6 مارس، 2024 1:42 ص
Search
Close this search box.

“عراقي” هي هويتي ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

نحن لا ندَّعي إختراع “الهوية العراقية”، لأنها موجودة طبيعياً وحياتياً في أعماق كل عراقي، إنما نحن فقط نعيد إكتشاف وجودها المنسي والمهمل، ونبلورها بحلة جديدة واضحة ومعاصرة إسمها “الامة العراقية”.
إن حكايتنا نحن العراقيين مع هويتنا الوطنية، مثل حكاية تلك الاسرة التي ورثت قصراً مهيباً شامخاً من أسلافها النبلاء العريقين، لكن غدر الزمان واستفحال النسيان وسيطرة عقائد مستوردة شاذة، جعلت أبناء تلك الاسرة يحتقرون قصرهم ويتجاهلون قيمته ويهجرون قاعاته الفخمة ويهملون كنوزه الفنية الرائعة ويحيلون حدائقه الغناء الى أدغال عصية، وينزوون في أقبية بائسة عتيقة، وينطوون على أنفسهم خجلاً من قصرهم ومن ميراثهم، معتقدين بسذاجة ان بيوت الجيران المتواضعة هي الافضل والاحسن والاكثر أصالة وفخامة من قصرهم!!
العراقي تعوَّد أن يدرس ويقرأ ويشاهد ويسمع في وسائل الاعلام عن تواريخ وثقافات الشعوب العربية أو المسلمة أو الاشتراكية أو الغربية، أكثر بكثير مما يخص أشقائه في الوطن.

ان تجربة الاعوام الاخيرة أثبتت بصورة قاطعة ان العراقيين مهما تناسوا هويتهم الوطنية وضحّوا بها من أجل هويات محلية أو قومية ودينية وطائفية، فأن “حس” الهوية الوطنية موجود في كل تفاصيل حياتنا وعقليتنا، لكننا لاندركها بسبب العمى الآيديولوجي الذي فرضته علينا ما نطلق عليهم الأن “ليس بالمطلق” (جزء من التيارات والأحزاب والنخب)….
في سؤال ل “جيل كيبل” الذي يعد اهم المتخصصين الاوربيين في الاسلام السياسي، يعمل كيبل رئيسا لقسم الدراسات الشرق أوسطية والبحر متوسطية، ورئيس برنامج “العقول العربية والمسلمة” للدراسات العليا، بمركز الدراسات السياسية بباريس
كيف ترون أثر الصراع الطائفي السني- الشيعي على مستقبل العراق؟
يجيب “جيل كيبل”: العراقيون اليوم أمام مفترق طرق، ولديهم الخيار بين نظام طائفي كما في المثال اللبناني يقوم على التمييز الطائفي بين محافظة سنية واخرى شيعية لكن هذه الانشقاقات الكثيرة ستؤدي الى النهاية أو من الممكن أن يستفيد العراقيون من التجربة الاوربية، اذ لدينا تعايش بين الفرنسيين والالمان والبلجيكيين في نظام متوحد على المستوى الاقتصادي فيه تكافوء وتكامل، وربما سيشكل هذا رمزا للعراق الجديد الواقف بين خياري الفدرالية والتوحيد.

ان السؤال عن عراق آخر متوحد الاقطاب يتم الاتفاق فيه على اهمية العراق كبلد سواء بنظام فيدرالي او شبه فيدرالي كنا نتوقع إن نسمع جوابه من خلال تجارب صناديق الاقتراع، التي لم يتضح بأننا أستوعبنا التجربة بشكل صحيح واعي ولم نتصدى بحكمة لمروجي الفكر الطائفي وان كنا قد شاهدنا بعض التغيرات من السنوات الماضية ولكنها لم تنصب في ساحة الخروج من التخندق الفكري والأيدلوجي والتخوف من نفرض هويتنا الحقيقية التي ضيعناها في فوضى سوء الأختيار.
هويتي الأكبر هي “عراقي”..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب