23 ديسمبر، 2024 4:37 ص

عراقيون خارج الذاكرة…

عراقيون خارج الذاكرة…

عراقيون ولدنا كما ولد النهرين قبل الاف السنين, في كرم غبي تنازلنا عن دفيء وطننا لنلتحف برد الأغتراب خارجه, نبايع الدخلاء وكما نجمع النفايات في شوارع مدننا نؤثث ضمائرنا وقلوبنا بأزبال الشعوذات وندفن عقلاً كان جمرة تاريخنا تحت رماد الأنتكاسات.فات موعدنا وندعي امتلاك كل عصافير الشجرة ولا خيط لها في يدنا, في مقالة نكرر فيها نرجسية امزجتنا ولا ساقية وعي يجمعنا مجراها في هدف مشترك, يستفزنا الحراك المجتمعي ونحن نبحث في عتمة انتكاساتنا عن انحرافات لنا نصلحها لنجعل منها نهجاً لحاضرنا, حول طاولة اخطائنا نتجادل ونتشاتم ونستخلص من الماضي جنازة خسائرنا لنستورثها ثانية او نعثر على تابوت انتهازيتنا لنعيده مواقف ننقذ بها الغارق من مراكب تاريخنا وننسى اننا الآن داخل اسفنجة عملية سياسية امتصتنا فيها كتل افتاء ومواعظ وثرثرة تصريحات.
انتفض الشارع العراقي وعلى امتداد اكثر من عشرة اشهر, بعضنا وقف على يمين الحراك وأخر على شماله او غربه وشرقه او تجريبيون قفزوا على موجة معمم فرمتهم اصدافاً على ساحل الأحداث, من احشاء صبر الحراك الشعبي المتظاهر انبقت جبهة اصلاح وطنية وكمصابين بفقر الذاكرة وقف بعضنا على قمة الترقب السلبي واخر شارك في اتهامها بخدش هيبة الدولة والتطاول على الدستور والشرعية وكسر (قنفة) الرئيس ــ 4 ــ ارهاب ومن اجل عيون المعركة طالبها البعض ان تؤجل مواجهاتها مع الفساد والأرهاب والبعض رقص عارياً على طبول حكومة “ديمقراطية!!!”.  صمد الحراك الشعبي بوجه الأتهامات والأساءات والأعتقالات والتهديد بالمحاكمات متظاهر, وقفت جبهة الأصلاح ثابتة حول مواقفها الوطنية رغم الأستهداف الشرس والدسائس الكيدية واقتحامات الكلاب البوليسية والسياسية تواصلت بنفسها الطويل ومعها الشارع العراقي, بعكسه اختنقت قوى الفساد والأرهاب بماضيها وفضائحها وتهجنت مع بعضهاعلى هامش مشتركات لصوصيتها وتبعيتها حتى نزفت ما تخثر في شرايينها من التراث الزيتوني.من خارج الذاكرة, بعضنا يبحث ويحلل ويكتشف ثم يبيض مقالة محشوة بنصوص وسطور من اطلال زمن آخر لا تصلح لزمن الأحياء, من خارج ذاكرتنا صُممت لنا خسائرنا وانتكاساتنا وغُيب وعينا وشوهت عواطفنا وكقطيع فاقد رشده تزاحمنا حول صناديق الأقتراع لننتحر باصواتنا (نذوراً) منحورة على محراب النصابين والمحتالين ممن استقروا على ظهر موجتنا اجيال بعد اجيال ومن خلف جدار “حشر مع الناس عيد” تلوثت اقلام الكثير من كتابنا في الساقط مع لعاب حكومة الفساد والأرهاب.من خارج الذاكرة, ليسقط من يتعمد السقوط, فهناك كتاب لا زالوا يتذكرون ويحترمون تراثهم الوطني, لهم فقط نتوجه برجائنا على ان يجدوا ما يجمعهم من المشتركات ــ وما اكثرها ــ ويتفقوا على صيغة زمالية لبلورة مواقف صريحة شجاعة داعمة للحراك الشعبي بشكل عام ولجبهة الأصلاح بشكل خاص, كلاهما يمثلان الآن الوجه الأيجابي لحاضر ومستقبل العراقيين, نأمل وبجهد الجميع ان يولد نصر من داخل صناديق الأقتراع للأنتخابات القادمة.لنغادر خارجنا ونتصالح مع الذاكرة ثم نعيد الحياة لتراثنا الوطني لنرى في عيونه مضاميم وابعاد وتاريخ نكبتنا والا نسمح لمعمم آخر ان يتخذنا موجة او تكنوقراط حكومي يصلح ما افسده الفاسدون بعد ـــ خراب البصرة ـــ او انتهازي نفعي خان الذاكرة, رصيدنا الأمثل هما حراك شعبي وطني منتفض وجبهة اصلاح قادرة على خلع ما يُستهلك وتجديد ما يليقبالمشروع الوطني للأصلاح والتغيير.

[email protected]