ترددت كثيرا قبل ان اضع كلمة “فقط” في عنوان المقال خشية ان اكون قد ظلمت نفسي وابناء جلدتي “حلوة جلدتي هذه”. لكني اظن وبعض الظن هنا ليس اثما ان المقال لايستقيم بدون هذه الـ “فقط” والمراد لايمكن توصيله بالمجاملات التي “….” حظنا طوال السنوات الماضية. بالامس كان خبر فوز “اسود الرافدين” على “التنين الصيني” يتصدر نشرة اخبار القناة العراقية. فرحت كثيرا لهذا التطور الاخباري ولاعلاقة لـ “فقط” بفرحي هذا. العاملون على قناة العراقية تعاملوا بذكاء مهني ميداني مع نشرة اخبار الساعة الثامنة بعد فوزنا باقل من نصف ساعة. وذلك بان قدموا هدف يونس محمود على لقاء رئيس الوزراء نوري المالكي مع محافظ صلاح الدين وعدد من أعضاء البرلمان على امل ان يحل هذا اللقاء “طلابة الفيدرالية”. قبل عام 2003 كان خبر السيد الرئيس القائد يتقدم على خبر سقوط مذنب هالي لو “اجتث” نصف الكرة الارضية بموجب قانون المساءلة والعدالة الالهي بينما خبر السيد الرئيس لم يزد عن استقباله وزير الحكم المحلي بمناسبة تسنمه منصبه الجديد. المالكي لم يعترض على تقديم خبر يونس محمود على خبره لان يونس محمود اسقط سور الصين كرويا بينما لايزال النائب قتيبة الجبوري يقوم برحلات مكوكية بين رئيس الوزراء ومحافظ متمرد ” والله عمي ديمقراطية”. العراقيون بعد هدف يونس خرجوا فرحين مبتهجين بالفوز في كل مدن العراق سواء كانت تلك التي تؤمن بوحدة العراق لـ “الكشر” او تلك التي تريد ان “تفدرل” نفسها شاء من شاء وابى من ابى على لغة المرحوم ياسر عرفات. فوزنا على الصين انسانا قصصا كثيرة من ابرزها بيع منصب وزير الدفاع بعشرة ملايين دولار. وتناقض التصريحات بشان انسحاب اخر طائرة اميركية من اجوائنا تجر اذيال الخيبة والخسران “ما ادري هذه الملخيات وين راح تودينا” وبين بقاء الطائرات الاميركية “مع الخيبة والخسران” هذه المرة في قواعد حصينة اخرى في بلادنا لان ساعة الصفر لرحيلها لم تحن بعد. الفوز انسانا قصصا اخرى مثل الخلافات المزمنة التي تعصف بالعملية السياسية وبحسب المواسم. فاذا كان الموسم انتخابيا فان قصة القائمة المغلقة والمفتوحة تاخذ منا “سير وسريدة”. واذا كان الموسم يتعلق بتشكيل الحكومة فان قصة الكتلة الاكبر من القائمة الاصغر تسيطر على كل اشكال الخلافات الاخرى عظم شانها ام صغر. والقاسم المشترك لكل هذه القصص الخلافية هو كوننا مكونات .. هذه القائمة تمثل هذا المكون وتلك الكتلة تمثل ذاك المكون وهذا المنصب من حصة هذا المذهب وهذه القضية من حصة تلك الطائفة. لانتذكر نحن عراقيون من اب وام عراقيين بالولادة الا عندما نلعب كرة ونفوز. عندما لانفوز نعود لـ “ذاك الطاس وذاك الحمام”. اما عند الفوز يهتز الجميع طربا من شمال الوطن الى جنوبه ومن شرقه الى غربه. لا احد يفكر يتهميش ولا اقصاء .. حية سيد دخيل تختفي وتمساح الديوانية يتوارى عن الانظار. ورحلة النواب الى الحج تتحول الى “حج مبرور وسعي مشكور”. فطالما فزنا كل شئ “تحت الفراش”.. والاجمل من ذلك نكتشف ان السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء يتابعان مثلنا اللعبة بحيث يهنئون الفريق قبل ان يرتد .. للحاج زيكو طرفه.