التعاطي والتعامل في استقراء طبيعة الأزمة العراقية القائمة الآخذة في الإمتداد والتمدد .! , فأولى متطلبات ذلك تفرض عدم التفاعل مع المواقف والأحداث الآنية واليومية مع ايّ جهةٍ سياسيةٍ ” مهما كان لسانها الإعلامي طويلاً ! ” , وان تضحى عملية الإستقراء ليس بأعصابٍ هادئة فحسب وإنّما ببرودِ اعصابٍ , نظراً لإرتباط الأزمة بإحدى الأبعاد السيكولوجية – السياسية . ثُمَّ ولمتانة وموضوعية هذه القراءة التجريدية ووضعها على احدى كفّتي ميزان القوى , فتقتضي مقتضيات الأمر تجاوز والإبتعاد عن كلّ التصريحات التي تصدر بنحوٍ يوميّ من قادة وقياديي الأحزاب ذات العلاقة المباشرة بحلبة الصراع , وكأنها لم تكن , فما يضخّوه اولئك وهؤلاء من كلماتٍ وعباراتٍ بصيغة تصريحاتٍ ومواقف , فليست سوى صبّ الزيت على النار وإبقائها مشتعلة , وبرغباتٍ شبه مشتعلة .!
الساحة السياسية العراقية – الآنيّة مُقسّمة الى 4 اربعة محاور وبقياساتٍ او مقاساتٍ دقيقة , بالرغم من التفاوت البائن بين ايّ محورٍ وغيره من كلا الجانبين النوعي والكمّي .!
فرقاء هذه المحاور ” ولا مكان لسواهم لحدّ الآن ” هم التيار الصدري , الإطار التنسيقي واحزابه وفصائلهم المسلّحة , وحكومة السيد الكاظمي وما يتبعها < من عموم افرع القوات المسلحة وجهاز مكافحة الإرهاب ” الذي يكاد يشكّل جيشاً نوعياً بكامله , والأجهزة الأمنية الأخرى > وفريق ” تظاهرات تشرين ” الذي تشير بعض الأخبار لمعاودة انطلاق تظاهراته في مطلع الشهر القادم … فريق التيّار الصدري وفي الظرف الحالي يبدو وكأنّه يعلّق تحرّكه السياسي الحالي وفقاً لتصريحات السيد الصدر السابقة , وانتظاراً مفترضاً لتطورات الأحداث وما تحمله في بطنها .! , وإذ يلي ذلك ” الإطار التنسيقي ” الذي تتزعّمه – دولة القانون – او حزب الدعوة بقيادة السيد المالكي وبصحبة الفصائل المسلحة الأخرى ولاسيّما تنظيم عصائب اهل الحق بقيادة السيد قيس الخزعلي , وتشكيلاتٍ اخرياتٍ ايضاً , ويبرز هنا أسم السيد هادي العامري – رئيس كتلة الفتح او قائد فيلق بدر الذي يلعب دوراً وسطيّاً – حيوياً بمهارةٍ ما .! , < الإطار > هذا وعلى الرغم من تشدده وتمسّكه وإصراره على العودة الى السلطة وتشكيل الوزارة , لكنّه لم يستطع ايجاد اية آلية عملٍ عمليةٍ للتنفيذ ! , ولم يتمكّن من التأثير ليعاود البرلمان اعماله وليعقد جلسةً موحدة ومتكاملة تفتي بشرعية او شرعنة تولّي قادة حزب الدعوة ومواليهم لمسك زمام السلطة , ولا يترأى ايّ تقدّمٍ ولو بطيءٍ في الصدد هذا !
أمّا فريق ” تظاهرات تشرين ” الذي يحظى بتأييدٍ الشارع العراقي وبمليونية المشاعر والتأييد الجماهيري شبه الصامت ! , فهو الآخر لا يمتلك ايّاً من آليّات التغيير لإنّه وعلى الأقل تيار سلميّ ويخلو من السلاح وحتى السلاح الأبيض .!
وفقَ كلّ ذلك وبأيّ حساباتٍ ” حتى الكومبيوترية والليزرية ” فلا مجال لإجراء ايّ تغييرٍ محوريّ إلاّ بأفتراض اللجوء الى العنف المسلّح – المكثّف , وبعض هؤلاء يمتلكون ادواته الكميّة – غير النوعية , وإذ ذلك سيجرّ غيرهم للجوء بالمثل , وو ما قد يقود الى حربٍ اهليةٍ ما ” لا يسمح بها الوضع الدولي الفائق التأزّم ” لكنه ومع افتراض حدوث هذا الإفتراض , فمن المحال أن ينتصر الطرف الذي يستخدم السلاح ” كوسيلةٍ للتغيير ” أمام قُدُرات القوات المسلحة العراقية واجهزتها الأخرى , والتي قياداتها العسكرية موالية للقائد العام الكاظمي , والتي كذلك تخضع لأقصى درجات الضبط والإنضباط العسكري . ولا بد أنّ الجهات والأطراف المتضادة ان تدرك ذلك , وذلك يعني أنّ الوضع السياسي الحالي باقٍ على حالته , وايّ حديثٍ عن التسوية ينبغي فهمه بتسويتها على الأرض وسحقها ومحوها , والى إشعارٍ آخر .!
صفحة 1 من إجمالي 2