عذرا محمد عباس فان موتك يشابه موت الالاف من الذين سحقتهم الدكتاتورية ، عذرا محمد عباس فان سلوك الاجهزة الامنية مازال هو نفسه في عهد الاستبداد الصدامي ، عذرا محمد عباس فان الضحية أصبحت هي الجلاد اليوم ، عذرا محمد عباس فان الحكومة التي قتلتك شرعية بفعل طائفيتها وصورتها المذهبية ، عذرا محمد عباس لصمت الحكومة المخزي ، عذرا محمد عباس لانهم يستمدون شرعيتهم من أسمك وأسم ابيك ” النبي محمد و الامام العباس “
حتما لم تكن تعلم في يوم ما ولم تتصور أن ساحة نادي كربلاء الرياضي سوف يراق على وجهها دمك ولم تكن تعلم أن قوات “سوات” أشد حرصا منك على الرياضة والجمهور والامن ! ولم تكن تعلم أن الارهاب والطائفية والبعث الصدامي والتكفيريين هي عناوين لن تغلف موتك ولن تشبع نهم السلطة التأريخي للقتل لكنها القمته حجرا تغص به أبد الدهر .
ولم تكن تعلم أنهم سيدافعون عن جريمة قتل المواطن المصري حسن شحاته أكثر منك ولم تكن تعلم أن الدين أصبح تجارة لشذاذ الافاق والقتلة ولم تكن تعلم أنهم يتباكون “حسن شحاته ” ليل نهار ويغرقون بهذه الدموع صوتك .
يا الله ..أي مصيبة تمر بنا وأي كارثة تسبب بها من يحكمنا باسمك ومن يرهبنا باسمك ويبتزنا باسمك وينتقم منا باسمك ويسحقنا باسمك ويهيننا كل يوم ويتهمنا بالكفر باسمك ويستبيح دمنا باسمك يالهي مالذي يحدث ؟ أنقذفُ مثل خرق بالية في قبور الغدر ؟
الاحلام في هذا البلد يامحمد تتحول الى قبور وحلمك في أن ترى نادي كربلاء الرياضي يحقق انجازات رياضية يشبه أحلام الموطنين الاخرين بمرحلة ما بعد الدكتاتورية كنا نحلم بان نرى مدنا لكنهم منحونا خرائب كنا نحلم بان نبني الوطن سوية بنوا قصورا لهم وتركونا عراة ، كنا نحلم في الخلاص من قسوة ” الرفاق ” لنسقط مرة أخرى في قسوة مراهقين يحملون نصوصا مقدسة ويدعون انهم رجال دين ، كنا نحلم بالخلاص من رجال الأمن الاغلاض والعسكرة لنقع في مصيدة سوات ونقاط التفتيش اليومية ، كنا نحلم بان يحمي الجيش الوطن لكنه يستمر في خدمة الحاكم والسلطة .
وللاسف يامحمد فان الشعب في خدمة السلطة أيضا كان يرقص مثل عاهر معتوه للدكتاتور ويبكي في أخرى قسوته ، لذا لم تعد الذاكرة تفرز بين الضحية والجلاد وبين حكام الامس وحكام اليوم والضحايا يلفهم النسيان .
يامحمد ستكون جنازتك مختلفة عن الضحايا المغدورين لانك تعرف القاتل و ستجوب شوارع المدينة في كل يوم وتنتقل ليلا لتقضي وقتها مع مغدورين آخرين انت تروي لهم عن أعمى تسبب بكسور في قحفك وستُخرج النساء المغدورات والرجال والاطفال الذين قضوا معك في حفلات الموت الاخرى نِصال السكاكين والرصاص وشظايا العبوات ، كل منكم يروي قصة موته المقدس وتضحكون حين ترون لطخات من دمائكم بين لحاهم وعلى محابسهم أو فوق أحذيتهم العسكرية .