18 ديسمبر، 2024 6:56 م

عراق الأمان من مسك الختام الى قيادة اللئام

عراق الأمان من مسك الختام الى قيادة اللئام

مرحبا بكم في عراق الأمن والامان والراحة والاستقرار ورفاهية العيش الرغيد في ضلال العدالة والحرية والمساواة تحت سقف الديمقراطية المستوردة من بعيد، عفوا اظن أن ذهني قد شط بعيدا الى سواحل المدينة الفاضلة التي افترضها افلاطون او ربما الى كوكب اليابان، والآن استيقظت من هذا الحلم على دوي الواقع المرير مختلطا بصرخات الاطفال واستغاثات الامهات الثكلى حيث لم يحلو لعواصف الدماء وهدير صرخات الأشلاء التي نزفها العراق منذ عقود متواليات لم يشأ طوفانها ان ينحسر وهو يودع سنة 2021 الا وهو يختمها بمجزرة المقدادية ويستفتح السنة الجديدة 2022 في اول ايامها بمذبحة (جبلة) حيث يرفل البلد برعاية وعناية وحماية صناع السلام والامن والاستقرار تحت عباءة السيستاني والمالكي وهادي العامري وقيس الخزعلي والحلبوسي … الخ من بساطيل ايران النتنة وسابعهم كلبهم مقتدى الصدر وتياره الذي ما أتى على خسيسة الارفعها ولا كريمة الا وضعها ولا وطنيا الا قتله ولا شريفا او عالم الا شرده حتى طوتهم البلاد ونسيهم العباد  فرارا من مطارق الظلم والفساد كله بمباركة سدنة الطغيان المستبدين وجلاوزة الانحلال المفسدين هكذا هي دائما الاسطوانة المشروخة ‏لسيناريو المليشاوية الطائفية الايرانية المجوسية الولائية والصدرية التي رقصت على آمال وآلآم جثة العراق الجريح تصم الاذان وتقطع الافئدة اربا فما كاد عام 2021 ان ينصرم حتى بدأت الاحزاب والمليشيات تستعد لتمثيل دورها المتكرر في مسرحياتها الدموية المرهبة للشعب قبيل الانتخابات البرلمانية لتمارس وتمرس بآلاتها الدموية العراق وشعبه المندثر لسحق بقايا الصوت الحر والكلمة الابية ولتكمم الافواه الصارخة وتصدع النفوس بفنون من البغي السافر والعدوان القاهر والفساد العاهر. 

