لقد ولى الزمن الذي يصنف فيه العراقيون درجات , هذا درجة اولى First Class , من قومية معينة ومذهب معين يصلح للحكم , يصلح للأمر والنهي, واعتلاء سلالم الدولة والإطاحة بها , بلا مؤهلات الا لكونه من القومية الفلانية او المذهب الفلاني, ومواطن من درجة ثانية Second Class لا يصلح الا للخدمة لا لشيء الا لانه من قومية معينة او مذهب معين فهو يصلح ان يتلقى الاوامر والنواهي ويصلح ان يمتثل ولا يناقش ولايتفحص الامر وليس له ان يفكر ان يكون جزءا من الدولة او مجرد ان يحلم حلم في تلك المناصب وان فكر عقدوا له جلسة وشكلوا له لجنة من غير قوميته او مذهبه او حزبه لتسأله عن علوم وحجايا واحاديث ما انزل الله بها من سلطان لاتمت بصلة لعلمه ودراسته , فان وفق واجاب تركت اللجنة امر العلوم واخذت تبحث في اسلافه من الرجال والنساء وتمحصت تاريخه قبل فجر البشرية واثناء الاحتلال الفارسي والعثماني والانكليزي والامريكي للعراق وسالوه عن رموز من قوميته او اسرته او مذهبه ولايعلم حينها ما هي الاجابة المثلى فكل هؤلاء لديه ققم مقدسة لايستطيع ان ينال منهم مثلما للجنة تماثيل واسماء ورموز تنظرها بعد الله بهالة مفعمة من القدسية. وان جنبه الله كل ذلك. ارسلت اللجنة ورائه الى قريته او مدينته او مؤسسته ليستفسروا عنه وينكسوا رايته وان جاءت الامور بعيدة عن اقلام الافاعي وسمومها كتبت عليه اللجنة انه لايصلح حتى عامل تنظيف وان اقرانه من غير مذهب او قومية او حزب يصلحون للرئاسة وهو يفوقهم علما ومعرفة وخلقا وحديثا وامكانيات ومهارات وحبا للعراق ولكن المشكلة انه من المذهب الفلاني او القومية الفلانية او الاسرة الفلانية او المدينة الفلانية.
جاء اليوم الذي يصنف فيه العراقيون درجة واحدة فلا مذهب خير من اخر ولا قومية افضل من الاخرى ولاعائلة ارسخ من الاخرى هو الوطن الذي يعطف على ابنائه ويسقيهم درجة واحدة من الحنان فاذا نعموا بالخير نعموا سواء وان التهمهم الشر مضى عليهم جميعا مبشرا بالويل والثبور.وهي الورقة والحبر الازرق لا البطولات الفارغة ولا العنتريات المهلكة هو الوطن البيت والخيمة والعائلة فالمذهب هو العراق والقومية هي العراق والديانة هي العراق والعائلة واللقب هو العراق……وكلنا موطنون درجة اولى . نصلح للحكم وادارة الدولة ونصلح للخدمة متى ما كانت للعراق.