1 يونيو، 2024 4:39 ص
Search
Close this search box.

عراق الخير .. متــــــــــى ؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قال الحكيم علـــــــي ( ع ) : لا تبع هيبة السكوت بالرخيص من الكلام — اقول/ هذا ناجع اذا كان المخاطب والمتكلم لديهم نوع من المروءة , أما اذا كان الموضوع يدور حول شان الرخيص والذي باع آخرته بدنياه .. فما تجدي مفردات الحكمة من اللغة العربية لكي تفي بالتوصيف !
ولقد حذرنا الامام علي (ع) من غضب الكرام اذا وقع الحيف عليهم – كما هو حال شعب العراق – حيث قال : ” احذروا صولة الكريم اذا جاع , واللئيم اذا شبع ” والجائع هم عامة الشعب العراقي , واللئام المتخمون باموال السحت الحرام , هم هؤلاء :
زمر أمتهنت ( السياسة ) .. وتسلقت من القاع الى قمة هرم السلطة ففقدت توازنها .. ثلة نفعية اولا , وآخرا وفاسدة الذمة .. لايهمها من أمر الناس وهمومهم شيء .. من الممكن وصف البعض منهم بأقذر النعوت .. فهذه الزمر قد تكون قاتلة .. فاقدة للحس الانساني .. سارقة لصوصية .. معدومة الضمير .. منحطة جاهلة في ادارة مصالح الناس .. غبية سياسيا ومعرفيا .. امية ثقافيا .. بهيمية في السلوك والاهتمامات .. لايهمها سوى امتيازات المنصب , وليذهب مصير البلاد والعباد الى قير , فقد تجاوز هؤلاء معايير وقيم لصوص ايام زمان , فلصوص زمن الخير كانوا لايسطون على الفقير , وهؤلاء يرون الفقراء ( المسروقون منهم ) عيانا جهارا , وهم يعتاشون على نبش مكبات القمامة , وهم يعلمون انهم سارقون لثرواتهم , ولا تحرّك مناظر حال البؤساء من خلق الله خلية عصبية واحدة في مشاعرهم .. مئات المعدمون يفترشون الارض ويلتحفون السماء , ويعتاشون كما هو حال البهائم السائبة ( مع جليل الاحترام لصفة فقير ) .. في مشاهد تحرق وتدمي قلب كل انسان سوي , لم يفقد انسانيته كما هو حال هؤلاء اللصوص معدومي الضمير .. زمر متفقة على تقاسم الغنائم والامتيازات وتشريع القوانين التي تشرعن ذلك ( لصوصية شرعية ) .. زمر متصارعة تسمي نفسها : كتــــــل واحزاب وتيارات .. شغوفة في المناكفات والمزايدات والصراعات والمؤامرات فيما بينها , في مسلسل بدأ منذ عشر سنوات , والنتيجة فوضى عارمة .. غيبت مشروع الدولة التي كان يجب ان يعاد تشكيل مؤسساتها ما بعد التغيير العسير وتقويضها من قبل المحتل .. يقابل هؤلاء طبقة وسطى مدمرة .. اشتغل النظام الفاشي عقودا عليها .. ففر من فر خارج اسوار الوطن وأنزوى الاخر بعيدا عن المشهد في الداخل او كان منخرطا في مشروع السلطة وداعية لتحسين وجهها دائرا في فلك نظام البعث .. ولم تستعيد وعيها لحد اليوم .. اما على صعيد المؤسسة الامنية بعد التغيير , فقد تم اعادة تشكيلها من قادة , من بقايا المنظومة السابقة , ومن الذين ليس لهم سجل دموي حافل , وتم ترك المحترفين منهم :: من الامن العام والخاص وبقايا فدائيي صدام والمخابرات العامة والاستخبارات العسكرية والامن العسكري وذوي الدرجات الحزبية شعبة فما فوق في اغلبهم :: تركوا لقمة سائغة للارهاب الوافد لكي يجندهم في ما يعرف بدولة العراق اللااسلامية … وعملت ماكنة الموت من ذلك التاريخ ولهذا اليوم على عامة الشعب العراقي ولا مغيث … اقول لك الله ياشعبي … لانك ليس بمقدورك القصاص من قتلتك … فصاروا يهربون من قبضتك … فهل ياتي اليوم الذي تصبح فيه كشعب مصر.. وتركل قاتليك وسارقيك الى مزابل التاريخ ؟ متى ؟! سلام عليكم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب