7 أبريل، 2024 8:06 ص
Search
Close this search box.

عراق الامل وأمل العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

-1-
روي عن الرسول الأعظم (ص) أنّه قال :

” الأمل راحةُ أمتي ،

ولولا الأمل ما ارضعتِ الأمُّ ولداً ،

ولا غُرَسَ غارسٌ شجرا “

نثر الدُّر للآبي /ج1/ص132

-2-

تتشابك المصاعب ، وتتكاثر العوائق ، وتدلهم الأجواء وتضيق الدنيا بأهلها، فتُوقعهم في أحرج الأوضاع نفسياً وصحياً وسياسياً واقتصاديا وأمنياً … حتى يتمنى بعضهم الموت للخلاص من وطأة الشدّة …

انّ المحن ماهي الاّ “الدورات التدريبية” على تحمّل المشاق ، واعتناق الصبر والثبات في وجه الأعاصير ، وبالتالي فانّ لها وجهاً ايجابياً لاينبغي ان يُنسى أثرُهُ ..

-3-

وهناك الأمل الذي يُبَدّدُ شعاعهُ دياجي النفس فيطفئ الظلمات ..،

واذا كان الأمل فَجْرا ، فالتشاؤم ليل مظلم

ان الحياة في ظل التشاؤم، تغدو غابة موحشة رهبية، تملأ النفس هلعا وجزعا، فتشل حركة الفرد والمجتمع وتؤدي الى الانهيار .

-4-

جاء في البحر المحيط لأبي حيّان الأندلسي عند واقعة الأحزاب –وهي المعركة التي اجتمعت فيها قوى الظلم والظلام لمواجهة الاسلام –

ان جيش الأعداء كان يتألف من خمسة عشر ألفا ،

بينما كان المسلمون ثلاثة آلاف فقط ..

واتفق المؤرخون :

إن صخرةً ظهرت في بطن الخندق فشقّت عليهم ، وكسرت حديدهم ،

فأخذ رسول الله (ص) المِعْول …، وضرب به الصخرة فَصَدَعَها ولمعت من تحت المعول بَرْقة ،

ثم ضربها ثانية فلمعت بَرْقة أخرى ،

وثالثة فلمعت ثالثة ،

فقال رسول الله (ص) :

رايت في البرقة الأولى مدائن كسرى ،

وفي الثانية قصور قيصر ،

وفي الثالثة قصور صنعاء ،

وأخبرني جبريل :

انّ امتي ظاهرة عليها جميعاً ، فابشروا

وتحقق ما قاله الرسول (ص) :

انظر كيف حوّل الرسول (ص) الأنظار – بفضل ما أثاره فيهم من الأمل – الى ما ينتظر المسلمين من انتصارات باهرة ، وحضارة زاهرة ؟!!

-5-

اذا كانت (الصهيونية) قد احتلت أرضنا الحبيبة في (فلسطين) ظلما وعدوانا ، وامتلكت ترسانة رهبية من الأسلحة المتطورة، فان ذلك لايعني انهزامنا أمام العدو الغاصب ، وانما يحدونا الامل للتحرير والتطهير من دنس الاحتلال ولو بعد حين .

ان الأمل هو الشعلة التي لا تنطفئ في نفوس الأحرار والحرائر …

-6-

وفي غفلة من الزمن ، استطاع الأوغاد من (داعش) ان يشنوّا هجومهم الغادر على (الموصل) الحدباء العزيزة، والعديد من مدننا العراقية الحبيبة، ليعيثوا فيها فساداً وليمارسوا أبشع الوان الجرائم، بحق الانسان والاديان والحضارة، ولكنهم اليوم يدفعون الثمن انكفاءً واندحاراً وتراجعاً، بفضل الأمل الذي غمر قلوب أبطالنا الشجعان، الذين بذلوا أرواحهم للذود عن الوطن الغالي والمقدّسات ..

-7-

ولو لم تكن طيوف الأمل تداعب الأمهات لما أرضعن وليداً ..!!

انهن يتحملن المشاق ، ويسهرن الليالي ، ويتذوقن مرارة الأتعاب، برضا كامل ، لما يمور في أعماقهن من أمل، بما سيسفر عنه الغد وما سيجتمع في سلالهن من ثمار …!!

-8-

ولولا الأمل لما أقدم الزُرّاع على مكابدة مشاق الزراعة، في حقل من الحقول …

ان الامل بالنتاج الوفير ، والحصيلة المرضية ، يدفعانهم الى المواكبة والمواصلة حتى يتحقق المراد …

-9-

وهكذا تتواصل الحلقات في مختلف الميادين .

-10-

ولولا الأمل لما شهدنا معنى (للاستثمار) ..!!

-الذي يعتبر المحرّك الأكبر للتنمية – في عالمنا اليوم .

-11-

اننا اذ ندخل مرحلة ” التقشف ” اليوم ، ليحدونا الأمل ان نتجاوزها بنجاحات حقيقية في الميادين الوطنية والسياسية والاقتصادية، لنعيد للعراق ثقله الوازن ، ووجهه الباسم ، وعافيته …

-12-

يُقدّر بعض المسؤولين العراقيين عدد ” الفضائيين ” في المؤسسات الحساسة العراقية بربع مليون ..))

ان رواتب هؤلاء الفضائيين وحدهم ستسهم في سدّ عجز الموازنة لسنة 2015 بشكل كبير ، ناهيك عما ننتظره من اجراءات رادعة لانهاء عمليات النهب والسلب للمال العام – والتي كانت ابرز سمات الحكومة السابقة –

ان تطهير وزارتيْ الدفاع والداخلية من العناصر الفاسدة، يعتبر الخطوة الأولى في طريق الاصلاح والتغيير .

ولا نذيع سراً اذا قلنا :

بان الفساد والمفسدين موجودون في كل الأجهزة والمؤسسات الحكومية، ومن هنا :

فان عملية التطهير لابُدَّ ان تمتد لتشمل جميع الفاسدين ،

ونأمل ان لايكون هذا اليوم بعيداً عنّا ، لاسيما حين يمتزج الأمل بالعمل الجاد ، للانقاذ والخلاص من براثن الفساد الرهيب .

 

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب