9 أبريل، 2024 11:37 ص
Search
Close this search box.

عراق اخر ممكن : هل يعيد لليهود جنسيتهم المسلوبة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كانت لي مسيرة طويلة وشاقة لاصلاح ذات البين بيني وبين اخوتي واخواتي من ابناء الشعب العراقي لكثرة الالم الذي تسببه اختفاء والدي والشعور بالذنب، الامر الذي دفعني لاستحضار الماضي واقتفاء آثاره بمساعدة عراقيين نجباء.

نادي صدام الدكتاتوري

كرست هذه الرحلة الإستعادية لتوثيق فلم اخرجه دوكي درور درويش تحت عنوان “ظل في بغداد”. صحيح ان الفلم لم ينه المعاناة التي اصابت اسرتنا مثل ما اصابت الوف العراقيين الذين تعرفت على قصصهم وآلامهم عندما عرضت الفلم في اوربا وامريكا والتقيت بهم . لكن كان هناك تعاطف غير مسبوق من الطرفين، ما اشعرني بأنني عضو في نادي متضرري صدام حسين وهو نادي مترامي الأطراف .

لأول مرة شعرت بالحنين للعراق الذي ظلمنا وهذا ليس من السهل قوله، لكن يشهد على ذلك من يتتبع مسيرتي. وفي السنوات الأخيرة أضحى شغلي الشاغل العراقيين فهم اصدقائي الافتراضيين : اتحدث معهم واتبادل الرأي عن العراق ويهود العراق وكأنني سفيرة مزدوجة، اعرف الإسرائيليين باوجه العراق الجميل الذي تلاشت ملامحه منذ وصول البعث الى سدة الحكم. واحدث الجمهور الذي القاه في ترحالي في العالم عن العلاقات الحميمة التي جمعت بين مكونات العراق .
لم نعرف او نسأل يوما ما اذا كان جارنا مسيحيا، ابو عدنان شيعي ام سني؟. كان هذا عراق التعددية والحضارة الذي كان يفتخر به كل عراقي بغض النظر عن عرقه او خلفيته الاثنية .

عراق اخر ممكن وافتراضي

مع تلاشي الحدود الجغرافية، بات من السهل التواصل بين دول لا تقيم علاقات دبلوماسية. هذا الوضع يشجع العديد من العراقيين على الاتصال بي كيهودية عراقية في إسرائيل، نشطة على شبكات التواصل عن طريق مسنجر . يريد الشباب العراقي التعرف على منوال حياة يهود العراق في إسرائيل واندماجهم في المجتمع الإسرائيليبعد ان سمعوا عن ابائهم واجدادهم عن مساهمات يهود العراق في بناء الدولة العصرية. طبعا هذا الوضع هو بمثابة هزة ارضية بالنسبة لنا يهود العراق امثالي الذين تركوا العراق على مضض بعد الإغتيالات المدبرة والاعدامات في ساحة التحرير وخطف وقتل العشرات بضمنهم والدي المحامي يعقوب عبد العزيز في عام 1972 .

خطابات الكراهية والعدو الوهمي

قبل حوالي شهر وتحديدا في ال 27 من شهر كانون الثاني حلت الذكرى الخمسون لاعدام 9 من يهود العراق الابرياء وسألت نفسي ما المطلوب حاليا لاصلاح ذات البين بين يهود العراق والشعب العراقي؟ اصطادت عيناي خبر عن حملة تدعو لاعادة الجنسية العراقية لمن سلبت منهم من اليهود اسوة بالمكونات الاخرى مثل الفيليين وغيرهم. ولا شك ان هذه الحملة جاءت في وقت ادرك فيه معظم العراقيين ان الكراهية التي زرعها حزب البعث ضد اليهود وضد اسرائيل ما هي الا وسيلة لتكريس عدو وهمي يسعى للضرر بالعراق وابنائه بعيدا عن المشاكل الحقيقية التي يعاني منها العراق. وكم كانت مفاجئتي عندما صادفت استطلاع للرأي في دول الشرق الاوسط عن استعداد الشعوب العربية لاقامة علاقات مع اسرائيل فوجدت ان حوالي 50% من ابناء جلدتي في العراق يؤيدون مثل هذه الخطوة.

مراجعة واعتراف

اعتقد ان اقل ما يمكن عمله من اجل التحرر من الماضي يتطلب اجراء مراجعة تاريخية والاعتراف علنا بما حل بيهود العراق، ان تعاد لليهود جنسيتهم المسلوبة وان تبرأ ساحة الشهداء اليهود الذين علقت جثثهم في ساحة التحرير في مؤامرة لفقت لهم دون اي سبب وعشرات اليهود الأبرياء الذن اختطفوا وقتلوا بوحشية دون ان يترك لهم اثر. طبعا هذا الطلب لا يتعارض مع القيم الإنسانية ولا مع تعاليم الدين الإسلامي اقل ما يمكن قوله.

هذه وصمة على العراق يجب ازالتها عن طريق فتح هذا الملف وانهاء معاناة العراقيين حاليا وسابقا، من الذين طالتهم يد الجلاوزة البعثيين. فتح الملفات يساعد ايضا في تعزيز اللحمة بين ابناء الوطن الواحد بل تعزيز مو التعايش بين جميع المكونات لصهر الهوية العراقية مجددا بما فيه الخير للعراق الحبيب.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب