23 ديسمبر، 2024 10:30 ص

عذرا رئيس الوزراء !

عذرا رئيس الوزراء !

بغض النظر عن المنهاج الحكومي الذي قدمه رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ، وبعيداً عن كل ما تنشره مواقع التواصل الاجتماعي المتفائلة منها والمتشائمة ، ساتحدث هنا كمواطن بسيط ضاع حلمه وسط صراعات ومساومات الاحزاب المتنفذة وحرصها على غنيمتها المحاصصاتية ، فاقول بصراحة ان سنوات ما بعد الاحتلال كادت ان تفقدنا الامل لولا اصوات المتظاهرين المطالبة بالتغيير.فمنذ ان تبوأ ابراهيم الجعفري رئاسة الحكومة وما تلاه من رؤساء حكومات المالكي وحيدر العبادي جعلتنا نرجح الشك على اليقين في ما يقولون .. فجميع برامجهم وتصريحاتهم ووعودهم كانت مجرد تخدير وتسويف .. فالجميع يلعن الفساد في الاقوال ويمارسه بالافعال والكل يتحدث عن هيبة الدولة وحصر السلاح بيد القوات الامنية غير ان واقع الحال غير ذلك فما زلنا نخشى سطوة عصابات السلاح المنفلت وهي معروفة التوجه والانتماء والولاء وتعمل وكأنها فوق القانون ..ناهيك عن برامج حكومية لتنفيذ المشاريع وتحسين الخدمات وغير ذلك من الملفات التي لا اظنها خافية عليكم .. لقد عشنا طيلة السنوات الماضية بحرمان ومعاناة وربما كان السياسيون وبكل وقاحة وصلف يضحكون علينا في جلساتهم من دون ان يكلفوا انفسهم سماع صوت الملايين في التظاهرات الشعبية او في احاديثهم العامة .. مليارات الدولارات اهدرت ونهبت عندما كانت اسعار النفط مرتفعة و يدخل العراق منها الكثير الكثير قبل مشكلة انخفاض اسعاره الحالية ..
فعذرا رئيس الوزراء اذا قلنا اننا فقدنا الثقة وصرنا نبحث عما يعززها باعمال تلامس هم الشعب المسكين فلم تعد تطربنا مواويل الوعود والاقوال .. لانطلب منك المستحيل ونعرف انك لاتملك عصا سحرية لاصلاح خراب سنين وندرك صعوبة مواجهة الاحزاب المهيمنة والظروف القاهرة للعراق ماليا وما فرضته جائحة كورونا من مخاطر وصعاب .. غير اننا ايضا من حقنا ان نسأل عن مسوغات الامر الديواني رقم (1) باحالة رئيس حكومة مستقيل واعضاء حكومته على التقاعد وقديما قال اهلنا مثلهم الشعبي الشهير ( اخذ فالها من راس اطفالها ) ! وكنا كمواطنين نامل ان نلمس شيئا ينصف شهداء متظاهري تشرين الاول من العام الماضي ..و ان لانرى من يعتدي على من بقي صامداً في ساحات العز في بغداد والمحافظات الاخرى .. نريد ان نحس بشيء من الامان وبدء تطبيق القانون على الجميع وخاصة من عبث واستهان بابسط الحقوق فقتل وشرد وخطف من دون رادع .
ليس هينا علينا ان نعيش في وطن يسلبنا فيه الخارجون على القانون اعز ما يمتلكه الانسان الكرامة والامان ..فلا تسكثروا علينا صرختنا ( نريد وطن ) فبدونه نكون اموات ونحن على قيد الحياة.
عذرا رئيس الوزراء فقد علمتنا تجارب السنوات العجاف ان لاتغيير باستمرار هيمنة احزاب اعتادت سرقة اصواتنا بالتزوير .. ولاندري كيف يمكن ان نحلم بمستقبل وثقل المحاصصة التي جلبت لنا الكوارث والويلات ما زال سائداً فالى اين يريدون بالعراق ؟!
لا نريد ان نكون متشائمين ولكن وللمرة المليون نريد رئيس وزراء يتفاعل مع الشعب وتطلعاته بضمير ..
اخيراً اعتذر للشعب وخاصة الشباب المعتصمين فهناك الكثيرمما لم اقله، لكنها الخشية من غدر الظالمين فحريتنا ما زالت مجرد كلام سلاطين !!