20 مايو، 2024 1:29 ص
Search
Close this search box.

عذرا يارمضان …عذرا يا شهر الفضائل!!!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعيدا عن أجواء السياسة وقريبا من العادات والتقاليد التي كنا نعيشها في رمضان الزمان الماضي عندما كانت لهذا الشهر قدسية خاصة يحترمها الصغير والكبير فيها مخافة الله قبل كل شيء .كان الجوع والعطش يلازمان الصائم ولم نكن نعرف النوم النهاري والسهر الليلي في حينها .كانت العبادة والتقرب إلى الله شيء جميل لأنه عبادة وليس مجرد أداء لفريضة. كل شيء اختلف حتى السحور أصبح وجبة عشاء إضافية تأكلها آخر الليل بعد السهر على المسلسلات التلفزيونية او في النوادي الرياضية ..
اليوم وجبات الإفطار أكثر دسومة بل هي دسمة جدا تضم كل أصناف الطعام لصائمين قضو نهارهم نموا بلا تعب او عمل تحت اشعة الشمس التي لم نعد نخاف منها فاجهزة التبريد كفيلة بمعالجة درجة حرارتها ..
كل شيء اختلف فانا لا اعرف فطور جاري بل لا اعرف اصلا هو صائم ام لا ..كنا نعرف فطور الجيران من الطعمة التي نعطيها لهم ويعطونها لنا ..
حتى صلاة التراويح لن نتعب فيها ابدا فالمسجد فيه كل وسائل التكييف الحديثة ..وتقتصر صلاتنا على السور القصار ..
دولنا وشعوبنا لم يعطون قدسية لهذا الشهر الفضيل او يهتمو به أكثر من اهتماماتهم بأعياد الميلاد .
عذرا يا رمضان فأنت في زمن الأحفاد المترفون الكاذبين لا زمن الأجداد المحرومين المستغفرون. .
لقد ذهب زمن القارىء عبدالباسط وأتى زمن الأم بي سي والعجائب والغرائب ..
ويذكرنا التاريخ الحديث بسقوط العاصمة الفرنسية “باريس” بيد النازيين عام 1940، حينها زار هتلر قبر نابليون بونابرت و انحنى له بكل احترام قائلاً له : “عزيزي نابليون، سامحني لأني هزمت بلدك .. لكن يجب أن تعرف ان شعبك كان مشغولاً بقياس أزياء النساء بينما شعبي كان مشغولاً بقياس فوهات المدافع والبنادق” . هذا القول ينطبق اليوم تماماً على شعوبنا العربية والإسلامية فكلها مشغولة بالمسلسلات و الأفلام و الأغاني وتوافه الأمور بإثارة الشهوات والشبهات حول ثوابت الدين.
فعذرا يارمضان مرة اخرى ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب