من اقصى درجات العار السياسي والوطني والأخلاقي أن تنقسم دولةٌ الى جبهتين ” لم تشهدها جبهات القتال في التأريخ من قبل ! ” , جبهتةٌ تحتلُ فيها الحكومة نصف الجسر , وتقصف جموع الشعب المحتشدة في النصف الآخر من الجسر والمجردة من الأسلحة , وحتى من العصي .!
من المفارقات أنّ قوات الجبهة المدججة بأسلحة القصف والقتل تعجز عن التقدم لإزاحة الحشود الجماهيرية في الضفة المقابلة , وتكتفي بالقصف المستمر دونما اكتراثٍ لأعداد الضحايا , سواءً فتياتٍ او اطفال فضلاً عن الثوّار الشباب في ربيع العمر .!
صمتٌ أمميٌّ وامريكيٌ مُدوٍّ على ديمومة المجزرة وعلى ارواح العراقيين .! , ما هو الثمن غير المعلن بالطبع .!؟ , وهو ثمنٌ يجري دفعه بالتقسيط اليومي بالقتلى والمصابين والمختنقين لحدّ الآن .!
إننا نرصد ونتابع الصمت الآخر في مياه الخليج ! ولم نعد نسمع اخباراً عن النفط وعن تصديره ولا عن ناقلات النفط التي تبحر بسلامٍ وأمان , منذ اندلاع التظاهرات العارمة في العراق ولبنان , وبتزامنٍ مع توغّل القوات التركية في شمال شرق سوريا .
هل هنالك خارطة طريق مرسومة بالأتجاه المعاكس ؟
بمرارةٍ شديدة المرارة , وعلى مضضٍ وتردّد , فأخشى الإسراف في التفاؤل مما قد يجري قريباً , وتحت اية افتراضاتٍ لابدّ منها , فقوات واحزاب وفصائل المنطقة الخضراء وارتباطاتها قد تضاعف الإيغال والتمادي في القمع والقصف بأضعافٍ مضاعفة وربما بتكتيكٍ جديدٍ ومغاير .! , وقطعاً واطلاقاً لا يبنغي ايّ قراءةٍ خاطئة لما نشير , انّما ولكنّما الحذر والأنتباه المركّز وتوسيع دائرة النظر بشكلٍ دائري .!