لماذا يحارب المخلصون، والمجتهدون في بلدي؟ على عكس باقي دول المعمورة الذي يكافئون ويمجدون فيها.
ويمجد فيها قد يعود هذا إلى عقدة النقص بالنفس، التي تحارب التفوق، وتكره الامتياز، لذلك يخاف المرء خوفا كبيرا من أن يرى شخصا يتمتع بالتفوق، فالإنسان المتفوق، والمتميز، هو نقد غير مباشر لمثل تلك النفسيات.
أثارت التصريحات الأخيرة للسيدة حنان الفتلاوي، التي وصفت بها السيد علي دواي محافظ ميسان، بأنه كناس(عامل رفع القمامة)، لا يفهم شي، ولا يقارن بشخصية هي تعتقد بأنها المثلى، أو الرمز، وتباهيها بالرقم الذي حصل عليه بالانتخابات الأخيرة، متناسية الظروف المصاحبة لذلك، ومتناسية بأنهم الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات، رغم فوزهم بالمركز الأول فيها.
علي دواي سيدتي السليطة، استطاع بميزانية لا تتجاوز الربع مليار دولار تقريبا، أن يجعل من مدينته مضربا للأمثال، ومحط إعجاب العالم قبل العراقيين، فماذا فعل صاحب المائة والخمسين مليار؟ سيدتي! لو أطلق سيدك ميزانية المحافظة، ولم يقف أمام قانون البترو خمسة دولار، ولم يقيد مجالس المحافظات، وحصر اغلب الصلاحيات عند المركز، لكان دواي يضاهي الشيخ زايد، وغيره.
دواي سيدتي إنسان أولا وأخيرا، أما أخ لك بالدين، أو نظير لك بالخلق، كما قال سيد البلغاء عليه السلام، بغض النظر عن شهادته الأكاديمية (الهندسة)، له الشرف أن يقارن بأكرم مخلوق على وجه الأرض، الذي لولاه لامتلأت الأرض بالأوساخ، والنفايات، الذي يسمى بالدول الأخرى بعامل النظافة أو على قول عبعوبكم (انجنير كلنس)، النظافة التي فقدها أكثر سياسيو بلدنا العزيز.
سيدتي السليطة! كان الأجدر بك أن تراعي حقوق الإنسان، وعدم استصغارهم مهما كانوا وكنت، فكلنا لأدم، وادم من تراب ” من كان بينك في التراب وبينه شبران فهو بغاية البعـــــــــد
لو كشّفت للمرء أطباق الثرى لم يُعرف المولى من العبـــــد
من كان لا يطأ التراب برجلــه يطأ التراب بناعم الخـــــــــدّ”
الملابس الزرقاء، وحذاء العمل، شرف لكل شخص يعمل لخدمة المواطن، أما رئاسة الوزراء، لا يحددها ملبس أو مأكل بقدر ما تحدده نزاهة الفرد، وكفاءته، وحبه للوطن، والمواطن.