بدأ اختيار واعداد المسرح عندما زار مخرج المسرحية ومهندس الطائفية الارهابي هادي العامري زار مدينة المقدادية واختارها مسرحا للأحداث لفترة كان مقررا لها بتدافع مجريات الساحة الى الوضع الذي سوف يحسر نفوذ القائمة المليشيات الولائية في معرض الحقائب الوزراية في الانتخابات البرلمانية المرتقبة وجد العامري وزمرته الولائية وجدوا ضالتهم المنشودة. يقول هادي العامري في فيديو منشور على اليوتيو (ان ديالى هي مفتاح استقرار العراق فاذا استقرت ديالى استقر العراق) كانت هذه الرسالة التي اضاءت الضوء الأخضر لبدأ المسرحية فبدأ الممثلون بتقمص الادوار واعداد النصوص الهزلية وتوزيع الادوار على الشخصيات التي تقطر من انيابها زفرات الدماء البريئة وتفوح من اشداقها رواح النتن الكريهة. كان العامري وازلامه لهم زيارات مكوكية لأستطلاع المنطقة فهي من الناحية الآيدلوجية خليط من السنة والشيعة وكانت الغالبية في الاصل للسنة ثم حدث ان تم تهجيرالسنة ابتدا من 2006 الى 2016 كانت هذه المنطقة متوترة باستمرار فالمد الايراني قريب ومتواتر لكن في نفس الوقت لم يتم الاستئصال الديموغرافي الكامل لأشتثاث القرى السنية التي بقية صامدة امام المد المجوسي الايراني الطائفي، وعندما لاحت في افق المشهد العراقي بوادر حل الحشد الشعبي ونزع سلاح المليشيات وسحب البساط من تحت اقدام كارتيلات الفساد تحت قبة البرلمان قامت الاحزاب الولائية بحركتها المارثونية بقلب الطاولة على دعاة الحرية والتحرر- في ساحات التظاهر -من ربقة الأستعباد الايراني تحت جناح المذهبية الطائفية التي سوغت لها ان تجثم على صدور العراقيين سنين عديدة وازمنة مديدة فضح ذلك كله وبعين وقحة قيس الخزعلي في تغريدة له بعيد الاحداث قال فيها (دمائكم عزيزة ويجب الثأر لها بتطهير كل الاماكن التي يستغلها الارهابيون في ديالى والمحافظات الاخرى) ثم يلوح بعد ذلك بالخطأ الفادح في عزل الحشد الشعبي والمليشيات عن الساحة وهو بذلك يريد رجعية الساحة الى مربع المشروع الطائفي والاجندة الايرانية التي تطرح المليشيات كورقة ضغط رابحة على طاولة الازمات لحشر العراقيين مجددا في زاوية الطائفية وحفرة المرجعية المذهبية. وهذا يدل بشكل سافر على ان الذي سيحدث امر دبر بالليل والنهار بسير حثيث من قبل ايران وميلشياتها لأحراج الكاظمي شريك الامس وعدو اليوم والكتل التي ستفوز في مسرحية الانتخابات الهزلية بزعزعة الاستقرارالهش بشوكة القتل والتهجير الطائفي على حساب ارواح الابرياء بلا ذنب لهم او جريرة سوى ان طوق نجاة المليشيات الولائية التي انتهى دورها وتكاد ترمى على مزابل التاريخ تريد التعلق بهذا السيناريوالذي نسخ متكررة حدثت في وقعت هذه المجزرة خلال معركة المقدادية. ففي 26 يناير 2015 أحكم الجيش العراقي والميليشات الشيعية سيطرتهم على مدينة المقدادية وفي نفس اليوم سيطروا على قرية بروانة التي تقطنها عائلات سنية معظمها نزح من مدينة المقدادية نتيجة القتال. وقال شهود عيان إن رجال يلبسون زياً عسكرياً أخذوهم من منازلهم وقسموهم لمجموعات صغيرة واقتادوهم إلى حقل وأجبروهم على الركوع ثم اختاروا البعض وأعدموهم رميا بالرصاص الواحد تلو الآخر. وأكد مركز حقوقي في بغداد أن العدد النهائي للضحايا هو 78 قتيلا بينهم شيوخ وأطفال تم إعدامهم بشكل جماعي فضلاً عن اختطاف 65 من سكان القرية ما زال مصيرهم مجهولاً حتى الآن. وقد صرح العامري وقتها بقوله (يوم الحساب قادم سنهاجم المنطقة حتى لا يبقى منها شيء هل رسالتي واضحة).

 وقد قاموا بأعاده المسرحية مثل سابقاتها بمقدمتها الروتينة المملة حيث شماعة الارهاب الداعشي جاهزة لتبرير وتعليق الفدائح والفضائح عليها من قبل الصدر والعامري والخزعلي واذنابهم من الاحزاب والمليشيات الدموية. فبتاريخ 26/10/2021 تم تجهيز مجموعة تلبس لباس الدواعش هاجمت قرية الرشاد الشيعية تم خطف 4 من سكان القرية وطالب الخاطفون بفدية ولما ذهب ذويهم لتسليم الفدية تم قتلهم وعددهم 11 شخص جميعهم من قبيلة بني تميم الشيعية وكردة فعل انتقامية قامت بنو تميم بمهاجمة قرية الامام السنية وقتلوا 8 افراد منها كان الجو مشحونا فبدأ رجال من بني تميم يروون الاحداث وكأنها من تدبير ابناء قرية الامام السنية كانت النساء تصيح وتلطم والرجال ويولولون وعندما حضر هادي العامري خاطبه احد رجال بني تميم فكان من ضمن السيناريو ان قال للعامري (لقد وعدتنا ستة مرات ان تنظف البلد وتخلصنا من الدواعش ولم تف بوعدك كل ماجرى بسببك انت والاحزاب) هنا بدأت نبرة النعرات الطائفية يسيل لعاب العامري لها فقال (انتم اعمامي وانا هنا لمواساتكم وللوقوف بجانبكم انا احد ابنائكم) بعدها توالت زيارات الخزعلي والاعرجي وبدأت التصريحات العنصرية الطائفية تسيل من مناخرهم متشدقين بحماية ابناء العراق زعموا، طبعا لم يكن مهرج الحنانة بمنأى عن الساحة لكنه كان ينتظر الاشارة المتفق عليها عندما ظهر شاب مع مجموعة مسلحين من سرايا السلام وهو يروي لهم القصة بنسختها الصدرية فيقول (الدواعش كانو يأتون من هذه الناحية – ويشير نحو قرية الامام السنية – عندهم كل شي ونحن طالبنا بكامرات مراقبة وحراسة فلم يلبي احد طلبنا لأننا رفضنا ان نكون معهم قلنا لهم نحن ولاؤنا  لمقتدى الصدر منذ زمن الطاغية) ثم اخذ ينتحب ويبكي على مظلوميته، بعدها تم شحن الاجواء وتعبئتا طوقت القوات الامنية والجيش المنطقة ومنعت الدخول اليها فهاجمت مليشيات العصائب من جهة وسرايا السلام وغيرها من مليشيات الحشد هاجمت قرية الامام وعشرة قرى سنية اخرى وقتلت نساء واطفال واحرق المسجد الوحيد في المنطقة واحرقت 57 منزلا وهجرت 300 عائلة باعتراف وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، يقول احد شهود العيان (ان مسلحين وآخرين بملابس مدنية تابعون للشرطة المحلية هاجموا أهالي القرى المحيطة بالمقدادية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ثم قصفوا القرى بقذائف الهاون وإطلاق الصواريخ”. ومن المعروف ان ميليشيات الحشد الشعبي بكافة انتماءاتها تهيمن على معظم القرارات الأمنية والسياسية والاقتصادية وتفرض نفوذها على جميع المنافذ الحدودية في محافظة ديالى. 

