قد تجمعك وسائل الاتصال الحديثه مثل السكاي بي وغيره بصديق فقدت الاتصال به لأكثر من عشرين سنه تسترجع معه ايام الطفوله والشباب وتستذكرون سويه ايام الدراسه والمشاكسات والطرائف التي كانت تحدث وابرز الاشخاص في تلك الفتره ويشعر كل واحد منا بسعاده غامره واشتياق لتلك الايام التي لاتمحي من الذاكره بحلاوتها ومرارتها ونقول دائما حالنا حال الجميع وباللهجه البغداديه ( ياريت على ذيج الايام) ونتحسرعلي ماضي ذهب ولايمكن ان يعود ولكنه محفور في ضميرنا وذاكرتنا لاتستطيع اي ايادي ان تمتد اليه او تحرف فيه لاننا عشناه لحظه بلحظه ولانه تاريخ شخصي يجمع علاقات حميمه بين اصدقاء فلا يمكن تزيفه او التلاعب به.
استمرت المكالمات بيني وبين صديقي الذي يسكن في المانيا وكانت كل مكالمه تمتد احيانا لساعات نشعر وكانها لحظات نستذكر اهم الاحداث التي مرت وكأننا نكتب التاريخ بأنفسنا لااعرف انا الى اي طائفه ينتمي ولاهو يعرف الي اي طائفه انتمي ولكن الذي نعرفه اننا اصدقاء ومن منطقه واحده ومن بلد واحد اسمه العراق تذكرنا الحرب العراقيه الايرانيه اسبابها ونتائجها واردنا ان نعرف من الخاسر ومن الرابح في هذه الحرب وتوصلنا الى نتيجه مهمه ان الخاسر الحقيقي في اي حرب هم اطراف النزاع والرابح غيرهم.
حدثت حرب الكويت وكلنا يعرف ماذا جري وماهي الاحداث التي تلتها والضربات الجويه التي تعرض لها العراق وحجم الدمار الذي اصاب هذا البلد وملايين من الشهداء والجرحي والارامل دور هدمت فوق رؤس اصحابها وبعد الضربات الجويه وحصار استمر لأكثر من عشر سنوات دفع ثمنه شعب العراق من كرامته ودم ابناءه دفع الكثير من دون اي ذنب ارتكبه بحجه وذريعه التفتيش عن الاسلحه الكمياويه تغير النظام في العراق ودخلت القوات الاجنبيه العراق ولم يجدوا اسلحه كمياويه. .
ماذا جرى في العراق بعدها اين العراق لا اجده سوى في نشرات الاخبار وهو يعتلي المرتبه الاولى بحجم التفجيرات اليوميه وعدد الشهداء والناس الابرياء اللذين لاحول ولاقوه لهم .
كان العراقي لايستطيع ان يتكلم عن النظام في السابق ولكنه كان ينعم بالأمان والاستقرار واليوم اذا خرج من منزله لايعرف مصيره من كثرة التفجيرات اليوميه والقتل على الهويه. انا لست هنا بصدد الدفاع عن نظام معين او الخوض في سلبيات نظام اخر فهذا موضوع سيكتبه التاريخ واتمنى من المؤرخ ان يكتبه كما هو بكل الحقائق لانه يخص البلد والشعب ولو كان يخصنا لوحدنا انا وصديقي لكتبناه بمصداقيه ولكننا لسنا اخصائيين في هذا المجال.
