1 – سمفونية الماء
ايها الرجاء المقدس ياعطرها المسكون برمش من حرير عباءة أمي . قولي لملاك النور زيوا : لاتجعل العطش يسكن مع الوردة بل اسكنه قلبي ليشعر النور أن الماء ليس ظمأ الروح .الصلاة ظمئها….!
على ضفة النهر قلبي يتورد الموج ويغتسل في طهاره مساءه المندائي . يكتب في نوطة التبشير أن النخل شعبنا وتاجهُ قبة في السماء ترحمنا وتحمينا . وعلى مسافة الآلات العازفة لنشيد ورق الآس وثياب الرستة واحلام آدم عزف أمي دمعتها . لماذا تركنا الجنوب هناك .جيوش البط .ممالك السمك .دلال الاميرات في جنة الحلم وتعاويذ جداتنا .
لماذا تركنا النبي على دكة من دموع آياته الرائعة وركبنا موجة النهر نغني : وهل نعود .الى ليلة من بهاء العراق .من حنين القصب وسوق الذهب ورموش القلب .
هل تعود المياه فرات .
والصباح صلاة .
وساحة البيت عرسا للعصافير الصغيرة
هل يعود المندائي العراقي يعلم ملوك سومر سر بوح الروح ومعرفة مصائر حملاتهم القادمة .
أسال الماء .يجيب :
هنا المنفى فتعال نغني أشتياقا لما كان هناك……!
2 ــ يحيى ( عليك السلام )
أيها الفتي النبي أنها عولمة التعميد
دمعة في جرمانا وأخرى بالعمارة على رمل طيب وكحلاء وأور الناصرية ..
يتصبب وجه بغداد خجلا وعرقا وعطورا من بيوت المحلات القديمة ..
وأنت على صحن من ذهب رأسك الملائكي ودمعتك الهادئة . ترنو الينا .الى وطن تركناه لاحفادنا عندما يسألون .فلا تجد الروح جوابا .سوى انكم من بلاد بعيدة …بعيدة كما قبلة عن شفاه صاحبتها..!
محنة يانبي الوفاء .كأن يسوع يسألنا .
هل نسيتم نذرا لحسين وراية نذر لعطش العباس..؟
هل نسيتم انكم من اول احلام نوح في ابحار روحه الى الله …؟
وانكم من مجد بابل واساطير الغرام سعاة حلم .
نجيب : وحق يحيى ما نسينا .
لكن التواريخ والطغاة لايريدون هاجساً لخليقة مسحت جبين الكون بعطر ….!
3 – عراق الصابئة
يعرفني صاحبني .إنني ابيض ونحيل وأصوغ الذهب.
وتعرفني حبيتتي أنني نجمة واحمرار خد وخجل .
وتعرفني أمي ..انني هاجس الغيب والأزل .
ويعرفني وطني : إنني صابئي دونه لاتعرف عين العراق كحل…!
4 ــ زاهرة ذياب سرحان
إذا أراد لينين أن يفتحر ببلاشفة احلامه فليضيف اليهم هذه الزهرة المندائية ..وسوف لن يندم فقد علمتها أساطير ليل الناصرية والعطور حدائق بيوت الفريجية وقالب الثلج الذي يحمله فهد في معمل طوبيا الذي لن يبعد عن بيتها سوى نصف فرسخ ، علمتها القدرة لتبقى صلبة ومجاهدة ونبية حلم امام عتاة وطغاة وحبال المشانق…
سلام لطينتها حتى مطلع الفجر
سلام لزاهرة من حنين اشتياق المحاضر والمناجل والعصافير ..
فقد كان للناصرية فيك شعر قصير وبنطلون موهير في حداثة نحافة خديك..!
وكان لها مواويل الطور الصبي واناشيد جعفر حسن وشموع ميلاد حزب.
ايتها الوردة المندائية من بين دفيء حنين انتماءك والشهادة .كنت انت التعويذة التي يلبس بها الآس ثيابه……..!
5 ــ آية وأغنية وتسابيح
تسألني أمي تعشيت .
أرد وسمعت ام كلثوم وفيروز وقرآت آية الحمد ومن الكنزا ربا قرأت تفاصيل حلم أدم في نوله وبحور النور وشربت الشاي ودروسي علقتها بذاكرة الامتحان وسمعت من جاريتي ام قاسم قصة تبحث عن كاهن لايمل الصلاة بليل النجوم ويصحو على فجر عينيه يبلله الندى والغرام..!
هناك أمي بقيت …
وهناك بيوت الصابئة في محلاتهم …
طابوقها السومري ..
وأشجار السدر .
ونخلة عالية مثل رأس الذكريات..
كم عشقنا البلاد ..
وهذي المنافي ليست أساطيرنا بأية حال…..!
دوسلدورف في 20 / 11 / 2011