لم تكن المنطقة اسمها العراق، بل سميت في القرون الأولى (بيث نهرين) باللغة الارمينية وتعني بلاد ما بين النهرين، وفي القرون الوسطى سميت (عراق العرب)، وذلك تفريقا لمنطقة عراق العجم، وشملت وادي دجلة والفرات وجنوب تلال حمرين، ولم تشمل شمال العراق، اما في القرن السادس الميلادي فسميت المنطقة عراقاً تعريباً لمدينة اوروك السومرية.
أٌخترعت الكتابة المسمارية وكان السومريون رواد الكتابة والثقافة، بعدها انتشرت شمالاً لتتكون قرى صغيرة عرفت بشمال العراق، واشتهر عصر السلالات السومرية بظهور عدة حكام منهم كلكامش واتيانا وشبعاد وغيرهم كثر، لينطلق نور العلم والكتابة من تلك القرى ويزيل براثن الجهل في العالم.
استمرت الجينات السومرية بعدما أنشأت دولة من لا شيء، بزج الادباء والعلماء لتأخذ على عاتقها تعليم العالم نور العلم والكتابة، لتنطلق من ارض السومريين الرسالة السماوية الحقة، حيث النبي الشروكَي السومري (إبراهيم الخليل عليه السلام) الذي ولد في أٌور.
الذين لم يتحفهم العلم السومري أخذوا يسيئون لمفردة الشروكية، وروجوا لها لإهانة الساكنين شرق نهر دجلة، ولم يعلموا ان النصوص السومرية القديمة تفسرها وتفصلها الى (شرو – كين)، وتعني المواطن الأصلي.
المدرسة السومرية جعلت من ابناءها منبعا للثقافة بكل أٌطِرها، لتشمل الشعر والادب والفن والموسيقى وغيرها، لتنتج جيلا استلهم من اولائك الشروكيين العلم، ليصبح وطن الشروك حافلا برجالات الادب والثورة، كانت ولا زالت تلك البيوتات السومرية مصدرا للثورات ورفض الظلم، فأمست التضحية ديدن اولائك السومريون، في سبيل المبدأ الذي آمنوا به، فسقوه بالدماء الزاكية.
بعد سنوات طوال صدق الشروكيين كذبة انهم أناس من الدرجة الثانية، أثر موجات من التهميش والاقصاء والاضطهاد، قادها أصحاب السذاجة والجهالة، ضد رجال بنوا الوطن وأتحفوه بالحضارة، وتناسوا انهم اول حضارة على وجه الأرض، وانهم الابداع الفكري والثقافي والسياسي، ولم يعلموا ان البصرة وذي قار وميسان؛ هي الوطن ودونها توابع، شاء من شاء وأبى من أبى، فالوطن يتشكل على ثروة وثروة العراق ها هنا، والبلد يتكون من ثقافة والثقافة والحضارة هنا.
الفطرة السليمة التي يتحلى بها اولائك الاقوام، جعلتهم لا ينتبهوا الى انهم من اقسم على مجابة المعتدين، فيما ينعم سواهم بالأمن والأمان في ظل دماءهم، وما معارك العراق الا مصداقا لقولنا، أي منصف يجهل ان القادة غير شروكيين؟ وعلى مر السنون والازمان، من الحبوبي وأبو الجون في ثورة العشرين وتسلسلت التضحيات مستلهمة من سابقاتها كل الشجاعة والاقدام، الى يومنا.
حشد شروكَي بإمتياز، انبرى الى موجة إرهابية انتقامية، تحاول طمس الحضارة والدين، فأسسوا اولائك السومريين حشدهم إمتثالا لأمر السماء، وطوعا للقائد والمرجع الأعلى، قادة يستبسلون امام جنودهم يسطرون أروع معاني البطولة الشروكَية، ليلجموا كل الافواه التي تأتي بعد بذل الدماء لتلقي خطبها من وراء الجبهات.
القائد البخاتي لم يكن أدني شجاعة من مغنية لبنان ولا أبو منتظر المحمداوي أقل شأنا من هادي العامري؛ كي تساق دماءهم واقرانهم هدية لمن تسبب بإحتلال الأرض والفتك بالعرض، لا لشيء الا ان ارواحهم الطاهرة أبت أن تزج في صخب الاعلام وضجة الكاميرات، فراحوا يعانقون الحور العين، شاكين لبارئهم ظلم ذو القربى.
خلاصة القول: العراق شروكَي؛ والحشد شروكَي، والفتوى للشروكَيين، ومن لم ترق له فليلقي بنفسه بالبحر.