لروح حنّا إبراهيم الذي ترجل عن صهوة القصيدة والحياة
عذرًا يا أبا إبراهيم
صديقي القديم المعتق
يا رفيق الكفاح والقلم
والمبدأ الواحد
والهم المشترك
كيف أرثيكَ ودمعي
في انسكاب
وأنا من كره الرثاء
من كثرة ما رثيتُ
من حولي
من أصدقاء وأحبة
ومجايلين وشعراء
فأي كلمات تليقُ بكَ
أيها الإنسان الإنسان
فأنتَ صوت الشاغور
وشاعر الأرض والتراب
الملهم والفذ
من طالت قصائده وأشعاره
كل سحاب
وأنتَ الحجّار الذي أتقن
لغة التعامل مع الحجارة
ولغة التعامل مع البشر
عشتَ غريبًا في الوطن
غردت خارج السرب
لم تنحنِ يومًا
وجاهرتَ برأيك المغاير
وعانيتّ من ظلمِ ذوي القربى
في دواوينك استنشقنا ريحة الوطن
وعبق الأزهار البرية النابتة في
جبال الجليل
البعنة اليوم وكل البلاد
تندب وتبكي عاشقها
وتولول حزينة
وتبحرُ في بحر مدامعها
وتلثمُ منكَ الشذى
فيا لهذا الوفاء الجميل
لك يا حنّا إبراهيم
يا آخر العاشقين
نم في رمسكَ هادئًا
مطمئنًا
وأرقد في راحة
في نعيم الخلدِ
وتقبل منّا دموع الوداع
أيها الشامخ الأصيل