22 ديسمبر، 2024 8:24 م

عراقيون ….يجمعنا ويفرقنا العراق

عراقيون ….يجمعنا ويفرقنا العراق

الدوله الحاليه معظم أراضيها حاليًا تقع في منطقة يطلق عليها بلاد الرافدين، هذه المنطقة كان فيها أولى المراكز الحضارية في العالم والتي كانت تقع بين نهري دجلة والفرات وهي حضارة سومر، امتدت حدود هذه الحضارة التي شغلتها بلاد الرافدين إلى سوريا وبلاد فارس وإلى منطقة جنوب شرق الأناضول في تركيا حالياً، ختى انه وجدت آثار سومرية في دولة الكويت الحالية والبحرين والأحواز بإيران. كان لبلاد الرافدين انفتاح واتصال بالحضارات القديمة في مصر والهند. وتعاقب على حكم العراق دول وحضارات كثيرة من أهمها السومرية، والبابلية الحديثة، والآشورية، والميدية، والسلوقية، والإمبراطورية البارثية، والإمبراطورية الرومانية، والساسانيون، والمناذرة، والخلافة الراشدة، والدولة الأموية، والدولة العباسية، والمغول، والدولة الصفوية، والدولة الأفشارية، والدولة العثمانية، ثم الانتداب البريطاني، ومن ثم المملكة العراقية، ثم الجمهورية الأولى، ثم الجمهورية تحت حُكم حزب البعث، ثم سلطة الأورها (إعادة إعمار العراق )، فسلطة الائتلاف المؤقتة، فالحكومة العراقية المؤقتة، ثم الحكومة العراقية الانتقالية، ثم الجمهورية البرلمانية الاتحادية في العراق.
يقول احد المؤرخين عن العراق …
“يقتلون ملوكهم ويسحلون امراءهم وينبشون قبور قادتهم، ثم يبكون عليهم بدل الدموع دمًا ”
اي امة هذه واي شعب هذا واي بلد انت ياعراق
.
العراق ……يعني العراق
أمة مختلطة ومختلفة الأصول جمعها وطن … من يسكنها متفاوت القِدم فمنهم المتجذر ومنهم الوافد … بعضهم يسكنها منذ ٧٠٠٠ عام، وبعضهم جاء مع المحتل والتصق بها ولم يغادرها ، اخرون جاؤا لهذه الارض مع الفتح الاسلامي وبعضهم بعده …. سكنها الكثير حتى تجانس بعضهم مع بعض .. انصهروا ببعضهم حد الذروة في الانصهار والتجانس
.
عندما اصبحت بغداد عاصمة الامبراطورية العربية الاسلامية،توافدت على هذه الارض الكثير من الناس سعيا ومن كل بقاع الارض كنوع من الرغبة بالسكن والتجارة والدراسة فيها، او للقرب من مركز القرار انذاك
العراق …..
هذا الخليط الذي يبدو لناظره متجانس لايمكنك التمييز بين أفراده، لايمكنك التمييز بين هذا وذاك، منذ ان رسمت حدوده الدول الاستعماريه ابان الحرب العالمية الاولى لذلك ينصهرون ببعضهم بكل قسوة وقوه وهذا سر من اسرارهم
، رغم انهم يتحدثون لغات عديده ولهجات مختلفه حتى للغة الواحده……الا انه تجدهم في ذروة اختلافهم … عراقيون فقط.
هذه الأمة العراقيه ان صح التعبير ان نطلق عليها معروفة بعنادها .عدم اكتراثها لغضب اعدائها، فقد أرق جيرانها منها طويلاً مذ ان بزغت …… امة في غليان دائم فهي لاتستقر أبداً مع وجود تهديدٍ قريب منها
