23 ديسمبر، 2024 9:58 ص

من المؤسف أن ينحدر نفر شاذ من بلاد ترفع شعارات التسامح وحوار الأديان الى قعر الرذيلة من خلال العدوان الآثم على أقدس مقدسات المسلمين ممثلة بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، تحت ذرائع بائسة وأوهام زائفة ، تدفعهم الأحقاد البغيضة على شخصية عدها أعظم مفكريهم (مايكل هارت) الأولى في سلسلة المائة العظماء في التاريخ البشري.
وفيما يأتي قراءة في أبعاد عرض هذا الفليم المسيىء لعلنا نصل الى صيغة نعذر بها أمام خاتم الأنبياء المفترى عليه من نفر السوء الأباعد.
من المعيب أن يتم عرض فليم يتضمن بذاءات ضد نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، يتهمه بأقذع الألفاظ وشتى التهم الزائفة ، بينما سيرته العطرة تؤكد أنه الإنسان الكامل حسب وصف توماس كارليل.
سـيـرة المـخـتـار نـــور                            كيف لـو يـدرون سطـرا
لـو دروا مـن أنـت يـومـا                          لاستـزادوا منـك عطـرا
آه لـــو عـرفــوك حـقــا                              لاستهامـوا فيـك دهــرا

ومن الغريب أن يتزامن عرض الفليم مع ذكرى أحداث 11/ سبتمبر ، إذ التقى الموتورون وجمعوا الأموال للمهمة القذرة ، وتطاولوا على سيد الخلق وحبيب الحق ، كأحد محطات الإستهداف المشين عبر شتى الأزمنة والأمكنة ، ولكن الأقزام المتطاولون يظنون أنهم ينالون من الشمس حين يحاولون إثارة غبار التهم الزائفة حولها .
كيف للنملة تـرجـو                                    أن تطـال النجم قدرا

ومما يثير الحنق على هؤلاء الأوباش الخاسئين جرأتهم الدنيئة وقلة حيلتنا وخلو أيدينا إلا من المشاعر الجياشة والعواطف النبيلة التي أدماها عدوان المفترين ، ولسان حال المسلمين يردد :
أنا آسف أنا غلطان                        أنا اللي اتهنت ياسيدي
أنا اللي أذاني كل مهان                    وتاه الحق من أيدي
 أنا اللي اتهنت مش أنت                  لأنك في حمى ربي
 مقامك في السما عالي                 وأنا اللي إنداس على قلبي
وهكذا إنبرت الحناجر تصدح  بغضب ضد الإفتراء والبهتان ، والأقلام تكتب دفاعا عن الحياض المقدس ، فاندفعت جماهير المسلمين المكلومة تعبر عن ألمها العميق الذي نكأه المعتدون.

من المريب أن تتوالى سلسلة الإساءات البغيضة ، ولاسيما في هذا الوقت العصيب مما يجعلنا نضعها كجزء من المجسات التي يستخدمها خصومنا لقياس مدى ردود أفعالنا ، أو كأفخاخ نستدرج من خلالها لتعزيز صورنا النمطية في ذاكرتهم العشوائية ( الفوضوية ، حب سفك الدماء ، الهمجية وعدم التحضر ……) الى آخر ماتحويه أذهانهم المريضة عنّا .

 من الطبيعي أن نقرأ الإساءة الأخيرة في ضوء المشهد العالمي الراهن(تعقيداته وتشابكاته وإنسداداته و…….) لأن محركات الواقع  السياسي ( سقوط الأنظمة ، الأمني ( الإنفلات والفوضى )، والإجتماعي (الصراع / مكونات ، طوائف ، أعراق ……) كلها تدعو الى إفتعال حرب دينية / بين المسلمين والمسيحيين في مصر وطائفية وعرقية في مكان آخر ، لتسهل إعادة رسم الخرائط وتوزيع الأدوار من جديد عبر إثارة العواطف الدينية وتدنيس المقدسات وضرب البنى التحتية لإعتقادات المجتمعات المسلمة.

من المثير أن مكر التاريخ  يساند قيم الحق المبين التي جاء بها سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لتكمل مسيرة المرسلين الكرام في إرساء منظومة تعلي من شأن كرامة الإنسان، وهو مايتجلى في معطيات العصر وأدواته ، لو أحسنا إستثمارها  كالسينما والدراما ، ومافليم الرسالة بنسخته الإنكليزية  للعبقري العقاد منا ببعيد، أو من خلال إتباع الوسائل القانونية والملاحقات القضائية للمعتدين ، وإلجامهم وجعلهم عبرة لمن يتطاول على مقدسات الآخرين .

من الضروري أن يكون للحكماء مواقف تنضج الوعي وتلهم اليقظة ، عبر طرح آليات تعقلن إندفاع الإنفعالات المستثارة ، وتعزز دعائم الحوار والتسامح والتعايش ، تقي حاضرنا عبث الحاقدين الموتورين وطوفان العواطف والغضب المقدس.

 وعلى الرغم من هذا وغيره ، لايسعنا سوى القول (عذرا رسول الله).

أنت لـم تحتـج دفاعـي                              أنت فـوق النـاس ذكـرا
قـطـرة مـنـك فـيــوض                             تستحق (العمر) شكرا
حبـك الـوردي يـسـري                             في حنايا النفـس نهـرا

إضاءة: ظهر محمد بعد المسيح بخمسمائة وسبعين سنة، وكانت وظيفته ترقية عقول البشر.(المستر سنكس مستشرق أمريكي 1831 – 1883م).