23 نوفمبر، 2024 7:08 ص
Search
Close this search box.

عراق اخر

بين طيور الظلام للقاتل المتسلسل  حيث التدمير التبادلي في انفجار تفاعل تسلسلي مجنون دائم وعراق اخر يظهر فيه  العراقي ويختفي السؤال قراءت منذ كنت صغيرا ورايت صورة عن العراق عراق النخيل ولم ادرك انذاك ان الطين في العراق والنخلة كانت حية تنتفس مذ كنت يساريا ثوريا كنت مخدوعا شعرت بان كل شيء ممكن كنت ارغب بان نعيش كلنا حياة سعيدة ممتعة وقد كانت لنا السبعينات عصرا ذهبيا الا ان اكتشافنا عراق اخر عراق طيور الظلام انذاك وكأنه اكتشاف لكوكب جديد في سماء العراق المظلم يمكن العيش فيه هروبا من الجحيم الذي لايطاق هرب البعض واختار المنفى لاستعادة انسانيته حريته وطنه  وبقيت كما بقى الاخرون ثم تغير الحال بعد الحروب والانتفاضات والسقوط وكان ثمة رسائل لم نفهمها لم نفك شفرتها لانه لم يعد ثمة من يخاطبنا من يشعر بوجودنا لذا لم نعلم حتى بوجود بعض تلك المؤشرات والارهاصات الخفية عنا حتى تفجرت في مفاجات او هكذا ظننا الا انه لم يسالنا اي احد ولم يسمح لي حتى بالسؤال فضلا عن ان نتحررمن الشلل  حتى ظهرت الامور في احداث متسارعة غير مترابطة كانها مصادفة كونية كتب عنها كتابات اخفقت في التفسير المنطقي لحركة تاريخ  تظهر للوهلة الاولى كانها مطابقة لاحداث سابقة الا ان القدر المتقين هو اننا ما زلنا موجودين وعلى قيد الحياة رغم كل ما حصل ويحصل و رغم ان كل من حاول الخروج من السجن  قد عانى حتى الموت  لتكون بذلك رحله  رحلته لا مثيل لها الى الحرية حين كان يريد ان يفعل شيئا بنفسه ان يكون نفسه تتخيل انك نائم ثم استيقظت لست متاكدا من مكانك مما حصل لك لست متاكدا من انه ثمة احد يقف بجوارك وتردد في معرفة ما يجب ان تفعله اولا محاولا ان تكتشف ما يجري لتكتشف انك كنت دوما وحدك في وطن تريد ان تعرفه وتسال لماذا؟ وتستمر في الصراع في وطن هو اقصر اوطان الارض نهارا واطولها ليلا وتحاول ان تستغلك  مستغفلا نفسك لعلك ترى فيه وطنا اخر ولم تجد اي المواطن العادي النكرة من المخاطرة الا التساؤل عن الجدوى  في الحلم برؤية العالم الجديد وتعود لتسال نفسك مرة تلو اخرى هل ابحرت  الى المجهول بمافيه الكفاية لتسقط من اعلى قمة في عالمك الافتراضي الى فراغ الواقع وكانسان من غيره يعيش على هامش الحياة معتوه يتيم منبوذ هذا هو انت ايها الحالم عند غيرك ومثل غيرك من المنبوذين  في العراق لايحق لك اي شيء ما عدا شيئا واحدا ربما كان هو الافضل لك ان تختار منفاك في العراق لتعيش منبوذا وحقل تجارب مجانية قادمة من وراء الاطلسي تحاول ان تنظف ما يمكن تنظيفه فيك قدر سعتك الا ان غيرك يرفض لك ذلك تحاول ان تغلق كل شيء الا ان ثمة من يحطم لك بابك او يجبرك على الخروج الى الشارع لتصاب باللشلل والخرس بل والصمم الذي ترغب ان تصاب فيه دوما وتنتظر لتبدأ تجربة اخرى مجانية  محاولا البدء من لاشيء وفي لاشيء وكما  ايقنت نفسك قد اقتربت وقد حصلت على ادواتك لتطهير ما يمكن تطهير تجد نفسك قد سقطت في فج المنافسة لتبتعد اكثر واكثر حتى تكتشف انك كنت وحدك انت الثمن في حقول التجارب المجانية الدموية وتستمر التجربة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات