23 ديسمبر، 2024 2:14 م

عراق ألآزمة والسيسولوجيا السياسية

عراق ألآزمة والسيسولوجيا السياسية

لولا الخبز لما صمنا ولا صلينا ولا أدينا الواجبات – ألآمام الصادق
تعلمت من حلاق في مكة خمسة أخطاء – الآمام أبو حنيفة .
أهل السنة أنفسنا – المرجع السيد علي السيستاني الحسيني
ألآزمة في العراق قديمة قدم أبناء أدم على الكوكب ألآرضي الذي وضعه الله للآنام وهم جميع المخلوقات التي تتكون من مادة وروح , ولذلك أستثنيت الملائكة لآنها مخلوقات غير مادية وهذا معنى قوله تعالى ” قل لو كان في ألآرض ملائكة يمشون مطمئنين لآنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ” وهذا هو التعبير عن حتمية علاقة ألآرض بالسماء , ولكون هذه الحتمية هي قانون كوني , لذلك من الحكمة لآهل السياسة ومن العقل للناس أن لايبتعدوا عن السماء في مجريات أمورهم ألآجتماعية وألآقتصادية وألآمنية والسياسية , لآن هناك من يريد بدون علم أن يستبدل مرجعية السماء بمرجعيات أرضية لاتغني ولاتسمن من جوع , ولذلك تعمدت أفتتاح هذه الدراسة بمقولات ثلاث , أثنان منها لعلماء في بغداد في القرن الثاني الهجري عاصرا تأسيس بغداد وعملا على تطويق ألآزمة فيها وهما ألآمام الصادق عليه السلام , وألآمام أبوحنيفة النعمان ” رض ” والمقولة الثالثة لعالم ومرجع معاصر يسكن النجف و يحرص على أمن بغداد وأهل العراق وحكومتهم لذلك نراه يقول عن ألآخوة من أهل السنة : هم أنفسنا  وفي ذلك رد حاسم لمن يتصيد في الماء العكر من أتباع الفتنة والتحريض الطائفي .
في مقولة ألآمام الصادق “ع” نجد علاجا لما نحن فيه من ضائقة مالية نتيجة أنخفاض أسعار النفط , فالخبز هو العنوان ألآول للآقتصاد وللقوة المادية الجسدية التي لاتقوى على العبادة لولا وجود مقومات القوة الجسدية المتمثلة في القيام والركوع والسجود في الصلاة , وفي السعي والطواف ورمي الجمرات في الحج , وعقلية تفكر بالخبز , والخبز من ضرورات الحياة وهي لايستغني عنه الجميع بغض النظر عن الدين والمعتقد , وهذا هو معنى قول ألآمام علي “ع” : ألآنسان أما أخ لك في الدين أأو نظير لك في الخلق ” وهذه هي جذور الفكر ألآنساني لحل أزمات المجتمع , والتي يسميها البعض ” العلمانية ” والعلمانية هي غير العولمة , فالمصطلح ألآول ” العلمانية ” هو مصطلح معرفي , والمصطلح الثاني ” العولمة ” هو مصطلح سياسي يخفي تحيزا للدول التي تسعى للقطب الواحد دون أمتلاك مشروع يتناول حاجات ألبشرية المادية والروحية , والروح أصبحت من متبنيات علم ألآستنساخ وعلم الفضاء , ولكن تلك المتبنيات لازالت في غرف ومختبرات العلماء , فأنشتاين عرف من خلال نظرية النسبية , ولكن نظرية النسبية لم تعرف من خلال فيزياء الكم التي أصبحت تقود العلم والعالم , وفيزياء الكم هي التي ألغت الفهم المادي لفيزياء الميكانيك أيام نيوتن في الزمان والمكان , وأصبح ألآنسان هو البعد الثالث , وأصبح الزمان محدبا ومعه المكان , ولكن مفهوم التحدب لم يزل غير مفهوم ألآ لدى علماء الفلك والفضاء , وتلك أشكالية معرفية سبقتها أشكالية الموقف من الدين التي تلاعب فيها الشعر كثيرا عزفا على الوتر العاطفي ودغدغة الغرائز الجنسية الحاضرة للآثارة والهيجان , وهذا ماعبر عنه قول الشاعر:-
