لم تحل معضلة الهم العراقي وماترتب عليه جراء ما ارادته امريكا لهذا الوطن المصنوع من اثنيات تجانست منذ سومر واشور وبابل لتصنع منه جنة دلمون ، كما قال رامسفيلد في اول رسالة له لمحرري التراب العراقي : ستجدون العراقيون يطوقون بالورد رقاب جنود المارينز الوديعين ، وهم يطلقون الابتسامات كما كان يطلق الفس برسلي نغم قيثارته قبل ان يمل من الحياة وينتهي كئيبا ومدمنا ويائسا .
لم تحل معضلة دافور الغائبة بين عراة وحفاة وجوع وايدز واكواخ قصب . والصومال ظلا صومالا للفوضى وليس للموز ، وكوريا الشمالية فلت عقالها واجرت تجربتها النووية الاولى ، فيما ايران تحث الخطى على الطريق من اجل ان تصبح ندا للمارينز المبتسمين بحذر وهلع وهم يضعون الصلبان على البنادق عندما يتجولون في شوارع بغداد او الانبار والديوانية.
وحسن نصر الله بقي حسن نصر الله بجبروت الثورة والعقيدة التي فيه . ولم تستطع ال أف 18 وبنادق العوزي ان تفعل لمقاومته شيئا .
العالم بقي عالما للحذر واشتعال البارود ، وطلبان والقاعدة وداعش مايزالون خطرا يهدد امن وسلام العالم كما يقول الرئيس اوباما في كل خطاب اذاعي ومتلفز .
وغير ذلك في اماكن شتى واغلبها في جنوب الله الممتد على طول الارض جنوبا مستلبا ومقاوم .
جنوب الفلبين ، جنوب تايلند ، جنوب لبنان ، جنوب السودان ، جنوب المريخ ………………..
كل هذا ..واممنا المتحدة . العطوفة التي أُريدَ لها ان تصنع الابتسامة على خرائط العالم تنشغل باهتمام لتختار خليفة جديدا ، لأمينها الكوري بان كي مون . وليس في ازمنته سوى التغيرات الكونية الهائلة والاحداث العظيمة ، منهاتن وحرب افغانستان والعراق والعولمة الزاحفة على سرفات الدبابات ومايكروسوفت وحروبا اخرى صغيرة بحجم بيضة العصفور كالتي قامت في افريقيا وامريكا اللاتينية .
اذن سيذهب بان كي مون ولا شيء تحقق من حلم خطابه الاول سوى انه بقي محافظا على رباطة الجأش والاناقة ، وماذا استفاد العالم من هاتين الخصلتين ، لاشيء غير رحمة العراقيين انه لم يفعل شيئا لمهجري الداخل ومعضلة التناحر السياسي.
اذن الرجل سيذهب ومنجزاته قليلة .فعل شيئا ، ولم يفعل وهذا هو عائد الى ضيق اليد وقلة الحيلة وحقيقة ان العالم منذ لحظة اغتيال داغ همرشيلد وحتى الحرب اللبنانية ــ الإسرائيلية محكوما بخواطر صلاحيات الفيتو ، بعد ان ذهبت الحرب الباردة بعيدا واتت الينا الحرب الحارة التي تشبه حرارة ( سندويش الماكدونالد ) ..
ذهب الاسود الافريقي ، وسيجيء الاصفر او الابيض الاسيوي في معادلة محسوبة ثمنها ان العالم سيظل واقفا على قدميه وبحذر . والى متى …؟
يعلم الله ان ( المتى ) تلك مرهونة بعصر تاريخي جديد ليس موجودا في الافق ، مادام الارهاب تطور وصار ندا عجيبا لأعتى الامبراطوريات العولمية ، ومع الارهاب تطورت احلام اخرى هي احلام المقاومات التي بعضها صائب في الرؤى وبعضه ( زعلان ) بسبب فقدانه امتيازات الامس وضياع الرتب ( وشارة الركن الحمراء ) وهكذا نتأرجح بين الاسود والابيض ، ارجوحة ازلية منذ ايام سبارتيكوس ، لانعرف اين ترسو السفينة وكل يوم يأكل القاع من ركابها جمعا بريئا ، مفخخات ، فرق موت ، ذبح على الطريقة الزرقاوية ، قصف بالليزر ، اغتيال ، وموت مغدور قبوره الانهر والترع والاماكن الخربة ..
بين الاسود والابيض ، نكون نحن ، ونبقى ..الى ما شاء الله ..مدركين في نهاية كل عام دراسي ان اللجنة الامتحانية لأسئلة البكلوريا ستوجه الينا في اول اسئلة اللغة العربية تفسير البيت الشعري التالي على شكل انشاء :
ماذا يعني الشاعر حين يقول : اذا الشعب يوما اراد الحياة ……..فلابد ان يستجيب القدر .