18 ديسمبر، 2024 8:59 م

عذرا سيد حسن نصر الله لم تعد سيد المقاومة!

عذرا سيد حسن نصر الله لم تعد سيد المقاومة!

يحظى السيد حسن نصرالله بمكانة كبيرة ليس في قلوب العراقيين حسب بل لدى الكثيرين في الوطن العربي، ويطلق عليه لقب سيد المقاومة وذلك لصموده البطولي أمام اسرائيل، وعلا نجمه أكثر عندما حقق نصرا كبيرا في أختطاف الجنود الأسرائيليين عام 2006 في عملية جريئة أطلق عليها (الوعد الصادق) والتي أدت الى نشوب حرب مع أسرائيل دامت 34 يوم كان أنكسار الجيش الأسرائيلي فيها واضحا. كما أن السيد حسن نصر الله يمتلك (كاريزما) قيادية يسحر بها كل من يلتقيه أو بسمع خطابه فهو مفوه بالكلام بشكل كبير ويجيد لغة الخطابة أذا تكلم بالعربية الفصحى أو باللغة اللبنانية الدارجة، وسرعان ما ترى نفسك أسيرا مشدودا لكل ما يقول!، ولأنه يمتلك كل هذا السحر البلاغي والخطابي فما عليك ألا ان تصدقه حتى وأن كذب!!؟، بل أنك تختلق له الأعذار أذا أخطأ من حيث تدري أو لا تدري!، لا سيما ونحن العرب وتحديدا العراقيين سريعي الأنبهار بشخصية القائد والكاريزما التي يمتلكها بعيدا عن المضمون!، لأننا أصلا نحب الأنقياد والتبعية للغير!. ولأن السياسة (عاهرة)! لا ترحم أحد حتى وأن أرتكب السياسي خطأ عن دون قصد، فما بالك أذا كان هناك أمر دبر في ليل وفي قصد!!. كما أن السياسة بحرها عميق وكبير ومنزلقاتها خطيرة، ولها وجوه متعددة وبراقع كثيرة تحتمي فيها وخلفها، مثل الأحتماء بالدين والمذهب فهو يمثل خيرغطاء للكثير من السياسيين كما في زمن الفوضى الذي نعيشه. ( هنا لا بد من الأشارة والتذكير أن رئيس النظام السابق كان واحد ممن أتخذوا من الدين برقعا له عندما أعلن نفسه بين ليلة وضحاها وبعد أنكسار الجيش العراقي في معركة الكويت بأنه عبد الله المؤمن وأعلن حملته الأيمانية التضليلية الكاذبة لحين سقوط النظام وأحتلال العراق من قبل الأمريكان). كما أن محاربة أسرائيل والدفاع عن فلسطين كانت أيضا خير تجارة وسلاح لدى الكثير من قادة العرب وزعمائهم السياسيين للتسلط على شعوبهم وقهرهم ولبقائهم بالسلطة وتمسكهم بالحكم. نعود الى صلب الموضوع، فلا زالت الصفقة التي تمت بين مجرمي داعش وبين حزب الله تثير جدلا كبيرا ليس في الشارع العراقي فحسب بل في كل الأوساط السياسية والأعلامية العربية، فمثلما هزت هذه الصفقة المشبوهة صورة من كنا ننظر أليهم بعين الكبرياء والبطولة والحق فأنها كشفت للعراقيين تحديدا حقيقة ما جرى ويجري في مطابخ السياسة العربية والأقليمية والدولية!؟، كما أكدت هذه الصفقة المؤذية للعراق، مقولة بأن في السياسة لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة بل هناك المصالح الدائمة. أقولها وبكل ألم لم نكن نرغب أن يكون حزب الله وراء هذه الصفقة وطرفها الرئيسي، وكان الألم أكبر عندما ظهر السيد حسن نصر الله وهو يدافع عنها!.أقولها ومع الأسف ياسيد المقاومة لم تعد أنت كذلك! فقد أهتزت صورتك أن لم أقل أنها سقطت بعد أن كانت معلقة في عقول وقلوب الكثيرين!، فتبريراتك غير مقنعة ولأول مرة وأنا المتابع للكثير من خطبك السياسية أرى حديثك بالدفاع عن الصفقة كان ضعيفا غير مترابط فيه الكثير من الخلل والثغرات ، ولم تكن كما أعتدنا أن نسمعك ونراك في المواقف والظروف الصعبة وبالتالي ومع الأسف لم تكن موفقا في أقناع كل من سمعك؟!. ياسيد المقاومة أتعلم أنك بصفقتك المشبوهة والمثيرة للشك والجدل مزقت بقيتنا وزرعت الفتنة بين محبيك!، فتناقشوا وتعصبوا وتعالت الأصوات وأنتهت الى خصام وفراق وعدم رضا أن لم أقل تحولت الى عداء!.نعم من حقك أن تدافع عن لبنانك فهي وطنك وأرضك ومن حقك أن تدافع عن سوريا وأيران وتكون في جبهتما وتنصرهما فتلك ظروف السياسة والمعركة. دافع لمن تريد أن تدافع عنه وأعمل ما شئت لك أن تعمل ولكن ليس على حساب جراح العراقيين وآلامهم وخوفهم وموتهم. سأتفق معك جدلا! لا أكثر في كل ما ذكرته وبررته عن الصفقة المشبوهة، ولكن أجبني عن سؤال يدور على ألسنة غالبية العراقيين: هل يجوز أن تعقد صفقة مع مجرمي داعش تؤدي الى نجاة (300 أو 600 أو أكثر أو أقل من هذا العدد من مجرمي داعش كان بالأمكان قتلهم أو أسرهم وهذا ما يفترض أن يكون بدل من نجاتهم بهذه الصفقة) كل ذلك من أجل رفات جندي أيراني و(8) أسرى لبنانيين؟! بأي لغة عسكرية عملت وبأي عرف هذا؟ أعود لأقول لك ياسيد المقاومة أفعل ما شئت أن تفعل، ولكن أن تأتي بهم الى حدود العراق؟ فتلك والله طعنة نجلاء وكم تكون مؤلمة عندما تأتيك من الخلف وبسيف من كنت تعتبره أخا عزيزا وسندا لقضيتك؟!. أهكذا تعامل العراقيين أهكذا تعامل (اخوة زينب)!؟ ألهذه الدرجة دم العراقيين رخيص أمامك ياسيد المقاومة؟. أقول شكرا لداعش! التي كشفت لنا المستخبي من الأمور فلرب ضارة نافعة!. ولا أدري متى تحرص حكومتنا وقادة
أحزابنا السياسية على دماء العراقيين وهي ترى مثل هذه الصفقات المريبة تعقد أمامها؟. أخيرا أقول: لم أكن أتمنى لك مثل هذا يا سيد حسن نصر الله تتفاوض مع أعداء الأسلام وأعداء آل البيت عليه السلام من أجل رفات جندي أيراني وعودة 8 أسرى لبنانيين؟ عذرا سيد حسن نصر الله لم تعد سيد المقاومة بل سيد الصفقات المشبوهة! فصفقتك هذه أسقطتك من عليائك في نظر الكثيرين في العراق أو في باقي وطننا العربي، وليرد الله كيد من يريد بالعراق وأهله السوء.