قالوا تحبها قلت بهرا .. عدد النجوم والحصى والتراب
وقول ألآخر :-
وكان الود بيني وبينها .. كحامل الماء بين ألآصابع
وقال نزار قباني الذي سمي بشاعر النساء :-
فصلت من جسد النساء عباءة .. ولبستها فالرسم بالكلماتي
لم يبق نهد أسمر أو أبيض .. ألآ ومرت فوقه عرباتي ؟
ولذلك سيطر الشعر الغنائي بواسطة ألآصوات الجميلة على عواطف الغالبية من الناس لاسيما الشباب مثل :-
سمراء من قوم عيسى .. من أباح لها قتل مرء مسلم
ونسي العشاق أن هذا تكريس للطائفية المذهبية التي لم تكن موجودة في الدين ” ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون أيات الله أناء الليل وهم يسجدون ” – 113- أل عمران –
وكذلك نسي بعض الشباب الذين أندفعوا مع داعش والعصابات التكفيرية أنهم تعرضوا الى أختطاف مشاعرهم نحو الخطأ الذي يبعدهم عن هدي السماء , مثلما أختطف الشعر الغنائي فئة الشباب نحو وهم الحب الزائف وهو ماعبر عنه الشاعر :-
مساكين أهل الحب حتى قبورهم .. عليها غبار الذل بين المقابر
أن كل ماتتعرض له عواطف الناس هو نتيجة ألآبتعاد عن الموضوعية , فألآمام أبوحنيفة “رض” كان موضوعيا عندما قال : تعلمت من حلاق في مكة خمسة أخطاء ” وهو يريد بذلك أن يعلمنا الموضوعية والتواضع في العلم , فعندما أعطاه المنصور مبلغا من المال قال له : ياأمير المؤمنين أنا غريب في بغداد ضع هذا المال عندك ومتى ما أحتاج اليه طلبته منك , ولكن عندما مات أبو حنيفة وجد في بيته ودائعا للناس , فقال المنصور : لقد خدعنا أبو حنيفة , وكان أبو حنيفة ” رض ” لايريد أن يأخذ مالا من الخليفة وهذا ما نريده اليوم من علماء الدين حتى لايكونوا أداة بيد السلطان , فالعالم والسياسي , والمثقف , وعامة الناس هم عماد المجتمع والدولة , فعندما نسمع المرجع السيد علي السيستاني يقول عن أهل السنة : هم أنفسنا , فذلك مما يسد الذرائع على دعاة الفتن الطائفية , والسيد السيستاني اليوم في النجف يمثل ثقلا مرجعيا عابرا للحدود الجغرافية ولكنه في نفس الوقت حريص على أمن العراق وعلى سلامة حكومة العراق , فهو من هذا المنطلق يدعو للآلتزام بالدستور , مثلما يدعو الحكومة لمحاربة الفساد والعمل على ألآصلاح وعدم التمييز بين المواطنين .
أن جذور الفكر عند ألآمام الصادق “ع” وعند ألآمام أبوحنيفة ” رض ” وعند المرجع السيد السيستاني تعود لآصل واحد ولمرجعية فكرية معرفية واحدة هي مرجعية ألآسلام وكتابها القرأن ونبيها محمد “ص” الذي هو أخ بالمعنى ألآصطلاحي الرسالي لنوح وأبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ” أن أولى الناس بأبراهيم للذين أتبعوه وهذا النبي والذين أمنوا ” و ” شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا وأبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ” .
وقد ترجم رسول الله “ص” تلك المرجعية بلون أنساني شفاف بعيدا عن التعصب , وبعيدا عن ألآنغلاق الديني , وقصة المغنية سارة من مكة التي قدمت على رسول الله “ص” في المدينة طالبة المعونة المادية رغم بقائها على شركها كما صرحت هي بذلك لرسول الله “ص” وصراحتها بشركها وعدم سلامها لم تمنع رسول الله “ص” من مساعدتها حيث أمر بني عبد المطلب بأيوائها وكسوتها وأطعامها , وهذا اللون من القيادة السياسية مانحتاجه اليوم في العراق , والموقف الثاني هو موقف رسول الله “ص” من أسرى قبيلة طي العربية من الذين حاربوا المسلمين وعندما وقع بعضهم أسرى بيد المسلمين ومعهم كانت سفانة بنت حاتم الطائي وعندما مر عليهم علي بن أبي طالب “ع” وشاهد سفانة بنت حاتم الطائي قال  لها أذا جاءكم رسول الله فأطلبي منه شيئا , وعلي بن أبي طالب هنا يمثل العقل الجيوسياسي أقتصادي عند المسلمين الذين كانوا مع رسول الله “ص” وعندما زار رسول لله متفقدا أسرى طي قالت له بنت حاتم الطائي : يارسول الله مات الوالد وذهب الوافد وأنت خير من يرتجى , قال لها “ص” أنت طليقة لوجه الله حرة ,فقالت وعشيرتي يارسول الله ؟ قال “ص” وعشيرتك طليقة حرة لوجه الله معك , قالت يارسول الله : أعطني شيئا أفتخر به بين العرب , قال “ص” : لك مابين الجبلين من أبل وغنم ؟ قالت : هذا كثير يارسول الله ؟ قال “ص” هكذا أدبني ربي ؟  , فألآنغلاق الديني هو السبب وراء كل أزمات الناس عبر التاريخ , فألآزمات النفسية وألآمنية وألآقتصادية وألآجتماعية والسياسية هي نتيجة لآنغلاق فكري , ومايعيشه العراق اليوم من أزمات في مقدمتها ألآمنية بمواجهة ألآرهاب وألآقتصادية نتيجة الفساد وأنخفاض أسعار النفط , هي أزمات يقف ورائها عقل منغلق ونفوس شحيحة .
أن ألآزمة العراقية اليوم تحتاج الى عقول مفكرة , مثلما تحتاج الى سياسة أجتماعية , والسياسة ألآجتماعية تحتاج الى أخلاق أجتماعية ” فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ” وفي ألآسلام والفهم ألآيماني : ألآخلاق قبل التدين , وليس قبل الدين كما قد يفهم خطأ , فالدين مفهوم علمي كوني وهو قبل كل شيئ ” أن الدين لواصب ” أي واجب  , ولكن التدين حالة معرضة للآختبار فأن نجحت فنعما هي , وأن فشلت فهي مردودة على أصحابها وليس على الدين كما يفهمه البعض خطأ , والسيسولوجيا السياسية في العراق لم يتم دراستها , ولم يصار الى تطبيقها , فالمجتمع العراقي يتكون من ” 70|0 من الشباب , وللشباب تطلعاتهم وخصوصياتهم , قيل لقريش : لماذا تحاربون محمدا “ص” قالوا : لآنه أفسد علينا شبابنا ؟ فالشباب هم مصدر الحيوية الجسدية  في المجتمع  , والشيوخ هم مصدر الحيوية المعرفية والحكمة , ولذلك قال القرأن معترضا على بني أسرئيل في عدم قبولهم لطالوت ملكا حيث قالوا : أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال     , قال أن الله أصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ” – 247- البقرة –
في العراق عشائر , وليس في العراق عشائرية , ومايجري من مصالحات ودية عشائرية أنما هي موروث تنظيمي لدين السماء تعرض لشوئب لكنها لم تخرجه عن ملازمة ألآصل وأحترامه وهو الدين , وداعش والعصابات التكفيرية ألآرهابية تجاوزت على قوانين القصاص ومفاهيمه ألآسلامية مما سبب لها رفضا مجتمعيا هو ليس لصالح أستمرارها , فالعشيرة والقبيلة ظلت بولائها النسبي مصدرا للحكومة والدولة  , مثلما ظل ولائها للدين , لكن ولاء القبيلة للدولة معرض للآهتزاز كما هو ألآن في مواجهة ألآرهاب بينما لم يتعرض ولاء القبيلة للدين الى أهتزاز ما بالرغم من حدوث شوائب تمس السلوك اليومي والفهم العام للآمور .
أما ألآحزاب : فهي أنتماء تنظيمي حزبي لايمتلك صفة الولاء النسبي لذلك نراها تنمو بسرعة وتموت بسرعة , يستوي في هذا ألآمر ألآحزاب الدينية وغير الدينية , وأذا كان بقاء ألآحزاب الدينية أكثر عمرا , ألآ أنه لايغير من قانون الحياة الحزبية ألآ التي تتحول الى عقيدة من عقائد الدين فتكون طائفة أو شبه طائفة كما هي الوهابية .
أما منظمات المجتمع المدني التي ولدت أعلاميا مع دخول ألآحتلال ألآمريكي للعراق عام 2003 مما جعل البعض يظن خطأ أن العراق تحول الى مجتمع مدني , وكان ممكنا لمنظمات المجتمع المدني أن تحقق شيئا من النجاح في عملها لو قامت على قيادتها قيادات كفوءة معروفة بأصالتها وحضورها ألآجتماعي والسياسي , لكن العكس هو الذي حدث , بحيث أصبحت محطة لمن لم يجد رصيدا أجتماعيا ولا تاريخا سياسيا , ومع تصدر منظمة التنمية ألآمريكية مرجعيتها وتمويلها أنعكس عليها مزيدا من الشك والريبة ثم الفشل وألآنزواء لآغلبها , هذا مع العلم أن منظمات المجتمع المدني نجحت في أمريكا وأوربا لعدم وجود العشيرة والقبيلة ولذوبان ألآسرة , بينما عندنا في العراق لازالت ألآسرة تمتلك حضورا رغم الضعف الذي أصابها بسبب أنتشار وسائل التقنية الحديثة ووسائل التواصل التقني ولا أقول ألآجتماعي , ولازالت العشيرة تمتلك حضورا نسبيا وأن أصبحت رئاستها مهمشة في حياة أبناء العشيرة , وبقي تمثيلها رمزي تفرضه ضرورات خاصة ومحدودة , مع منافسة دورها بظهور مستجدات جعلت من بعض أفراد القبيلة أكثر أهمية من رئيس القبيلة , كالخصائص العلمية , والمواقع السياسية  والمهنية .
