23 ديسمبر، 2024 9:30 ص

عراقيون “بس بالاسم”

عراقيون “بس بالاسم”

“جبر” كاريزما الفقر والحرمان والأوجاع اخترناه ليكون شاهداً على رحلت اللالام والقهر والآهات والدموع المكتنزة في كتل بشرية تعيش غريبة في وطنها  ,قاعدة بياناتهم والبيئة التي يعيشون فيها هي من تحديد موقعهم على الخارطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, فهم ضمن حدود الرقعة الجغرافية المستباحة من الفقر والمرض  الخالية من الرعاية الإنسانية, بل ان جماعة “هيومن رايس وتش” لا تعرف أين تقع بفضل السياسة المرتبكة التي تواترت و جرت البلاد الى المصائب والويلات(من نشيد لاحت روس الحرابي وصولاً لأهزوجة  نكطع راس اليوصل حدنا) السياسة الدموية التي أوصلتنا الى  ما لا يحمد عقباه  ناهيك عن العلاقة الرخوة بين المواطن والسياسي و المعادلة الملعونة التي تجمع قطبي على طرفي نقيض  قطب يملك كل شيء وأخر لا يملك أي شيء,” ألا ما رحم ربي” 
 “جبر”  عاطل ومعطل  يسكن في “خربه”  من  الصفيح في قرية العشوائيات الغير مثبته على الخارطة السياسية التي تغفوا على ضفاف مستنقع “أسن ” من الناحية الخلفية, وتحيطه من الجهات الثلاثة مواقع الطمر للنفايات أهم مصادر دخله ودخل أهالي العشوائيات, متزوج وله حفنه من الأولاد والبنات  تخرجوا من مدرسة” نبش النفايات” هذه المدرسة لا تثقل كاهل الدولة النفطية و لا تحتاج الى كادر ولا بناية,  “جبر” اصدر قرار الانخراط بالأمية وعلم نبش النفايات و الحفاظ على هذا التراث  في الفلكلور العراقي  وبقائه معلما تاريخيا يستقطب السائحين من البلدان التي تزور البلاد في مهرجانات (بابل وبغداد عاصمة الثقافة العربية), ويحمل شعار(النفايات ملاذ الفقراء ومصدر رزقهم)  قرار “جبر” لم يأتي من فراغ وإنما جاء بعد دراسة مستفيضة ومشاركة أراء ” أعيان النباشة “ممن لديهم خدمة  وخبرة طويلة في النبش ومن اجل أحياء مورد أخر غير “النفط ” بعد ان تعطلت الزراعة والصناعة,كما يفكر في  دعوة شركات أجنبية للاستثمار في قطاع النفايات والاستفادة منها في نقل الأمراض والأوبئة  “جبر”يحمل هوية الأحوال الريفية ولم يدخل في تعداد 1957ولايحتاج الى شهادة وفاة على سيرت أبائه وأجداده مجهولي القبور,ورداُ على أسئلة  احد أعيان النبش” هل نحن عراقيين؟ صمت “جبر” طويلا وفاضت عيناه بالدموع  وقال نعم ولكن بس بالاسم,