23 ديسمبر، 2024 1:06 ص

عراق الديمقراطية في منزلق خطير

عراق الديمقراطية في منزلق خطير

جاءت امريكا بقوات محملة بعدة وعتاد الى العراق عام 2003 وحسب معلومات مصادرها في المعارضة العراقية في حينها ان بغداد تمتلك اسلحة بايلوجية وكيمياوية واسلحة متطورة اخرى..
جاءت امريكا ومن معها وعلى ظهر دباباتها ادخلت افراد المعارضة العراقية الى بغداد واستلم الحاكم الامريكي زمام الامور واصبح العراق يدار رسميا من واشنطن وبثت امريكا الروح الديمقراطية داخل المجتمع العراقي ظنا منها ان العراقيين سوف تستقر امورهم وتتحسن احوالهم ولكن الواقع في داخل العراق اصبح غير ذلك فمنذ الدخول الامريكي دخلت الطائفية ودخل معها التعصب القومي والطائفي وظهور احزاب ما انزل الله بها من سلطان وكل حزب يمثل فئة او طائفة مستفيدة من ابناء الشعب العراقي. ولكن هذه الاحزاب منذ يومها الاول عرفت بطائفيتها وولائها للخارج. فاصبحت دول الجوار المرجعية الرسمية لتلك الاحزاب وهنا بدأ الخراب والدمار يظهر في الافق وبدأت مسلسل التصفيات السياسية والقتل على الهوية وبصورة علنية وامام الدبابة الامريكية ودون اي رادع اوقانون حيث انشغل الامريكان فقط بحماية انفسهم من المقاومة الشرسة التي ظهرت له في بدايتها وكان مركز ثقلها المنطقة الغربية وخاصة في قضاء الفلوجه والرمادي وتكريت والموصل وديالى في المجتمع السني وفي المقابل في النجف ومدينة الصدر في بغداد في المجتمع الشيعي ووصل الامر الى توحيد صفوف المقاومة عندما اعلن المقاوم الشيعي قتاله مع ابن الفلوجه الامر الذي لم يرضي العدو نفسه وازعج دول الجوار فبدأت كل الدول تحرك مخابراتها لتمزيق النسيج الوطني واللحمة العراقية وبدأ مفعولها يسري وبسرعة وخاصة عندما استخدموا الوتر الطائفي فتم تفجير ضريح الامامين العسكريين في سامراء وهذه تعتبر الشرارة الاولى لبداية الاقتتال الطائفي ويعتبر النصر الاول للمخابرات الاجنبية وتحقيق اطماعها في الداخل….
دخلت على المقاومة العراقية اطراف اجنبية عديدة بحجة الدعم حتى عاد القرار للمقاومة غير عراقي وبالطرف الاخر اشتد الصراع الطائفي من جهة اخرى وكان الرابح الوحيد في كل هذه الاحداث اطراف مؤيدة للمحتل ودول الجوار ومخططاتها الخبيثة…
وهنا ادرك المحتل الامريكي ان دخوله الاراضي العراقية يعتبر خطأ فادح مقارنة مع خسائر الجيش الامريكي ولابد من الاستفادة من هذه الاخطاء وتصحيح مسارها… فسارعت الادارة الأمريكية الى اعلان جدول زمني بسحب قواتها القتالية من العراق وفي ظروف عراقية صعبة جدا يعيشها الشعب العراقي من تمزق للنسيج الاجتماعي وتخبط سياسي واضح وكان هذا اهم مخطط من مخططات الادارة الأمريكية..
في هذه الاثناء اعلنت بعض القوى السياسية العراقية على اعتبار مجريات هذه الاحداث نصر تاريخي ومكسب وطني مهم متمثل بانسحاب القوات المسلحة الأمريكية من العراق ولكن الواقع عكس هذا الشيء تماما فالعراق بحاجة ماسة للمساعدة الأمريكية من كل النواحي سواء في المشورة السياسية او المساعده العسكرية. وما ان سحبت الولايات المتحدة قواتها العسكرية متحفظة على بقاء اكثر من خمسة الاف شخص كبعثة دبلوماسية في اكبر سفارة في العالم داخل العاصمة العراقية بغداد والمحصنة في المنطقة الخضراء مقر الحكومة العراقية.. بعدها مباشرة تركت هذه الخطوة فراغ سياسي وعسكري سهل دخول دول الجوار الى الدخول مباشرة الى القرار والارض العراقية وخاصة ان تشكيلات الجيش العراقي لم تكن مهياة لضبط الحدود مع دول الجوار اضافة الى السياسة التي انتهجتها الحكومة العراقية بطريقة لاترتقي الا ادارة دولة.
كل هذه المعطيات دفعت الامور الى تعقيد المشهد اكثر فاستباحت قسم من المحافظات العراقية من مكون معين وتم عزلها عن الحكومة العراقية بالكامل لمدة ثلاث سنوات ومارافق هذه العملية من تهجير وقتل ودمار اقتصادي واضح. ولكن الحكومة العراقية يبدوا انها لم تستفيد من كل هذه المجريات فظهرت في الافق في هذه الفترة مطاليب شعبية تطالب الحكومة العراقية بحلول فورية لها واهمها مكافحة البطالة التي اصبحت كالسرطان تنهش بالجسد العراقي وبدل ان تجد الدولة الحلول لمطاليب هذه الجماهير الا ان المحللين للواقع العراقي يرونه اكثر تعقيدا من قبل وان الديمقراطية في العراق تسير نحو منزلق خطير ربما سوف يخسر الجميع من العراقيين وحلفاءهم الستراتيجيين في نهاية الامر وان الدولة العراقية اذا لم يكن بمقدورها معالجة الازمة فسوف تصبح كل العملية السياسية في خبر كان عندها لاينفع السياسيين اصحاب المليارات ارصدتهم ولا الدول اصحاب المصالح الضيقة مصالحهم…