة.
هؤلاء الملالي وعلى رأسهم الجعفري ومن شاكله الذين استولوا على مناصب السلطة في العراق ماهُم إلا امتداد للمهن التي تربوا وعاشوا عليها.
لا عتب عليهم فالمظلومية والاستجداء، من ابرز مرتكزات العمل الذي يحترفونه، انهم بحق اسم على مسمى
فها هو دينهم وديدنهم بالبكاء والعويل بالمظلومية والعوز وطلب النصرة والمساعدة من كل هب ودب.
منذ ٢٠٠٣ ونحن الان في منتصف ٢٠١٧ وسؤال يجرح الأجفان والمآقي
متى يعود لنا عراق الخير والكرامة ؟