17 نوفمبر، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

عذرٌ أقبح من فعلِ – نوري المالكي أنموذجاً

عذرٌ أقبح من فعلِ – نوري المالكي أنموذجاً

من منا لم يسمع بحادثة هارون الرشيد مع احد ندمائه إن صح النقل التاريخي عندما طلب منه ان يقوم بعمل يكون عذره اقبح منه و إلا سيقوم بقطع رأسه , فكر نديمه قليلا فإذا به يرى زوجة هارون قادمة فهرول نحوها وقبلها فصُدمت لفعله الشنيع وغضب منه هارون وصرخ بوجهه ما فعلت قال ( يا مولاي تصورت انها انت فقبلتها ) .
   العديد منا تابع لقاءات دولة رئيس الوزراء نوري المالكي والتي لا تخلوا من هفوات تفضح صاحبها وان حاول كثيرا اخفائها كونها ليست مترابطة أضف الى ذلك محاولته اضافة لنفسه ما ليس فيها وهي ( أستحالة  الخطأ مطلقاً ) وهذا كافي لفضح المتكلم ( فالكل يُخطِأ ) اما بالنسبة للسيد المالكي عليه ان يَفهم ان هناك اخطاء تحدث في حياتنا وهي ليست عيباً بل الاصرار عليها ومحاولة تحميل الاخرين المسؤولية هو العيب الاكبر اما الاصرار عليها وعدم الاعتراف بها وتصحيحها فهو خطأ عظيم ويجعل صاحبه في ( خانة ) الجهل المطبق وحتى لا اكون متهم من قبل البعض كوني اهاجم الرجل دون دليل او اني احاول ان اشوه صورته التي رسمها له البعض بأنه ( معصوم عن الزلل والخطأ والشريف والنزيه الوحيد على هذه المعمورة ) في لقاء قديم من على قناة العراقية الفضائية ( الحكومية ) وبالتحديد برنامج ( خارج عن المألوف ) اذ حقاً كان اللقاء خارج عن المألوف , المهم كان يسأله المحاور عن فترة دراسته وأن معدله السنوي في المرحلة الاعدادية كان ضعيفاً فبرره السيد المالكي بسبب ( نكسة حزيران وجمال عبد الناصر كان ” فاشوشي ” ) وسأله مرة اخرى عن دخوله الى كلية الاصول فقال مسترسلا والكلام للسيد المالكي ( عند دخولي الكلية اخذت 15 بالمية في مادة النحو ) فسأله المحاور عن السبب فقال ( ان العراق بصورة عامة لم يكن يهتم بالنحو ) اذن أخطاء الدراسة كانت اسبابها اشياء بعيدة عنها كل البعد ولم يبرر تلك الاخطاء لكونه لم يدرس بكل بساطة او ان المادة لم تكن سلسلة بالنسبة له بعد , فكيف اذن نريد من الرجل ان يعترف بأخطائه السياسية الفادحة , قبل اكثر من اسبوع وبعد التظاهرات التي حدثت في محافظة الانبار العراقية ظهر الرجل على شاشة التلفاز وبدل من ان يحتوي المسألة قام بتأجيجها اذ قال ما نصه ( ليس كل من يجمع الف او الفين ويعطيهم  مية دولار من اموال وسخة , ولقاء اخر قال عنها لا يمكن ان تعطى ثوب وطني , لانها نتنه وانا لست قلق منها هذه فقاعة ستنتهي ونحن نقول انتهوا قبل ان تُنهو ) هذا نص كلامه وبإمكان الجميع مراجعته لكن الشيء العجيب والمخزي ان يظهر على شاشة قناة البغدادية ويقول ” انه لم يصف التظاهرة بالفقاعة وانه رفض تسلم مطالب المتظاهرين من قبل السياسيين لأنهم ركبوا موجتها , وان مطالب المتظاهرين متوقفة بسبب البرلمان لأنه لم يقر موازنة 2013 ” اتمنى من احد المدافعين عنه ان يوضح لي هذه الاجوبة وهذه التناقضات , فأما ان يكون السيد المالكي يجهل ما يقول او انه يتجاهل وأتصور انه مصاب بانفصام الشخصية وإلا ما نسمي هذا ؟ .

أحدث المقالات