أن ألآزمة في العراق نتيجة الفساد المستشري هي أزمة قيم , وأزمة القيم هي زمة ” أنسان ” وكل أزمة تنطلق من ألآنسان كوجود , فلا تعالج ألآ بمفاهيم تتصل بالوجود , وكل شيئ يتصل بالوجود فلا مدخل له ألآ من طريق خالق الوجود , وطريق خالق الوجود هو الدين , والدين فتح مسارين أمام الناس , وهما : مسار العمل وفقا لشريعة الدين , ومسار العمل وفقا للعقل , قال “ص” لله على الناس حجتان , حجة ظاهرة وهي أرسال الرسل وأنزال الكتب السماوية , وحجة باطنة , وهي العقل , ولذلك أستعمل القرأن لفظ ” الناس في المخاطبة في حالات خاصة بألآجتماع ألآنساني مثل : ” ولا تبخسوا الناس أشياءهم ” ومثل ” يوم يكون الناس كالفراش المبثوث ” و ” قل أعوذ برب الناس ” و “و قولوا للناس حسنا ..” و ” يا أيها الناس كلوا مما في ألآرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين ” – 168- البقرة – و ” .. ومنافع للناس .. ” و ” كان الناس أمة واحدة .. ” .. ليحكم بين الناس فيما أختلفوا فيه .. ” – 213- البقرة – وهذا العموم وألآنفتاح على الناس كل الناس الذي هو ضد ألآنغلاق يختتم ويتوج بأعلان نداء المسامحة ” لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي  .. ” -256- البقرة – وهذا النداء لم يفهمه بعض المتدينين  , كما لم تفهمه داعش وعصاباتها , ومن لم يفهم نداء السماء التسامحي هو المتطرف وأن لم يكن داعشيا بالتنظيم , والعمل بما يسمى بأجتثاث البعث هو خطأ سياسي , وأستبداله بمايسمى بالمساءلة والعدالة هو خطأ يضاف الى الخطأ ألآول , وهذا الخطأ يشمل أخطاء مركبة بعضها من حيث المبدأ حيث لم يفهم معنى القصاص بسياقه الفقهي , وبعضها من حيث مستوى من أنتدب لتطبيقه والعمل به وهم دون المستوى الفكري الذي يطمئن اليه , بل ربما بعضهم لم يكن حاصلا على التأهيل الدراسي المتعارف عليه , وبعضهم ممن يجب أن يحاسب ” بفتح السين ” لا أن يحاسب ” بكسر السين ” .
أن الفساد في العراق شمل كل مرافق الحياة : الطبابة , القضاء , التعليم , ألآعلام , ألآمن , الجيش والشرطة , التجارة , الصناعة ,  السفارات  , الحكومة , مجلس النواب , مجالس المحافظات , النزاهة , وشمل كل الطبقات , قضاة , محامون , صحفيون , أعلاميون , أطباء , مهندسون , موظفون , تجار , مهنيون , عمال وأرباب عمل , مقاولون , بعض  خطباء المنبر الحسيني , بعض أصحاب حلقات الذكر المولوي والنقشبندي  , بعض خطباء المساجد والحسينيات , بعض حواشي بعض المراجع لاسيما الذين أعلنوا تصديهم للمرجعية بدون أستحقاق حوزوي ومنهم الذين يتهجمون على المرجع السيد علي السيستاني وهي من أمراض الفساد المستشري كالوباء .
أن أزمة العراق تضاعفت وأشتد خطرها بعد ظهور أنخفاض أسعار النفط , وناقوس الخطر هذا ربما يحمل معه هزة عنيفة في الجسد العراقي , وأجتماع العراق أذا لم يتحرك على ضوء هذه الهزة التي تقترب من الزلزلة فأنه ينطبق عليه قول المتنبي :-
وليس لجرح بميت أيلام “
ولكننا نتلمس تحسسا مثلما نرى حسا , ونسمع صوتا رافضا للآستسلام للفساد , ولكن ذلك لم يترجم عمليا , وخطوات الحكومة لازالت مواعيدا ولم تصبح أفعالا , ولازالت ألآحزاب على حالها ووجوهها نفسها , ووجود بعض الوجوه الشابة لم يكن بمشروع تغييري وأنما بتراتبية بعضها عائلي وبعضها قبلي وبعضها حزبي , وهذا لايعبر عن تغيير سوسيولوجي سياسي حركي , أن النقابات العراقية لازالت مختفية أو شبه معدومة , وأذا كانت نقابة الصحفيين تبدو ظاهرة , ألآ أنها لازالت في جوهرها ومضمونها غير متحققة , وشكلها الظاهري يعبر عن هيكلية تحتاج الى أعادة تنظيم ولايكون ذلك ألآ بأنتخابات لاتخضع لآحزاب السلطة .
