يبدو ان العراق يعيش اليوم في حالة من الغياب الكامل عن الوعي,وفي الوقت الذي تسير فيه البشرية من الخرافة الى المنطق,يسير العراق من المنطق الى الخرافة!,والفرق بين خرافة الاقدمين وخرافة العراقيين اليوم,ان خرافات الاقدمين كانت تحمل شيئا من المنطقية,اما خرافات العراقيين اليوم فانها تخلوا من اي مستوى من المنطق!.
لقد تهكم العراقيون على المالكي وابنه حين رفعه الى مصاف الالهة وابناء الالهة,وادعى له “السوبرمانية”,ولم يفق العراقيون من تلك الصاعقة حتى فوجئووا بصاعقة اكبر الا وهي صخر عبعوب التي ادعى عبعوبها بانها كانت السبب في اغلاق انبوب مجاري “القدس” العظيم والذي انفق عليه المالكي ملايين الدولارات ثم تبين ان احد العمال نسي فيه حصوة صغيرة ادى تراكم القذارة عليها الى تضخمها مثلما تضخمت ثروات “متسولي” العراق سابقا حتى اصبحت بحجم صخرة “سيزيف”!!.(كنا قد كتبنا مقال سابق عن انبوب مجاري القدس,والذي قلنا فيه بان الشيعة من كثرة تقديسهم وتعظيمهم لمكانة القدس فقد اطلقوا اسمها على اكبر انبوب ناقل للمجاري في بغداد,وهو نفس الانبوب الذي اغلقته صخرة عبعوب,ولكن من فشلهم لم يستطيعوا التصريح باسم الانبوب!!).
اليوم يفيق العراقيون على اسطورة اكبر وافدح من اسطورة سوبرمان المالكي او سيزيف عبعوب,انها اسطورة عبوة غيدان !!.
فبعد ان تناقلت وسائل الاعلام خبر مقتل عشرات الجنود العراقيين بينهم عدد من كبار قادة الجيش في كمين تعرضوا له في صحراء الانبار,وبعد ان تعددت الراويات عن طريقة مقتل كل ذلك العدد من الضباط والجنود,وعن السبب في مقتل كبار قادة الجيش في ذلك الكمين واسباب تواجدهم هناك,وامام كثرة الاسئلة وعلامات الاستفهام التي اثيرت عن تلك الحادثة,خرج علينا قائد القوات البرية,الفريق اول الركن “علي غيدان” بالقول بان قواته لم تتعرض لكمين,وان كل ما في الامر ان الجيش وبقيادة قائد الفرقة محمد الكروي كان يلاحق مجموعة من الارهابيين,(( لكنه تعرض لانفجار لغم أرضي كبير، مما ادى إلى استشهاده مع أربعة من ضباطه وإصابة 11 آخرين تم نقلهم للعلاج في قاعدة الأسد)).
حسب اشهر وسائل الاعلام ,فان عدد من قتل واصيب في هذه العملية كان اكثر من خمسين جنديا وضابطا بينهم قائد الفرقة السابعة وليس كما ادعى غيدان بانهم خمسة عشر فقط ,فاي عبوة اسطورية تلك التي تستطيع ان تفتك بكل هذا العد من الجنود والضباط خصوصا وهم كانوا في سياراتهم كما يدعي غيدان؟؟,
واي سيارة تلك التي يركبها كل اولئك الضباط ومعهم كل اولئك الجنود؟,
هل هي سيارة ام باص “اربعة واربعين” ام شاحنة “زيل” عسكرية؟
وهل يركب قائد الفرقة بشاحنة زيل ام بسيارة رباعية الدفع محصنة وكامل المواصفات (فول اوبشن) ويخصص لكل واحد منهم عشرة حراس على الاقل؟.
وهل كانت تلك العبوة نووية ام صنعت من “الكريبتنايز”؟(في قصص سوبرمات يعمد كاتب القصة الى استخدام مادة الكربتنايز كلما احتاج الى اقناع الناس بانه استخدم مادة فائقة القدرات غير معهودة على اهل الارض!!).
وكيف تجمع كل ذلك العدد فوق تلك العبوة الاسطورية؟؟
هل يدل ذلك على ذكائهم المفرط ام على غبائهم المدقع؟.
الم يكن من الاسهل والاكثر اقناعا ان يقولوا بان اولئك الجنود تعرضوا لكمين ادى الى مقتلهم وهي حالة طبيعية تحصل في اغلب الحروب ,بدلا من تاليف الاساطير التي لا تزيد الناس الا استغرابا ولا تزيدهم الا تهكما على غباء قادة العراق الكرتونيين؟؟,
هل يظن هؤلاء بان مثل هذه الاساطير يمكن ان تقنع الناس في عصر الانترنيت والاقمار الصناعية ؟.
قد يظن البعض بان قادة العراق “الكارتونيين” يستلون تلك الخرافات من كتب الاغريق واساطير اليونان,من قصص هرقل او الياذة هوميروس او شخصيات لويزاكركونا اوالتنين الجبار!.
لكن الحقيقة تقول بان هؤلاء يستلون هذه الاساطير من كتب الشيعة وخطباء المنابر الحسينية التي تشبعوا بها,وكنموذج لاثبات هذا الفرض ,اليكم احد الروايات الواردة في كتاب الكافي الذي هو اشهر كتب الشيعة في الحديث!:
عن أبي عبد الله قال:( أن الحوت الذي يحمل الأرض أسّر في نفسه أنه إنما يحمل الأرض بقوته , فأرسل الله إليه حوتاً أصغر من شبر وأكبر من فتر فدخلت هذه الحوت – أي السمكة الصغيرة – في خياشيمه فصعق فمكث بذلك – أي الحوت الكبير الذي يحمل الأرض – أربعين يوماً ثم إن الله عز وجل رأُف به ورحمه وأخرج ذلك الحوت الصغير , فإذا أراد الله عز وجل بأرض زلزلة بعث ذلك الحوت الصغير إلى الحوت الكبير الذي يحمل الأرض , فإذا رآه أضطرب فتزلزلت الأرض )…..الكافي ج 8 ص 212.( يعني الزلازل التي تضرب العراق ليس بسبب فساد حكومة المالكي كما يدعي السيد مقتدى الصدر!!.)
فاذا كان اشهر مراجع الشيعة يؤمنون بهذه الخرافات,فهل تتعجبون بعد ذلك من سوبرمان المالكي او صخرة عبعوب او عبوة غيدان؟.