تأسيس الكتل والاحزاب السياسية بعد سقوط الا نظام البعثي اعتمد وبشكل شبه الأساسي على بساطة غالبية العراقيين ونواياهم الطيبة في التعامل مع اغلب الامور .ف برامج الاحزاب الانتخابية وحتى مشاريع تأسيس الحزب أو الكتلة قائم على شعارات واهداف تلامس حياة البسطاء وتلبي طموحاتهم وتطلعاتهم لكنها وضعت دون التفكير بتنفيذ ولو جزء بسيط منها وهنا كانت بداية الاستهزاء والإساءة الى العقول العراقية و نواياهم الطيبة . نجح الامر لمرة و لمرتين , فمصلحة المذهب وتعصب القومية وخطر القادمون من الصحراء والكثير ادوات ساعدت على نجاح مهمة هذا الحزب وتلك الكتلة على الاستمرار بالاستخفاف والاستهزاء بالعراقيين.
التجارب والوقت كان الكفيل بان يخلق الكثير من المدركين لهذا الاستهزاء والاستخفاف والاكثر من ذلك تصدى لبعض من هؤلاء المدركين لتوعية الاخرين وخلق قلق وانذار حقيقي للأحزاب والكتل. مما دفع هذه الأحزاب للبحث عن اسلوبا اخر لتطرح نفسها من جديد .انقسام المجلس الاعلى وتحوله الى حكمة و مجلس وتغير الاحرار الى سائرون ما هو إلا صفحة اخرى من هذا الاستخفاف وبدليل تغير اسم الحزب أو حتى شخصياته لكن دون ان يتغير المشروع او البرنامج وحتى نتاج ما يقدمه الى الشارع .ربما نجح بعضها ربما وهنا اتحدث عن تجربة سائرون فهي وصلت الى عدد المقاعد الاعلى منذ تأسيسها وبكل المسميات والشخصيات . وأخفق الآخر فلم يحقق ما يطمح له ولم يحصل على ما يريد من مناصب و وزارات. الآن ومع تزايد الحديث والمطالب بإجراء انتخابات مبكرة بعد غضب الشارع وظهور جيل شاب طرحة نفسة عارف مدرك لكل ما طرحته الاحزاب توقع الكثير من المتابعين او تيقن ان تجهد الكتل والاحزاب من التفكير في صفحة جديدة لتطرح نفسها مرة اخرى . لكن المستغرب هو الطرح المستعجل من كتلة الحكمة في تأسس تحالف يبدو لا يحمل الجديد غير اسم التحالف وليعود الى تكملة سلسلة الاستخفاف بعقول العراقيين لنعود بطرح السؤال الى متى يستمر هذا الاستخفاف ؟ وهل سينجح ولو جزئيا؟