امة يمكن ان تضرب اي دولةً تهددها او تمس مصالحها دون سابق انذار ….بل حتى تغزوها بالكامل، اذا تعرضت لكرامتها بشيء..امة تقف مع من يحكمها في وقت الخطر وان كانت ممتعضة منه وتنتقده وتتذمر منه
لذلك عانت هذه الامه العراقيه طويلاً من عقدة غضبها السريع، رغم انها لاتكترث احيانا لتلك المعاناة، المهم عند اغلبهم ….هو اننا ضرَبناهم وقنصينا منهم وليكن مايكن
شعب هذه الامه رغم ما يقال عنهم أنهم سريعي الغضب، الا ان دمعتهم في طرف عيونهم ً، متطرفون في كل شيء
في حبهم تطرف وفي كرههم تطرف في فرحهم تطرف وفي حزنهم تطرف …ما اقوله ينطبق على الاغلبيه .وليس العموم فمنطق التعميم منطق مجافي للحقيقه
قصائدهم الحزينة تصاب منها القلوب بعواصف الالم، وأغانيهم الحماسية تلهب الصدور وتلقم السلاح عتاده
يبكون حزنا بدموع ممزوجةً بالدم لعصفورٍ مذبوح،
ويقطفون رؤوس اعدائهم بلا رحمة،ان تطلب الامر
يعشقون بتطرف،……..على حد سولء نسائهم ورجالهم ،
يحبون الحياة بجنون،
ومن مضاجع لذاتهم يقفزون للموت جوعى ان تعرضت مقدساتهم للخطر …..كل هذا يحدث في وقتٍ واحد..
العراقيون قوم لا يفهمهم الا من عاشرهم،
جمال شبابهم تغلب عليه الروحيه ….وجمال فتياتهم يلوي الاعناق ….يكاد السحر الالهي متجسد بهذه الامه وحدها من دون الامم…
أصواتهم شجية بها عذوبة على المسامع ، لكنهم مزاجهم قد يتعكر بدون سابق انذار في الوقت نفسه ، امة شديدة الحزم، سريعة التدخل، دائما ما تلجأ للقوة كحلٍ تعتقد بانه المناسب.
ليس هنالك بون شاسع بين بيتٍ عراقي وآخر والفرق يكاد ان ينعدم
نفس مذاق الطعام تجده في اغلب البيوت دلالة على أن الروح نفسها تطبخ هنا او هناك،
ادق التفاصيل في حياتهم متشابهه نوعما
صور رموزهم .مقدساتهم ، الآيات القرآنيه ذاتها على الجدران وبنفس الترتيب،……دليل تجانسهم و انصهارهم منذ الاف السنين،
العراقيون او هذه الامه …
تظن دائماً انها او انهم اسياد على من حولهم، لذلك تجدهم شديدين في مسألة الاعتزاز ببلادهم، حين تسألهم لماذا هذا الشيء كله ….سيقولون لك كيف لا ونحن اهل حضاره ٍ واهل ثروة ومساحة حريه قلما تجدها عند من حولنا نحن اصحاب إرثٍ وتاريخٍ وقوةٍ وعدد، كيف لا ونحن هكذا
ولأنهم معروفون بسطوتهم الجبارة على مدى التاريخ، لذا فهم يشعرون بالظلم مع اول انتقاصٍ من هذه السطوه لذلك يثورون بسرعه ضد هذا الظلم.
العراقي قد يتذمر قد يشتم بلاده في ساعة غضب، لكنه قد يقتل غيره اذا شتمها …… فالعراق في نظرهم يأت بعد الله في القداسة، يعلّمون ابنائهم على حب الوطن مع اول رضعه يرضعها ….. انهم يحبوه حبا يسري بدمهم ..حتى احيانا بالكاد لا ترى اثنان يتحدثان الا والعراق حديثٌهما..
قومٌ لايُعرف عنهم الانكسار ولا الهزيمة، تمر بهم ظروف لا تُطاق، وبعد سنوات، تجدهم أعزةً وكأن شيأ لم يكن
انهم قوم العراق وشعبه وامته
انه ……شعب جمهورية المكَاريد ….
فيامن ظلمتم هذا الشعب …احذروا غضب
فالحليم اذا غضب .كالبركان …..وما هدوئه الى استباق لعاصفة ..قد تحرق الاخضر واليابس