أما شبكة ألآعلام العراقي فلازالت دون مستوى القنوات ألآهلية في المنطقة وألآعلام يشكل مرتكزا رئيسيا للسيسولوجيا السياسية الحركية , والحكومة لايجب أن تبقى بعيدة عن أحداث التغيير وألآصلاح في شبكة ألآعلام العراقي بقسيمها ألاتصالات وهو فني , وقنوات البث الفضائي وملحقاتها المهنية التي لازالت بعيدة عن ألآحتراف وألآشعاع الفكري الذي يوسع دائرة اللقاء بالمفكرين والباحثين والعلماء  حتى لاتبقى حكرا على شعراء الشعر الشعبي وبعض هواة الغناء ومن يسمونهم بالفنانين وهم ليسوا كذلك
أن حلول ألآزمة تكمن في أحداث ثورة أصلاحية سلمية يستلم زمامها المفكرون والعلماء والباحثون والسياسيون الذين وقفوا مع الجماهير , وألآعلاميون الذين عرفوا كيف يوجهون شاشاتهم لفضح الفساد لاسيما الذين كان لهم السبق في أبراز الوجوه النزيهة  المخلصة الكفوءة , لا الوجوه التي تدعي ألآصلاح وهي فاسدة , أو التي تقف مع المصلحين وهي ملوثة , أن عملية الغربلة لابد منها , وقيادة عملية الغربلة لاتتم ألآ عبر من هم أدرى بشؤون الناس وحاجاتهم .
أن تطبيق القانون من أولى خطوات ألآصلاح , ومع القانون لابد من التخطيط للآقتصاد بألآستثمار , ومع هذين الخطوتين لابد من أستبدال الحزبية والعشائرية والطائفية بمعيار وطني عراقي ” هو الوطنية العراقية وجودا ” , والتخطيط للآقتصاد بألاستثمار هو الذي ينشط الصناعة والزراعة , ويديم السيولة المصرفية بألآقتراض الداخلي على شكل أسهم تفتح للمواطنين يكون رصيدها في خدمة الحكومة وموازنتها حتى لايتعبها العجز , ويكون الدائن هو المواطن لا ألآجنبي , في المقابل يكون حصر النفقات , بأيقاف هدر المال العام من خلال الخطوات السريعة ألآتية : وقف منح الرئاسات , وقف ألآيفادات بأستثناء البعثات العلمية الدراسية , أسترجاع السيارات من كافة رؤساء ألآقسام والمدراء والمدراء العامين في كل دوائر الدولة , لايعطى للوزير ألآ سيارة واحدة وكذلك للنائب وعضو مجلس المحافظة والمحافظ ووكيل الوزارة , وقائد الفرقة , ومدير الشرطة , سحب كل الحمايات بأستثناء الضروري على أن لايزيد العدد على ” 30 ” وقف صرفيات كارتات الموبايل في كل دوائر الدولة ولكل الموظفين من وزير الى رئيس قسم , أعادة حصر وتنظيم ألآثاث في كل دوائر الدولة , ضبط وحصر ألآجهزة في المخازن ومعرفة حاجة الدوائر الحقيقية منها , وقف الهدر في الكهرباء ومحاسبة المتجاوزين على الشبكة , المراقبة الصارمة لعدادات النفط المستخرج والمصدر تلافيا للتجاوزات , ضبط المنافذ الحدودية وكماركها , أعادة تشغيل نظام الضريبة بدقة , عندما تتمكن أجهزة الدولة والجهات الشعبية الداعمة تحقيق ذلك , فأننا يمكن بعون الله تخفيف ألآزمة المالية والتخلص منها مع العمل بمشروع الحكومة الطلب من الشقيقة الكويت تأجيل تسديد ديونها على العراق , وكذلك على الحكومة أن تعمل مه نادي باريس بنفس المستوى , هذه الخطوات هي كفيلة بجعل السيسولوجيا السياسية ألآقتصادية قادرة على التحكم بتفاعلات ألآزمة العراقية , وتبقى مواجهة ألآرهاب ضرورة ملحة منها وعليها يقاس المعيار الوطني في العراق .