مايحدث الان من هاله اعلاميه وحشود عسكريه والتلويح بضربه جويه او القيام بعمل عسكري ضد سوريا لقيام نظام الاسد باستخدام اسلحه كمياويه ؟ اعاد التاريخ بذاكرتي الى الوراء واستذكرت الايام التي مرت بلعراق ونفس الاسباب الاسلحه الكمياويه هي نفس الذريعه التي تحشدت اليها القوى العالميه لتجريد العراق من اسلحه الدمار الشامل. واليوم لردع ومعاقبه النّظام السوري على استخدامه الاسلحه الكمياويه ضد ابناء شعبه ولكن السؤال المهم وبمقارنه سريعه عن عدد اللذين قتلوا في العراق سابقا ايام النظام السابق وبعده والدمار والخراب الذي وصل اليه العراق لعرفنا ان استخدام الاسلحه الكمياويه كما يدعون أهون علينا من هذه الحكومات التي اوصلت بشعب العراق الي هذه الحاله المأساويه من نقص في كل شئ لاخدمات لاأمان ولا أحترام للمواطن وسرقة ثروات تقدر بلميارات والشعب يعرف السارق دون عقاب وبرلمان يتسلى على هموم الشعب لأربع سنوات ليضمن تقاعد يغنيه طول العمر والموظف المسكين يخدم في الدوله العراقيه ثلاثين سنه ويخرج بتقاعد لا يسد ابسط مستلزمات المعيشه!؟
هذا حال المواطن يا سادة في بلدي الغني بعائداته الماديه وثرواته والفقير بمعيشه أهله وتذكرت حال دول الربيع العربي فواحده أسوء من الاخرى بعد هذا الربيع بحيث غيرت مفهومنا لمعنى الربيع الذي نعرفه فهذا حال مصر وذاك حال تونس وليبيا وحال المواطن فيها يشكو ويقول ( ياريت اللي جرى ماكان) رغم سوء الانظمة حينها وعدم رضا المواطن عليها ولكن حال اشوه من حال ..!؟
حينها تألمت كثيرا علي الشعب السوري وخشيت عليه ودعوت من الله ان يجنبه المصائب والويلات التي مرت بشعب العراق .
أناشد كل قوى الخير وكل من لديه القوة والنفوذ والسلطه اعملوا ماشئتم بلحكومات فهي لاتمثل الا نفسها ولكن رفقا بلشعب المسكين والمغلوب على أمره واعلموا ان قنابلكم لاتؤثر على الحكام بل على الشعوب وحصاركم سيدفع ثمنه الشعب لا الحاكم .
انتبهوا بالله عليكم لاتكرروا مأساه شعب العراق وتعلموا الدرس لان التاريخ لايرحم. الدول الخمس الدائمه العضويه في مجلس الامن لديها (حق الفيتو) والاعتراض على اي قرار باستخدامها هذا الحق نتمنى ان يستخدم هذا القرار لصالح الشعوب للمحافظة على ارواحهم لا دعماً للحكام ومصالحهم وان يكون للمواطن في مختلف البلدان الحق بالاعتراض على الحكام وبالطرق المشروعة دون ان يتعرض للمهانة وان تضمن المنظمة الدولية هذا الحق ويطلق عليه فيتو المواطن .
تحيه تقدير واجلال الي الشعب المصري العظيم الذي صنع بنفسه فيتو المواطن واستطاع ان يغير الحاكم لانه لايخدم مصر .والف تحيه الي جيش مصر الذي وقف الى جانب الشعب وشرعيه المواطن وعذرا لحكوماتنا العربيه التي لاتعرف بمعاناة ابناءها وهمها الاول هو الحفاظ على كرسي الحكم ومكتسبات السلطه واقول لهم وبلسان كل عربي ايها الحكومات كفاكم الم تشبعوا من دمائنا وسرقه ثرواتنا وقتل الروح في نفوسنا وتهجيرنا من ديارنا الم يكفيكم دمار بلادكم متي تستيقظ ضمائركم وتجنبون شعوبكم ويلات الدمار والخراب ولنا الله ياعرب.
وعذرا لصديقي الذي فرقت الايام بيننا وجعلتنا كل واحد في بلد بعد ان كان العراق حضناً لنا . ولأاعلماذا كان لنا في العمر بقيه هل ستجمعنا الايام لنحكي ونروي لاأولادنا وأحفادنا مافعلت بنا الأيام من جور وظلم الحكام بحق شعوبهم وهل سنقرأ ما دونه التاريخ في كتبه عن حقبه من الزمن مرت بشعب العراق والامه العربيه.