قرارات بريمر الجائرة في ظلم العراق كانت بدايات زرع الخلايا السرطانية في جسده مستهدفة صميم عراقيات العراق بدءا من تفكيك مؤسسات الدولة وانتهاءا بما آل حال البلد اليه الان مرورا من تجريد الوطن وابنائه من عراقيتهم بسلب تاريخه وحضاراته الموغلين زمانا ومكان في جميع بلدات العراق ، ثم توالت عمليات الزرع العشوائية بمشرط مسموم ( ألة العملية ) ليصبح وضع العراق اشبه ما كانت عليها اوربا من الحالة ايام مدلهمات عصور القرون الوسطى المظلمة الحالة التى نوه عنها وارادها بوش الاب قبيل وايام الحصار المفروض من قبله والمتحالفين معه على الشعب العراقي .
ثم تغلغلت الخلايا السرطانية المدمرة في مؤسسات الدولة على انقاض الدولة المنهارة بفكرة المحاصصة ( لم تأت بجديد ينتفع منها الشعب) تبغي هدم الكيان العراقي ووجوده وتقسم المجتمع الى تكوينات متفرقة انعكست تداعياتها على اوضاعه العامة والخاصة مسجلة تراجعا مشهودا وملحوظا في كل مقاييس المقارنة مع افقر الدول واكثرها حاجة الى الدعم والمساعدة ماديا ومعنويا .
حبذا لو كانت المحاصصة شعبية اجتماعية مدنية لا سياسية ، تخدم الشعب وتقدم له حصته من الماء والكهرباء ومشتقات النفط الخام من الغاز والبنزين والنفط الابيض بسيولة طبيعية تخرجه من ازماته ومعاناته اليومية وتعينه ماديا مع الاخذ بالحسبان ان جميع تلك الحقوق من ابسط متطلبات الانسان اينما كان خصوصا في عراقيات غنى العراق بثرواته بشكل خاص .
المحاصصة تعني لغة كما جاء في كتب المصادر اللغوية ( المصباح المنير ومختار الصحاح ولسان العرب ) حصة من المال ، وتحاص الغرماء اي اقتسموا المال بينهم ، وحصحص الحق اي وضح واستبان ، وتحاص القوم اي اقتسمواحصصا ، احصصته اعطيته حقه ، والمحاصصة مصدرعلى وزن مفاعلة . يتبين مما تقدم بالخلاصة ان المحاصصة تعني التمتع بالحق المقرر من الشئ الموجود او الموروث ، وطالما تمتعت الاحزاب والتكتلات السياسية بحصصها منذ تشكيلة مجلس الحكم والحكومة المؤقتة والانتقالية والحالية بسلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية في تولي المناصب واحتلال الكراسي وتوزيع المنافع والتمتع بها بعملية المحاصة ، ثم خصخصة التعينات سياسيا ضمن التحزب في هذه الوزارة وتلك المؤسسة .
كان المفروض بعد كل تلك التمتعات المتخندقة محاصصاويا للكتل السياسية التوجه نحو النفع العام ، فمن باب اولى ان ينتفع المواطن العراقي بحصته الطبيعية الشرعية ايضا ( حسب مفهوم المحاصصة لغة واصطلاحا ) طالما تقاسم الظلم والظلمات ونال حصته الوفيرة منهما طيلة سنوات ماقبل انهيار النظام وبعده اسوة بمن تمتع من السياسين الطارئين ويتمتعون الى الان مستفيدين من نظام المحاصصة سحتا وحرام ،كان الاجدر اشاعة ثقافة المحاصصة ليس سياسيا فحسب بل وطنيا واجتماعيا كي ينتفع ويتمتع المواطن ليس فقط بحصة المواد الغذائية المتعثرة التوزيع ، انما الى جانب الماء والكهرباء ومشتقات النفط والامور الخدمية الاخرى بالسكن اللائق به وبعراقياته وتضحياته وتحمله الحياة القاسية مابعد 2003 ايضا اسوة بفرقاء اطراف العملية السياسية ومسؤولياتها الراعية للرعية العراقية ومعالجة الخلايا السرطانية لا بالتغيير التكنوقراطي المزعوم محاصاويا وإجراء تغيرات توافقية كتلوية تلد من رحم ذات المحاصصة التوافقية المقيتة قبل ان تستفحل في جسد عراقيات العراق بشكل مستعصي عندها لا سامح الله لاعراق … ولا عراقيات .