كل يوم أقول غداً سأكسب أحلامي, غداً سأجد كل أمالي, كما كسبها أبطال الروايات الشرقية, وقصص الخيال العجيبة, لكن كانت دوما الخسائر تلاحقنا, في حياة بائسة جدا خطها لنا القدر, كنت احلم كثيرا بان تتغير الحياة, ويظهر وجهها الباسم ولو لمرة واحدة, الذي سمعنا عن جماله الكثير, وكم قرأت قصائد العشاق عن دنيا وردية, حياة إنسانية تكون هي الحلم, نعم سعيت كثيرا نحوها, فالحرية والحقوق متلازمان, بهما يسمو الإنسان, لكنهما مختفيان في بلدي, فطبيعة النظام الفاسد قد قتل كل الاحلامنا, حيث تم تسليط الحمير والقردة علينا, لنعيش بغصة وألم لا ينتهي.وخسائرنا في هذه الحياة متنوعة, في كل مفاصل الحياة, فهي كل ما نملك في الماضي والحاضر.
خسائر الحب, كبيرة ومتشعبة, فكم فارقنا من أحباب, ما بين قتيل ومهجر ومخطوف, وبين حبيبة جذبها الدولار لتنسى أكمال رواية الحب, مع مواطن بسيط بالكاد يعيش, وبين طفل كان فرحة عائلة يتم خطفه, ثم بيع أجزائه في تجارة بيع الأعضاء, وكم فتاة جميلة شريفة, كانت كشمس مشرقة لأهلها, يتم اغتصابها تحت عنوان جهاد النكاح, وعملية نشر الثواب والفوز بجنة, تنتظر الدواعش في الآخرة! بعد كل هذا يطلب منا أن نحلم, وان نصبر, انه تخدير فضيع كي نسكت.
خسائر العمل, من المحن التي نعيشها يوميا, حيث يتسلط علينا الفاسدون, ويتحكم بها كل نكرات البلد, ممن تتحكم بهم عقد مرضية عجيبة, فأما أن تكون ضمن جوقة النفاق والتملق, وألا يتم محاربتك, وإياك أن تكون نزيها, وألا يشن الجميع عليك حربا شعواء, فاسدون وعاهرات وزمر من المتملقين, يملئون مؤسسات الدولة, فلا مكان للشريف النزيه, ولمن يريد أن يرتاح عليه أن يهجر المؤسسات الحكومية, فيعمل سائق أجرة, أو بائع فلافل, فأي أمل علينا أن نتمسك به, وأي حلم ننتظر رؤيته, انه الظلم الذي يتحكم بحياتنا, ولن يتغير قريبا.
الحقوق المسلوبة, السكن أصبح حلم بعيد, فسوف نموت ولن نحصل على بيت ملك, هكذا قدر لنا أن نعيش في عراق الظالمين, مع انه حق يجب على الدولة أن توفره لنا, لكن لنموت جميعا, أو ليحرقنا انفجار كانفجار الكرادة, المهم أن لا نطالب بحقوقنا, في عراق حكم الحمير والقرود, غاب عنه الشرفاء تماما, فليس بين كل سياسي البلد رجل واحد شريف, اللعنات الأبدية عليهم جميعا, حقي أن العنهم, مع أن البعض يحاول منعي حتى من حقي في لعن من ظلمني, ويطالبني أن اقبل بالفقر والظلم واسكت أو انتحر وانهي المأساة.
ظلم لا يتحمل, هكذا هي الحياة في عراق الظالمين, سنة بعد سنة والظلم يكبر, وكل الساسة طواغيت ومجانين, مجرد فزاعات من القش,وضعها الغرب لغرض تدمير البلد, وإشعال الحروب والفتن الداخلية, وأهدرت أموال النفط, ونجحوا تماما في وظيفتهم الوضيعة, عوائل تنام ولا تجد عشاء لأطفالها, مريض لا يقدر على شراء علاجه, عاطل عن العمل وبرقبته جيش من الأطفال, عجوز تنام على الرصيف, مريض بالسرطان فقير ولا علاج له, وعليه أن ينتظر الموت لتنتهي أوجاعه, ويأتي سياسي غبي يطالبني بان اصبر واحلم, ألا لعنة الله عليكم جميعا.
أكذوبة الأمل, علينا أن نصحو من وهم الأمل, فلا أمل ينتظرنا, بل هي غابة فيها وحوش قذرة تتحكم بحياتنا, فان أردنا العيش علينا أن نكون وحوشا مثلهم, وننزع عنا كل قيمنا وأخلاقنا, وننهش لحمهم كما نهشوا لحمنا, هكذا يكون البقاء, والاهم أن نمسح من ذاكرتنا شيء اسمه الأمل بالغد, فعندها ستأكلك السباع والضباع, وهم ساخرون من منظرك وأنت تنتظرالامل.
الموت , هو النتيجة الحتمية لكل المنتظرين للأمل, والحالمون بحياة عادلة تتحقق فيها المساواة, فالحمير والقرود التي تقود الأحزاب, لن تعطينا فرصة كي نتنفس, ذلك الصباح العطر برائحة الحرية والحقوق, بل كل جهودهم نحو الخلاص منا, عبر موت يتوزع علينا بالتدريج, هذا ما ننتظر حقيقةَ, وليس غيره.
فأهلا بك أيها الموت السعيد.