بتاريخ 30/12/2021، قامت قوات سوات مع 50 آلية مدرعة بمهاجمة بيت احد سكان منطقة جبلة السنية طوقوا القرية واغلقوا منافذها وحاصروا دار كان في داخلها 20 شخصا رجلان وخمسة نساء اثنان منهم حوامل وثلاثة عشر طفلا تتراوح اعمارهم بين السنة  الى عشرة سنوات منهم ثلاثة اطفال رضع احدهم عمره سبعة أيام. حاصرات قوات سوات البيت وبدأت بالرمي مستخدمة ثقيلة مثل صواريخ مضادة للدروع حارقة وقنابل يدوية هجومية اضافة الى اسلحة رشاشة ثقيلة ومتوسطة لا تستخدم الا في الحروب قال اقارب الضحايا انهم كانوا يسمعون صراخ الاطفال والنساء واستغاثاتهم وبكائهم وعندما كان اي احد من اهل القرية يخرج من بيته لنجدة الاطفال كانت قوات سوات تطلق عليهم النار. استمرت العملية لمدة ساعتين وبعد ان تأكدت قوة السوات من قتل جميع من في المنزل وحرقهم اخفوا جميع الادلة وغادروا المنطقة، في احد مقاطع اليوتيوب التي اظهرت العملية كان احد افراد سوات يكرر جملة (احرقوهم جميعا) كان منظر جثث الاطفال والنساء المحروقة مهولا بالتأكيد هرول الكاظمي المغفل وازلامه واطلقوا البينات وادعاءات مجهولة التي لم يعرف على وجه الدقة ما الذي جرى فيها للمنفذين واين اختفوا، كانت تصريحات القوات الامنية متناقض ومتراجعة تفوح منها نتن الغدر الطائفي فمرة يزعمون ان صاحب الدار تاجر مخدرات ثم يتراجعون ومره يزعمون انه داعشي واهل الضحايا وجيرانهم واقاربهم يكذبون قوات سوات. فمرحبا بكم في عراق الكاظمي والعامري و الخزعلي ومقتدى الصدر فرسان الطائفية وصناديد العمالة والغدر والخيانة وابطال ارهاب الأبرياء من شعب العراق الرازح تحت وطأتهم والاسير في قبضتهم ثم تتوالى كل يوم مجزرة حيث بعد خمسة ايام من مجزرة جبلة حدثت مجزرة اخرى قتل فيها خمس بين طفل وامرأة ومسلسل القتل والخطف مستمر في العراق لا يمكن لكتاب ان يحوية بعدها استمر مسلسل قتل وتصفية قوات الامن وقياداته علي يد المليشيات كجزء من عمليات تصفية الحسابات بين الشركاء المليشياويين حيث تم قتل العقيد ياسر الجوراني ومهاجمة سرية تابعة للجيش قتل فيها 11 عنصر وكالعادة تم الصاق وتعليق التهمة على شماعة داعش فمتى يختم بمسكك الختام ومتى ينقضي عهد اللئام في بلد كان يسمى بلد السلام .